أخبار رئيسية

بدور القاسمي ووزير الثقافة في جولة لموقع “الفاية الأثري” الذي يعود تاريخه إلى 93 مليون عام دعماً لترشيح الملف على قائمة التراث العالمي لليونسكو

- يتمتع الموقع في المنطقة الوسطى بالشارقة بأهمية أثرية عالمية

– سجلت الحفريات في الموقع تاريخ الهجرة البشرية المبكرة من أفريقيا من العصر الحجري القديم إلى العصر الحجري الحديث

الشارقة-الوحدة:
استقبلت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) سفيرة ملف الترشيح الدولي “المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية”، معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة، رئيس اللجنة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، لدى زيارته لموقع الفاية الأثري والمرشح للإدراج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، إضافةً إلى المواقع المحيطة به في منطقة مليحة بالشارقة.

وجاءت الزيارة بحضور سعادة عيسى يوسف مدير عام هيئة الشارقة للآثار وخلود الهولي السويدي مدير إدارة التراث الثقافي المادي في الهيئة وعدد من كبار المسؤولين في كل من الوزارة والهيئة، حيث شملت الزيارة إجراء جولة ميدانية للموقع الصخري في جبل الفاية الأثري (العصر الحديث والقديم)، والذي يعتبر من أهم مواقع العصر الحجري في منطقة شبه الجزيرة العربية والعالم، بالإضافة إلى زيارة الحديقة الجيولوجية في منطقة جبل بحيص.

وترأست الشيخة بدور القاسمي الاجتماع الذي عقد مع الوفد الزائر، وشهدت مع معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي وباقي الحضور العرض التعريفي حول ملف ترشيح الموقع بعنوان “المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية”، والذي ركز على الأبعاد التاريخية والثقافية التي يحملها هذا الموقع الأثري المهم والتي تؤهله باستحقاق للتسجيل ضمن قائمة التراث العالمي.

وتضمن العرض الجهود المتواصلة من حكومة الشارقة وهيئة الشارقة للآثار، بما يخص أعمال التنقيب والاكتشافات الأثرية، التي انطلقت قبل ثلاثين عامًا، واستمرت بالتعاون والدعم بين الهيئة وجامعة توبنغن الألمانية وجمعية سينكنبرغ للتاريخ الطبيعي، حيث كشفت الحفريات عن أدلة على استمرار وجود الإنسان في المنطقة منذ أوائل العصر الحجري القديم قبل 210.000 عام، إلى العصر الحجري الحديث، منذ حوالي 6000 عام.

وأوضح الاستيطان البشري والأدوات والحياة والمدافن الموجودة ضمن تضاريس الحجر الجيري للموقع الأثري، المهارة المميزة للتطور البشري المبكر وتكيفه في صحراء شبه الجزيرة العربية، حيث تجعل الموقع واحدًا من أقدم المشاهد الصحراوية المأهولة بالسكان في شبه الجزيرة العربية والعالم، مما يعزز السجل التاريخي للهجرة البشرية خارج أفريقيا.

وفي هذا الإطار، أعربت الشيخة بدور القاسمي عن اعتزازها بهذه الزيارة التي تأتي بتنظيم من هيئة الشارقة للآثار، مشيدةً بالإسهامات الكبيرة لوزارة الثقافة واللجنة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة في إثراء القطاع الثقافي الوطني والمحافظة على مكتسباته، ودعمها للمؤسسات الحكومية على الصعيد الثقافي والتراثي والفني.

بدوره، أكد معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، رئيس اللجنة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، أن جهود الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي أسهمت بشكل فاعل في إثراء النشاط الأثري لإمارة الشارقة والحفاظ عليه، وتعزيز الهوية الأثرية لها، ونشر الوعي بتراثها الثقافي والمادي والحضاري على الصعيدين المحلي والعالمي، لافتاً إلى أن حضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي كسفيرة لملف الترشيح الدولي “المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية”، يكسب الموقع القيمة العالمية المستحقة والمعترف بها من قبل اليونسكو.

وأشار معاليه إلى أن المكانة المحلية والدولية الرائدة لإمارة الشارقة على صعيد العمل الثقافي والتراثي عامل حاسم ومؤثر في إنجاح جهود تسجيل الموقع، لا سيما أنها تحظى بمتابعة واهتمام دائمين من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، رعاه الله، والذي يدعو باستمرار إلى ضرورة توثيق وحماية المكانة الأثرية لمختلف المناطق في دولة الإمارات.

وأكد معاليه أن الوزارة متمثلة في اللجنة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة للتربية والثقافة والعلوم تضع كافة خبراتها وإمكاناتها وعلاقاتها الدولية لخدمة أهداف العمل الثقافي في إمارة الشارقة باعتباره جزءًا أصيلًا من المنظومة الثقافية والتراثية الكبرى في دولة الإمارات.

من جانبه، أكد سعادة عيسى يوسف مدير عام هيئة الشارقة للآثار حرص الهيئة على تعزيز التواصل مع كافة الجهات لإبراز حراك المشهد الثقافي المحلي بصوره كافة، والنهوض بالصناعات الثقافية والإبداعية المختلفة، لافتاً إلى أن زيارة معاليه لموقع الفاية الأثري تصب بصورة فاعلة نحو تعزيز العمل المشترك لترجمة أهداف الدولة في إبراز عناصر التراث الثقافي المادي على الساحة الدولية ودعمها من خلال التوثيق والتسجيل والترويج لها وبما يسهم في الحفاظ عليها وترميمها وفق المعايير الدولية، وترسيخ مكانتها على خارطة السياحة الأثرية العالمية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى