نيروبي-وكالات:
قال دبلوماسي أمريكي بارز يوم الثلاثاء إن هناك مناطق في السودان تشهد مجاعة وإن مدى الجوع الشديد لا يزال غير واضح، وذلك بعد مرور نحو 14 شهرا على اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وقال توم بيرييلو، المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان، لرويترز في مقابلة “أعتقد أننا نعلم أننا نشهد مجاعة… أعتقد أن السؤال يتعلق بحجم المجاعة ومساحة المناطق وإلى متى تستمر”.
ولم يصدر أي إعلان رسمي عن وجود مجاعة في السودان.
وتُحدد المجاعات بناء على مجموعة معقدة من المعايير الفنية تعرف باسم التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (آي.بي.سي)، وهي مبادرة من وكالات بالأمم المتحدة وهيئات إقليمية ومنظمات إغاثة. وتشمل المعايير مستويات شديدة من سوء التغذية والوفيات.
وحذرت وكالات تابعة للأمم المتحدة في نهاية مايو أيار الماضي من أن السودان معرض “لخطر مجاعة وشيك”، حيث يعاني نحو 18 مليون شخص من الجوع الشديد، بما في ذلك 3.6 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.
وفي تقييم أُجري في مارس آذار، قالت مبادرة آي.بي.سي إن ما يقرب من خمسة ملايين شخص في السودان على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
ونشرت رويترز تقارير حول ما تسببت فيه الحرب من اضطرار البعض إلى أكل ورق الشجر للبقاء على قيد الحياة. ومن المتوقع أن تصدر المبادرة تحديثا بشأن السودان في غضون أسابيع.
وقال بيرييلو إن المانع الأساسي أمام إعلان المجاعة هو نقص البيانات بسبب الصراع، مضيفا أن السودان يعرض حالة مجاعة “من صنع الإنسان” وأن كلا من طرفي الحرب يتحملان المسؤولية.
وأضاف “إذا نظرت إلى العام الماضي فإن قوات الدعم السريع هي التي تقف وراء حرق جميع المحاصيل ونهب جميع المستودعات… لكن من المؤكد أن القوات المسلحة السودانية هي التي تتحكم الآن في الحدود… وتترك الشعب يواجه الموت”.
وينفي كل من الجيش وقوات الدعم السريع عرقلة المساعدات الإنسانية.
واندلع الصراع في العاصمة الخرطوم في أبريل نيسان 2023 وسرعان ما امتد، مما أدى إلى تأجج عمليات قتل عرقية مجددا في منطقة دارفور غرب البلاد وأجبر الملايين على الفرار في أكبر أزمة نزوح في العالم.
ولم تفلح الجهود الدبلوماسية في إحياء محادثات وقف إطلاق النار حتى الآن، إذ يرفض الجيش المفاوضات.
وقال بيرييلو إن “الإلحاح تزايد إلى حد كبير” على المستوى الدولي بشأن ضرورة إيجاد حل للصراع في السودان.
وأضاف “لكننا لم نصل بعد إلى نقطة التحول التي تتوفر فيها عوامل كافية لتحقيق ما نحتاج إليه، ألا وهو إنهاء الحرب”.