أهلا.. بكم أخ إحسان. منذ زمن لم نلتقِ نعم علمت انكم حالياً تشغلون المدير الإقليمي للمؤسسة…. مبروك. ثم اذكر انكم تحلمون بهذا المنصب. وها قد تحقق الحٌلم. لكني أصدقك القول ان الابن قد أنهى المرحلة الثانوية (دَفِشْ) Passed on Hard وما فتئ يناوش الوظائف..
على كل حالياً الوظائف (جامدة)، قد أصابها الزمهرير وعلى وشك الصقيع الثلجي. . لا بأس إذاً ولي رأي آخر. دع الابن يلتحق في معهد صناعي مهني- إداري. وبعد فترة وجيزة نحاول قدر ما نستطيع نستدعيه الينا لنوفر له وظيفة طبقاً للمؤهلات.
حسناً.. تخرج الابن من معهد صناعي – إداري وتفتقت ميوله للعب مع أزرار الكمبيوتر. ومشاهدة الصور والأفلام وغيرها من الألعاب البهلوانية.، علاوة على ذلك فإن مهارته في الكتابة وتعبئة النماذج اليسيرة بعيدٌ كل البعد عن مسلكها ومنهجها وصبغتها.. وحين يلتمسها يظنها أحجية علاوة على ذلك فإن التعليم الصناعي وخاصة (حيل الميكانيك) أظن احتال عليها.وركنها جانباً عن اختصاصه… فقط كان يشاهد إدارة المحركات وتوصيل الأسلاك الكهربائية وغيرها. ويشهدها في عينيه لا في فكره ولم ترتقي الى ذهنه البِتة..
حسناً.. لا بأس دع الابن يتواجد في مكتبنا في أقرب فرصة.
مرحبا ، أنا الابن.. جئتكم والوظيفة تطوف في ارجائي…هلا بكم كيف حال الاب.؟ تعال يا ابني ..أظن لديك شهادة صناعي.. (ميكانيك)! يا رئيس القسم باشر في إجراء التعيين. والحقه في الورشة.. ما هذا ..الأدوات حملها ثقيل. الأوزان حديد. زيوت هنا وهناك.. لم اعتاد لبس خوذة الحماية… هذه من بديهيات السلامة في العمل… اين الفراش.. هيا أسرع لي بكوب شاي ساخن.. لا تتأخر واحضر كوب ماء بارد. ما هذه المعدات وتوابعها.. إنها أدوات ذات أشكال وأحجام وألوان.؟ يبدو إنها فقط للعرض والمعرض… تساءل في خلده (أنا في ورشة أم في بهو مصنع)؟..
الزملاء متذمرين. مشمئزين.. ذاك الموظف ينآى عن النَصَبْ والتعب والعمل الجاد. ويأخذه التأفف من عمل يسير ولا يلتمس أبداً الى أدوات الميكانيك. وينظر اليها في ازدراء وتأفف.
لا ضير.. مهلاً سيتم نقله الى قسم كتابي. لعله يجد ضالته…يمضي أسبوع أسبوعين. توفر له الإدارة حاسب آلي ومكتب مناسب. إلاّ انه ما برح يناور أوقات العمل. تارة يتمارض، وتارة لا ينجز أي عمل كتابي حتى تعبئة الأنموذج السهل. هو لا يستطيع ملؤها أو معرفتها… يتسكع بين المكاتب ويتجاوز الورش ومنصات العمليات..
ماذا أنت صانع أيها المدير مع ابن صاحبك…؟ دعني أفكر في حل مرضى.! يبدو أن الموضوع ليس سهلاً وغير ممتنع.. يجب القيام بعملية احتواء ضمني شمولي لمثل هؤلاء الصنف من الموظفين (الغلابة) وأظنهم من صنف الموظفين البهلوانيين.؟
إذاً بماذا تشير عليّ سيادة المدير؟ هيا…ادعٌ الى اجتماع فوري غداً مع المدراء المعنيين ورؤساء الأقسام والمشرفين وتوابعهم.
أشكركم على حضور الاجتماع. أيها السادة/.. يرجى من المدير الفرعي استحداث إدارة أو قسم للتدريب. وأن يكون تحت إدارة التقييم. حسناً سيادة المدير. لكن أظن إن قسم الشؤون الإدارية الخاصة بالموارد البشرية، ينبغي لها أن تحتوي تلك (الفئة من الموظفين البهلوانيين) وترسم لهم خطة مدروسة تعي الفهم والعمل الجاد الدؤوب وتتحمل المسؤولية الجادة حيالهم.. ورأى أن تقوم تلكم الإدارة في استحداث قسم التدريب الفعلي لا الشكلي.. دون شك فإن صقل المواهب المدفونة لدى هؤلاء الموظفين. وتحفيزهم للعمل لدى أية قسم واي جهة أخرى سيكون لها ثقل ولها أثر في تكوين شخصياتهم العملية. أليس كذلك.؟.
نعم هذا هو (مربط الفرس) قم بهذه المهمة والغي استحداث قسم التدريب في المؤسسة. نعم خرج الجميع من الاجتماع الفوري الطارئ ولسان حال المشرف يصدح بينه وذاته (رقصة البهلوان) لا زالت تموج في كثير من الدوائر سواء في المهام العليا والمهام الدنيا…. رحماك ربي …!من البهلوانيين.