إسرائيل : المفاوضات مع حماس لن تتم إلا تحت إطلاق النار

هنية: حماس ستتعامل “بجدية وإيجابية” مع أي اتفاق يرتكز على وقف كامل للحرب

فلسطين المحتلة-وكالات:
تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت يوم الأربعاء بأن مفاوضات الرهائن مع حماس “لن تتم إلا تحت إطلاق النار”.
جاء تصريح جالانت،بعد تحليقه بطائرة مقاتلة فوق قطاع غزةوالحدود الشمالية،بحسب صحيفة”تايمز أوف إسرائيل “.
وقال جالانت ، بعدمااستقل طائرة حربية طراز إف -15 في جولة فوق غزة والحدود اللبنانية : “الضربات وأعمدة الدخان حيث تكون هجمات جيش الدفاع الإسرائيلي مرئية بوضوح للعين، تتصاعد في كل من قطاع غزة وفي الشمال”.
وأضاف “نحن في خضم عملية سنستمر من خلالها في استنزاف قدرات العدو. أي مفاوضات مع منظمة حماس الإرهابية لن تتم إلا تحت إطلاق النار”.
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أعلن يوم الجمعة الماضي مقترحا إسرائيليا تضمن : انسحاب إسرائيل من غزة ووقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن وتعزيز المساعدات لسكان غزة .
من جانبه ، قال أسامة حمدان القيادي في حركة حماس الفلسطينية أمس الثلاثاء إن الحركة لا يمكن أن توافق على اتفاق لا يضمن وقف إطلاق النار الدائم.
من جانبه قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في بيان يوم الأربعاء إن الحركة ستتعامل “بجدية وإيجابية” مع أي اتفاق لوقف إطلاق النار يرتكز على الوقف الكامل للحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة وتبادل للرهائن الإسرائيليين والمحتجزين الفلسطينيين.
وجاء في البيان “الحركة وفصائل المقاومة سوف تتعامل بجدية وإيجابية مع أي اتفاق على أساس وقف العدوان بشكل شامل والانسحاب الكامل والتبادل للأسرى”.
وأعلنت إسرائيل بدء عملية عسكرية جديدة ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في وسط قطاع غزة يوم الأربعاء وقال مسعفون إن عشرات الفلسطينيين قتلوا في غارات جوية إسرائيلية قبيل محادثات بين الوسطاء الأمريكيين والقطريين في محاولة للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال الجناحان العسكريان لحركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي إنهما خاضا معارك بالأسلحة النارية مع القوات الإسرائيلية في مناطق بأنحاء القطاع وأطلق مقاتلوهما قذائف وصواريخ مضادة للدبابات، فيما يسعى كل من الجانبين المتحاربين إلى التفوق على الآخر وسط ضغوط لوقف إطلاق النار.
وقال مسؤولون بقطاع الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 44 فلسطينيا قتلوا في ضربات شنها الجيش الإسرائيلي على مناطق بوسط القطاع منذ يوم الثلاثاء.
وقالت آية (30 عاما) وهي نازحة من دير البلح “أصوات الغارات الجوية ما وقفتش (لم تتوقف) طول الليل”.
وكان من بين القتلى طفلان تم العثور عليهما يوم الأربعاء. وقال مشيعون إنهما قتلا مع أمهما التي لم تتمكن من مغادرة الحي عندما غادره سكان آخرون.
وقال والدهما أبو محمد أبو سيف “هذه مش حرب، هذا دمار.. الكلمات تعجز عن التعبير”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته تقصف أهدافا لحركة حماس في وسط غزة بينما تنفذ القوات البرية عمليات “بطريقة مركزة بتوجيه من المخابرات” في منطقة البريج أحد أقدم مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في غزة.
وجاء في بيان للجيش أن “قوات الفرقة 98 بدأت حملة دقيقة في مناطق شرق البريج وشرق دير البلح فوق وتحت الأرض في نفس الوقت”.
وأفاد سكان بأن القوات الإسرائيلية نشرت دبابات في البريج وبأن الطائرات والدبابات قصفت مخيمي المغازي والنصيرات القريبين وكذلك مدينة دير البلح التي لم تتوغل بها الدبابات.
وقالت آية لرويترز عبر تطبيق للتراسل “كل مرة بيصير فيها كلام عن هدنة الاحتلال بيستخدم مدينة ولا مخيم وسيلة ضغط، ليش المدنيين والناس اللي قاعدين آمنين في بيوتهم وفي الخيم يدفعوا الثمن؟”.
قالت آية، مثل كثيرين في قطاع غزة، إن السكان يتعلقون بالأمل في أن تؤدي المحادثات، التي أفادت تقارير بأن مسؤولين من الولايات المتحدة وقطر ومصر يجرونها في الدوحة يوم الأربعاء، إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار يتضمن إطلاق سراح رهائن إسرائيليين محتجزين في غزة وبعض الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل.
وذكر مسؤول مطلع على المحادثات أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز يجتمع مع رئيس الوزراء القطري.
وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان للصحفيين يوم الثلاثاء “ننتظر رد حماس” عبر الوسطاء القطريين، في إشارة إلى اقتراح وقف إطلاق النار الذي كشف عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة.
وأكدت قطر يوم الثلاثاء أن الاقتراح أصبح الآن أقرب بكثير إلى مواقف الجانبين.
وذكرت حماس أنها تنظر إلى بنود الخطة بإيجابية، وانتقدت واشنطن لما قالت إنها محاولات لإلقاء اللوم على الحركة في عرقلة الخطة.
لكن متحدثا باسم حماس، التي تدير قطاع غزة منذ عام 2007، أكد مجددا يوم الثلاثاء أن الحركة لا يمكنها الموافقة على أي اتفاق ما لم تلتزم إسرائيل بوضوح بهدنة دائمة وانسحاب كامل من غزة. وتقول إسرائيل إنها لا تستطيع أن تفعل ذلك إلا بعد القضاء على حماس.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن من المرجح أن تقبل إسرائيل بالخطة بما أنها خطتها. وتقول قطر إن إسرائيل عليها أن تبدي موقفا واضحا من الخطة يمثل الحكومة بأكملها، في إشارة إلى معارضة أطراف في الحكومة لهدنة من أي نوع.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي يوم الأربعاء إن وفدا لها يترأسه الأمين العام للحركة في فلسطين زياد النخالة وصل للقاهرة ليبحث مع الوسطاء المصريين سبل “وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وجهود إدخال الإغاثة إلى القطاع”.
واستمر القتال في رفح، المدينة الواقعة على الحدود المصرية والتي اجتاحتها القوات الإسرائيلية الشهر الماضي فيما وصفه الجيش بأنه عملية محدودة للقضاء على آخر كتائب لحماس.وقال الجيش “عثرت القوات على وسائل قتالية وقضت على مخربين مسلحين كانوا يعملون في منطقة قريبة ويشكلون تهديدا”.

وكانت رفح التي تقع جنوب قطاع غزة تؤوي نحو مليون نازح فروا من الحملة العسكرية الإسرائيلية على مناطق أخرى في القطاع، لكن أغلبهم اضطروا للفرار مجددا بسبب توغل القوات الإسرائيلية.

وقال سكان في رفح إن دبابات إسرائيلية نفذت هجمات في وسط المدينة وفي عمق غربها قبل أن تتراجع للشرق والجنوب مجددا.

وأصدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مناشدة جديدة يوم الأربعاء عبر منصة إكس للتواصل الاجتماعي طالبت فيها بوقف إطلاق النار، وتحدثت عن التداعيات الدائمة للحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر في القطاع.

وقالت “الحرب في غزة قلبت حياة ملايين الفلسطينيين رأسا على عقب وألحقت أضرارا كارثية بالبيئة التي يعتمدون عليها للحصول على الماء والهواء النظيف والطعام وسبل العيش. إن استعادة الخدمات البيئية تتطلب عقودا من الزمن، ولا يمكن البدء بها إلا بعد وقف إطلاق النار”.
وتعهدت إسرائيل بتدمير حماس من خلال الحملة العسكرية التي أطلقتها على قطاع غزة بعد أن نفذ مسلحون من الحركة هجوما على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول. ووفقا لإحصاءات إسرائيلية فقد أسفر هجوم حماس عن مقتل 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة. ولا يزال نحو 120 منهم في قطاع غزة.
وتقول السلطات الصحية في القطاع إن الحملة العسكرية الإسرائيلية أودت بحياة أكثر من 36500 فلسطيني إضافة إلى آلاف لا يزالون تحت الأنقاض.