شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رئيس أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية قبل ظهر اليوم، حفل تخريج الدفعة الثانية من طلبة الأكاديمية.
وأعلن صاحب السمو حاكم الشارقة خلال كلمته التي ألقاها في الحفل عن افتتاح كلية الموسيقى التي تعتبر جزءا من أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية على أن تبدأ الدراسة فيها بدءاً من العام الدراسي القادم واصفا إياها بأنها فرصة ثمينة لأصحاب المواهب الفنية للالتحاق بها لتعلم الموسيقى بمختلف أنواعها بما فيها الموسيقى العربية.
وهنأ سموه الطلبة والطالبات من دفعة 2024 من أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية بالتخرج، مشيراً إلى أن هذا اليوم ليس نهاية الطريق، بل إن الطريق مفتوح للجميع في المستقبل ليسلكه الخريجون ونوه إلى أنهم لن يكونوا وحدهم بعد التخرج لكن الجميع سيقف بجانبهم ويدعمهم.
وتطرق سموه إلى قصة بداية الدفعة الأولى من طلبة الأكاديمية الذين بلغ عددهم 13 طالباً وطالبة وأرجع قلة عددهم إلى ندرة المواهب مشيرا إلى قبول أصحاب المواهب المتميزة فقط وقال إن الدفعة الحالية تبلغ 49 طالباً وطالبة وهذا مؤشر على زيادة عدد المواهب التي تقدمت للأكاديمية.
وأشاد صاحب السمو حاكم الشارقة بكفاءة وموهبة وعلم طلبة الأكاديمية في تخصصاتها المختلفة، مؤكداً أنه هذا ما كان يصبو إليه من وراء فكرة إنشاء الأكاديمية ولكي تكون ضمن أفضل الأكاديميات الفنية في العالم ويفخر بطلبتها الجميع متمنياً التوفيق لجميع الطلبة خلال مشوارهم المقبل وأن يحرصوا على نقل العلم الذي اكتسبوه.
كان حفل التخريج الذي أُقيم على مسرح الأكاديمية قد استهل بالسلام الوطني لدولة الإمارات تلته كلمة الدكتور بيتر بارلو، المدير التنفيذي لأكاديمية الشارقة للفنون الأدائية وقدم فيها الشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على جهوده وقراره إنشاء الأكاديمية التي أثبتت نجاعة فكرة إقامتها على مستوى التدريب والتعليم الاحترافي في المنطقة والمطلوب بشدة، كما أن خريجيها أثبتوا أنهم على أعلى درجات الإعداد وأن مهاراتهم في ريادة الأعمال تتجاوز التوقعات، ما يجعل الأكاديمية تتطلع، وبدعم صاحب السمو حاكم الشارقة، إلى إنشاء شركات متخصصة في الأداء المسرحي، لتقدم خدماتها في المدارس عبر ورش عمل متخصصة للأطفال، وإقامة العروض في أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون مع رابطة الخريجين بالأكاديمية، ووزارة الثقافة، والمؤسسات المسؤولة عن السياحة.
وأعرب بارلو عن سعادتهم في الأكاديمية بالتفوق المستمر للخريجين، سواء على مستوى استمرارية الدراسة العليا أو التتويج بجوائز عالمية، أو خدمة سوق العمل من خلال شغل وظائف مرموقة داخل وخارج الدولة مثل اختيار وكلاء شركة ديزني العالمية مجموعة من الطلبة للعمل معهم وتطرق إلى نيل كوادر الأكاديمية العديد من الجوائز العالمية من خلال مشاركاتهم المتنوعة.
وأعلن مدير أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية خلال كلمته عن الاستعداد لإطلاق برنامج ماجستير الفنون الجميلة، وبدء إنشاء كلية الموسيقى الجديدة في سبتمبر المقبل موضحا أن الأكاديمية ستستضيف فعالية “تصميم المسرح العالمي”، وهو حدثٌ عالمي بارز يقام لأول مرة في دولة عربية.
وتناول بارلو مهمة الفنان ودوره في المجتمع والذي عبّر عنه الكثير من كبار المسرحيين والكُتّاب عبر مرّ العصور لأهميته خاصة في أوقات الأزمات وقال : “ يجب أن يعلو صوت الفنان ليُظهر ملامح الفضيلة والقيم في المجتمع لأنه مهموم بالخصائص الأساسية للخيال والإبداع والوعي وحب اللغة وتقدير المعرفة والانحياز إلى المجتمع والقدرة على التعاطف مع كل تفاصيل الحالة الإنسانية والانضباط الاجتماعي، وتحسين السلوك العام، وإظهار تعقيد الحياة البشرية المعقدة، والتحلي بالمهارة لإنتاج فنٍ دائم” مستشهداً بمقولة صاحب السمو حاكم الشارقة :” للمسرح دور مهم في خدمة قضايا المجتمع، ويجب الاهتمام بالمسرح الجاد الذي يُشكّل دفعاً قومياً ، وينبّه إلى المخاطر التي تحيق بالأمة”.
وحث مدير أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية الخريجين والخريجات على التمسك بالقيم والأخلاقيات والعمل من أجل أن يكونوا فنانين حقيقيين وقال : “عندما تغادرونا، خذوا زمام الأمور في العالم وغيّروه، كونوا مواطنين صالحين، باستخدام فنكم وأجعلونا – نحن أهل المسرح- نتمكن من رفع مرآتنا المسرحية التي تُظهر معنى الحياة، في العالم”.
من جانبها ألقت الفنانة هيفاء حسين، ضيفة شرف الحفل، كلمة أشادت فيها بجهود ودعم صاحب السمو حاكم الشارقة للفن والفنانين، وتناولت قصتها في البحث عن تطوير الجانب العلمي لديها في مجال المسرح الذي افتقدته خلال عملها كممثلة لتطوير نفسها، ولم تجد ذلك المكان الذي يزودها بالمعرفة الكاملة.
وأضافت :” اليوم أنا نجمة تلفزيونية لكن أشعر أن شيئاً ما ينقصني وعلى يقين تام بأني لو درست وتعلمت لكنت الآن في مصاف عباقرة الفن المسرحي الذين نفخر بهم ونتعلم منهم كل يوم”.
وأكدت أن المسرح باق للأبد على الرغم من زوال البشر، معتبرة الأكاديمية منارةً علمية لجميع الحالمين في مجال المسرح ولتبتسم الأيام لهم وتوفر مقاعد دراسية لينهل عشاق الفن من هذا العلم ومدارسه متمنيةً التوفيق لجميع الخريجين في تحقيق أهدافهم وأمنياتهم التي تخدم المجال الفني.
من جانبه ألقى الخريج أحمد المازم، رئيس رابطة الخريجين بالأكاديمية، كلمةً تناول فيها تجربته في الدراسة ومعايشته للتطور الكبير في الأكاديمية من الطلبة والهيئتين التدريسية والإدارية، كونه كان ضمن دفعتها الأولى .. مشيراً إلى إعلان إنشاء رابطة الخريجين والتي تتكون من مجموعة متجانسة من خريجي الدفعتين الأولى والثانية وبدأ العمل على وضع الخطط المستقبلية والتي ستعمل على توفير فرص للتطور، والتوجيه، والتعاون، ومشاركة النجاحات والتواصل الدائم، لرد الجميل للمؤسسة التي أعطتهم الكثير وأعدتهم لحياتهم العملية إلى جانب البرامج المتخصصة لإلهام الأجيال المقبلة من طلبة الأكاديمية والفنانين الواعدين في مختلف المجالات المسرحية الأدائية”.
وأشار المازمي إلى الدعم الكبير الذي تقدمه الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، نائب رئيس مجلس أمناء الأكاديمية رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، لطلبة الأكاديمية والفن في إمارة الشارقة وحول العام، وقال:” إن جهودها الكبيرة ودعمها الذي تقدمه مصدر إلهام كبير لنا جميعاً”.
ووجه رئيس رابطة الخريجين في ختام كلمته رسالة إلى خريجي وخريجات الأكاديمية بأن يعملوا دائماً على دعم الأصالة وتثبيت قيم المجتمع الفاضلة، وثقافته من خلال ما يقدمونه من فنون متنوعة، متمنياً لهم التوفيق في رحلتهم الإبداعية.
وقدم الخريجان سلطان الخيل وستيسي فالي نيابةً عن زملائهما الخريجين والخريجات دفعة 2024 كلمة قدما فيها الشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة لافتين إلى أن شغف واهتمام سموه بالمسرح كان الدافع الرئيس لحبهم لهذا الفن الجميل، وأن رؤية وتفاني سموه في دعم الفنون سيُشكّل حافزاً ليبقى خريجو الأكاديمية دوماً منتجين ومؤثرين في عالم الفن والثقافة.
وأشار الخريجان إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها الأكاديمية خلال السنوات الماضية في الدراسة والتدريب والتأهيل والإعداد للطلبة حتى يتمكنوا من اتقان كل ما تخصصوا فيه والإبداع على خشبة المسرح، وأمام الكاميرا، وخلف الكواليس لترقية تجربتهم المليئة بالتحديات والصعوبات، إلى جانب التعاون المثالي بين الطلبة ومساعدتهم لبعضهم البعض ما أسهم في تكوين شخصياتهم الفنية وتطوير مواهبهم وصقلها.
ودعا الخريجان زملاءهم الخريجين والخريجات بأن يظلوا دوماً في تحد من أجل تحقيق أحلامٍ جديدة ولكي يبدعوا ويرووا الحكايات الفنية الجميلة.
وقد وزع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الشهادات على الخريجين والخريجات، وسط فرحة كبيرة من أهاليهم وأولياء الأمور، ملتقطاً سموه صورة جماعية مع الخريجين.
وقدم طلبة قسم المسرح الموسيقي فقرة غنائية أظهروا فيها موهبتهم وقدراتهم الكبيرة في مجال الغناء المسرحي التي اكتسبوها خلال فترة دراستهم في الأكاديمية.
وبلغ عدد الخريجين والخريجات من الدفعة الثانية 49 خريجاً وخريجة، في مختلف الكليات بواقع 12 طالباً وطالبة في تخصص بكالوريوس التمثيل و13 في تخصص بكالوريوس المسرح الموسيقي، و13 في تخصص بكالوريوس فنون الإنتاج، و11 خريجا وخريجة من برنامج دبلوم الرقص الاحترافي.
حضر حفل التخرج إلى جانب سموه كل من عبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، والدكتور خالد عمر المدفع رئيس مدينة الشارقة للإعلام “شمس” وسعادة إدوارد أندرو بوشامب هوبارت، سفير المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية لدى الدولة وعدد من أعضاء مجلس أمناء أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، وأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية وأولياء أمور الطلبة.