أهالي المغازي والبريج يهربون من جحيم الموت وسط تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية بالمنطقة

غزة   (د ب أ) –

هرب عشرات الآلاف من سكان مخيمي البريج والمغازي للاجئين وسط قطاع غزة إلى مناطق يعتقدون أنها آمنة بالتزامن مع بدء الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية برية في المنطقة.

وشوهد النازحون الجدد يسيرون عشرات الكيلو مترات على الأقدام في محاولة للهرب من القصف الإسرائيلي المستمر ولعلهم ينقذون أطفالهم ونساءهم مما وصفوه “بالجحيم”.

ويوم الثلاثاء، اعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء القوات البرية عملية دقيقة في مخيم البريج للاجئين وسط القطاع.

وقال الناطق باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي ، في بيان على حسابه في منصة “إكس” ، إن طائرات حربية لسلاح الجو تشن في هذه الأثناء غارات على أهداف “إرهابية” تابعة لمنظمة حماس “الإرهابية” في البريج.

وذكر أدرعي أن الغارات تتزامن مع قيام قوات برية بعملية دقيقة وبتوجيه استخباري في البريج وسط القطاع.

وطوال الليل، واصل الجيش الإسرائيلي شن هجماته الجوية والبرية على المخيمين المكتظين أصلا بالسكان بعد أن أصبحا مأوى لمئات الآلاف من النازحين.

وقتل 75 فلسطينيا على الأقل فيما أصيب العشرات حيث نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية بغزة في بيان لها.

وأوضحت الوزارة أن المستشفى الوحيد في دير البلح ليس لديه قدرة استيعابية “لهذا العدد الكبير من الضحايا خاصة في ظل نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، ونقل الأسرة داخل المستشفى وكذلك الطواقم الطبية اللازمة لعلاج الضحايا”.

وتكدست جثث القتلى في ساحة المستشفى فيما وصل  المئات من ذوي القتلى لإلقاء نظرة الوداع عليهم.

وحمل المسن أبو أحمد جثمان حفيده الذي قتل جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم في مخيم البريج ليتم دفنه في أحد المقابر القريبة من المستشفى.

وقال أبو أحمد بصوت حزين ،لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) ، :”ما ذنب هؤلاء الأطفال كي يتم قتلهم بدم بارد. لقد كان حفيدي نائما حينما تم استهداف المنزل. لا أعرف إن كان يحلم عندما قتل أو أنه كان خائفا من الموت فمات؟”.

وعلى مقربة من أبو أحمد وقف جلال الحتو مصدوما أمام عدد من الجثامين المتكدسة في ساحة المستشفى والتي يتوجب عليه أن يكشف عن وجوه أصحابها لعله يتعرف على ابنائه الذين قتلوا في غارة اسرائيلية استهدفت منزل جيرانهم في مخيم البريج وسط القطاع.

ويقول الحتو لـ(د. ب. أ) “أين العالم من هذا القتل العشوائي والدمار الهائل الذي فرض علينا دون أي ذنب؟  نحن مسلمون يا عرب لماذا لا تنقذون أطفالنا من الموت؟ لماذا كل هذا الصمت على هذه الجرائم؟”.

ومنذ ساعات الصباح الأولى، شهد  المخيمان عملية نزوح واسعة بين السكان وخاصة في المناطق التي تشهد عمليات قصف شديد ودخول بري للقوات الاسرائيلية.

وبعد ساعتين من السير على الأقدام، تمكنت هنادي البنا، نازحة فلسطينية من الوصول إلى غرب مخيم النصيرات واللجوء إلى خيمة أحد أقاربها للبقاء فيها لحين انتهاء العملية العسكرية في مخيم البريج.

وتقول البنا /25 عاما/ وهي أم لثلاثة أطفال “لقد تعبنا كثيرا من هذه الحرب (..) لم نعد نمتلك المزيد من الطاقة للنجاة أو حتى مواصلة الحياة. لا أحد يرحمنا ولا أحد يحمينا”.

وتضيف البنا ، بينما بدا الإرهاق على ملامحها ، “الوضع مأساوي وكارثي فلا مكان آمن في القطاع ولا نمتلك حتى الأمل في انتهاء هذه الحرب الكارثية قريبا”.

اليأس ذاته يتملك فتحية العرابيد، نازحة فلسطينية من مخيم المغازي، بعدما حالفها الحظ بالنجاة من قصف اسرائيلي استهدف منزلا مجاورا لها.

وتقول العرابيد “قد أكون نجوت هذه المرة ولكنني لا أعرف ماذا سيحدث في الأيام المقبلة (..) نحن نعيش في جحيم حقيقي منذ أكثر من ثمانية أشهر دون أي آمال بالنجاة طويلا”.

وتشن إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي حربا واسعة النطاق على قطاع غزة في إطار ردها على الهجوم العسكري الذي نفذته حماس على البلدات الإسرائيلية.