دبي-الوحدة:
في إطار رؤيتها الطموحة لدعم البحث العلمي والمعرفي وتعزيز مكانتها كمركز عالمي للعلم والمعرفة، أعلنت مكتبة محمد بن راشد، بالتعاون مع جامعة «الوصل»، وبحضور نخبة من الأكاديميين والباحثين والمسؤولين، عن إطلاق 5 إصدارات جديدة من الرسائل العلمية لمجموعة من الباحثين الإماراتيين من حملة الدكتوراه، وتوفيرها على أرفف مكتباتها الفرعية المتخصصة، بالإضافة إلى طباعة 200 نسخة لكل من هذه الرسائل، وتخصيص نسخ لكل منها وإهدائها للباحثين.
وأكد الدكتور محمد سالم المزروعي، عضو مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، أهمية هذه الخطوة في تعزيز البيئة الأكاديمية والعلمية على المستوى الوطني، مشدداً على التزام المكتبة بتقديم الدعم اللازم للباحثين والعلماء لتحقيق إنجازاتهم ونشر أبحاثهم القيّمة، وتحقيق الاستفادة القصوى منها.
وأوضح، أن هذه الإصدارات تمثل جزءاً من رؤية المكتبة الاستراتيجية لتبادل المعرفة ونشر الأبحاث العلمية وإتاحتها لجميع أفراد المجتمع، بما يتماشى مع تطلعات القيادة للنهضة التنموية الشاملة على مدار الخمسين عامًا المقبلة، مضيفًا أن المعرفة هي الأساس الذي تُبنى عليه الأمم، وأن البحث العلمي هو الطريق نحو الازدهار وتقدم المجتمع ورقيه.
وشكر «المزروعي»، الباحثين والأكاديميين على جهودهم في تطوير المعرفة والابتكار، مؤكداً مواصلة العمل لتحقيق المزيد من الإنجازات التي ترفع من مستوى البحث العلمي في دولة الإمارات.
ومن جانبه قال أ.د. محمد أحمد عبد الرحمن مدير الجامعة إن ما تقوم به مكتبة محمد بن راشد إنما هو مشروع تنويري ثقافي رائد؛ يسهم في نشر أعمال الباحثين الإماراتيين وخاصة الشباب منهم، في فروع المعرفة المختلفة؛ مما يظهر أثرهم في إنتاج المعرفة، ليس على مستوى الدولة وحدها وإنما على المستوى الإقليمي والعالمي.
كما أنه أكد حرص جامعة الوصل على المشاركة المجتمعية مع مؤسسات وهيئات العمل العلمي والبحثي والثقافي؛ باعتبار ذلك هدفًا استراتيجيًّا من أهداف الجامعة؛ مبينًا تميز المشاركة مع مكتبة محمد بن راشد في أكثر من مجال، منها طباعة الرسائل العلمية، وعقد المؤتمرات المتخصصة في علوم المكتبات والمعلومات. وألمح مدير الجامعة إلى أن نسبة الرسائل العلمية التي نوقشت في الجامعة، ونشرت بالمشاركة مع الجهات المهتمة بلغت خمسة وستين في المائة.
وشملت عناوين رسائل الدكتوراه: «الابتكار في التمويل الإسلامي للمشاريع»، وهي دراسة فقهية تأصيلية تطبيقية على المصارف الإسلامية في دولة الإمارات العربية المتحدة، للباحثة هانية علي محمد رئيسي، حيث تناولت طرفًا من الأحكام المتعلقة بالمعاملات المالية، مكونة من مقدمة وفصل تمهيدي وأربعة فصول وخاتمة، سالكة المنهج الوصفي القائم على الاستقراء والتحليل والاستنباط، متضمنة أهم النتائج والتوصيات الخاصة بالموضوع في نهاية البحث.
إلى جانب رسالة «تحوّلات صورة الآخر في الرواية الخليجية» للباحثة رحاب الكيلاني، التي حاولت من خلال رسالتها الإجابة عن أسئلة أرقتها تُعنى بتحولات صورة الآخر التي بدأت تلوح في الأدب عمومًا وفي الرواية الخليجية موضع البحث خصوصًا، وتقدم تمثيلات جديدة خاضعة لظروف العصر. وقد وجدت أن الرواية الخليجية غنية وزاخرة بالنماذج المختلفة لصور الآخر. وتضمنت رسالتها ثلاثة فصول وسبعة عشر نموذجًا من نماذج صور الآخر.
وجاءت الرسالة الثالثة بعنوان «الموروث الثقافي في السرد الروائي» للباحثة هناء الكتبي، حيث تقف هذه الدراسة على آلية دراسة الملامح الفنية للرواية الإماراتية والسعودية وتطوراتهما من خلال قراءة المنجز الخليجي عبر تفكيك البنى السردية التي تميز بها المنتج الإبداعي الخليجي. واتبعت الباحثة في رسالتها آليات المنهج الوصفي التحليلي، ومناهج أخرى تخدم العمل الأدبي، كالمنهج الاستقرائي، والمنهج التاريخي، والمنهج النقدي.
أما عن الرسالة الرابعة «النماذج الإنسانية في الرواية الخليجية والرواية الغربية»، للباحثة نورا البدواوي، فهي دراسة مقارنة في رواية الضفاف الأخرى ورواية البؤساء أنموذجا، والتي أكدت من خلالها الباحثة أن النماذج الإنسانية هي نتاج تأثيرات متعددة، منها الظروف المحيطة بالكاتب سواءً أكانت بيئيةً أم سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية، كما أن لكل أديب طرقه ومناهجه وقدرته على صياغة تلك النماذج الإنسانية وتوظيفها من أجل إيصال رسالته إلى مجتمعه بغية النهوض والارتقاء به.
وتأتي الرسالة الخامسة بعنوان «الاتساق والانسجام في الشعر الإماراتي الحديث» للباحثة موزة المنصوري، وهي مقاربة لسانية نصية قسمت إلى مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة، تكشف من خلالها ظواهر الاتساق والانسجام في الشعر الإماراتي الحديث. وجِدّة هذه الدراسة تأتي من جانبين: الأول، كونها تتناول نصوص الشعر الإماراتي بواحد من المناهج الحديثة، هو اللسانيات النصية. والثاني، كونها لا تكتفي بدراسة التماسك النصي فحسب، ولكنها تعمل على كشف ظواهر هذا التماسك النصي.
وشهدت الفعالية، تفاعلاً كبيراً من قبل الحضور، حيث تبادل الباحثون والأكاديميون الأفكار والخبرات، مؤكدين أهمية دعم المؤسسات الأكاديمية في تعزيز البحث العلمي. وعبر الباحثين عن امتنانهم للمكتبة على هذا الدعم، مؤكدين أن مثل هذه المبادرات تسهم في تحفيز البحث العلمي وتشجيع الباحثين على تقديم المزيد من الأبحاث والدراسات التي تخدم المجتمع.