مرئيات

السعودية.. “الشريك الأدبي” يمد جسوره الثقافية عبر 80 مقهى

الرياض-الشرق

أعلنت هيئة الأدب والنشر والترجمة التابعة لوزارة الثقافة السعودية في حفل اختتام النسخة الثالثة من مبادرة الشريك الأدبي عن فوز 12 شريكاً أدبياً من أصل 80 مقهى شاركوا في هذه النسخة، حيث توزعت الجوائز على 9 مقاهٍ مقسمة على 3 فئات (أ، ب، ج) إضافة لـ 3 جوائز خاصة، فيما تقدر قيمة الجوائز بمليون ريال سعودي (ما يعادل نحو 267 ألف دولار).واعتمدت المنافسة بين الشركاء الأدبيّين على أدائهم خلال فترة المنافسة التي امتدّت لتسعة أشهر، وذلك من ناحية نوعيّة فعاليّاتهم، وجودتها وتنوُّعها وملاءَمتها للزوّار، بمتابعة فريق المبادرة لأداء الشركاء خلال العام؛ لتقوم بعد ذلك لجنة تحكيمٍ متخصصة بفرز النتائج واختيار الفائزين وفقاً للمعايير التي تَنتهِجُها المبادرة.

أداة تسويق

وأوضح المدير العام للإدارة العامة لقطاع الأدب خالد الصامطي، في حديث مع “الشرق”، أن الشراكات الأدبية تضاعفت في هذه النسخة من الشريك الأدبي مقارنة بالنسخ السابق.وقال: “لقد تم عقد أكثر من 80 شراكة أدبية من جميع أنحاء المملكة، بعدد فعاليات يتجاوز 3300 فعالية، كما تميزت هذه النسخة بإقامة أكثر من 700 مساهمة كالتفاعل من مع الأيام والأحداث العالمية المتعلقة بالآداب والثقافة، وأدب الطفل، وطباعة الكتب وتوزيعها في المقهى”.وأضاف الصامطي: “قياس الأثر من أهم النقاط التي نركز عليها في المقاهي، واتضح لنا، في النسخة السابقة والحالية، أن مبيعات أكثر من 60% من المقاهي المشاركة في المبادرة زادت، ما يعني أن الشريك الأدبي باتت أداة تسويق”.وتابع: “الحقيقة أن مبادرة الشريك الأدبي استطاعت أن تخلق لنفسها مكاناً واضحاً في المبادرات الثقافية، ومع ذلك ما زلنا نعمل على تحسين كل نسخة عما سبقها، والشيء الواضح الذي يسترعي الانتباه هو التزايد في عدد المقاهي والتنوع في الفعاليات والاهتمام بالتوثيق سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو التلفزيون”.

نسخة مطورة
وشهدت النسخة الثالثة من المبادرة التي انطلقت في منتصف العام 2023، تطورات ملحوظة في عدة جوانب؛ أهمها ازدياد عدد الشركاء الذين تجاوزوا ضعف عدد النسخة الماضية، فيما توسّعت جغرافية المبادرة إلى مناطق إدارية جديدة، إضافة إلى تحقيق عناصر الابتكار والجودة والإبداع في نوعية الفعاليات الثقافية والأدبية المقدمة، التي تجاوز عددها 4103 فعاليات ومساهمات.كما تنوعت الفعاليات والإسهامات لتشمل الأدب والفلسفة والنقد والشعر، واستضاف خلالها الشركاء الأدبيون أكثر من 3500 ضيف من مختلف المجالات الأدبية والثقافية، مما جذب إقبالاً كبيراً، وحقق ارتفاعاً عالياً في إجمالي عدد الحضور من 17,705 زوار إلى 101,269 زائراً، بمعدل نمو يبلغ 472% مقارنة بنسختها الأولى.

كتفاً بكتف

وعبر الفائز بالمركز الأول تركي الغامدي، من مقهى “بردايم” في المدينة المنورة، عن سعادته الكبيرة بحصد الجائزة الكبرى في المسابقة وهي جائزة المركز الأول في الفئة (أ)، وقال لـ “الشرق”: “نحن سعداء جدا بهذا النجاح فالجائزة تمثل لنا الشيء الكبير، حيث بدأنا في برنامج الشريك الأدبي منذ نسخته الأولى، وفي النسخة السابقة حققنا المركز الثاني، وفي هذه النسخة حققنا المركز الأول”.وأضاف: “الحقيقة أن القائمين على المبادرة الشريك الأدبي لم يتوانوا عن تقديم أي مساعدة أو دعم، لقد وقفوا مع الجميع كتفاً بكتف ويداً بيد، سواء على مستوى الدعم المادي أو غير المادي، حيث يخفى على الجمهور الكثير من التفاصيل التي يقف وراءها القائمون على الشريك الأدبي مثل التصاريح والمسوحات الأمنية والتهيئة للمعارض والمؤتمرات، وأمور كثيرة أخرى”.وتابع الغامدي: “ربما أكثر العقبات التي واجهتنا هي استهداف الضيوف سواء من داخل المملكة، أو خارجها، ابتداء بالتنسيق والحجوزات وبعض التجهيزات اللوجستية، لكن بفضل الله ثم بفضل جهود القائمين على الشريك الأدبي استطعنا تجاوزها”.

ومبادرة الشريك الأدبي إحدى مبادرات هيئة الأدب والنشر والترجمة الكبرى، وتستهدف تعزيز دور المقاهي في كسر الحاجز بين المجتمع والأدب، وتقريبه من الأفراد، وجعله متداولاً وحاضراً في حياتهم اليوميّة بشكل مبتكر وأقرب لمتناول المجتمع، عبر إثراء تجربة الزائر للمقهى وجعلها تجربة ثقافية ممتدة الأثر، تساهم في جعل الثقافة أسلوباً للحياة، وتعزز من قيمة الأدب في حياة الفرد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى