الشيخ مثنى حاتم الحسن عاش كريماً شجاعاً ومات أميراً محسناً

بقلم : إبراهيم المحجوب - كاتب عراقي

لم يشهد التاريخ أو يكتب بين صفحاته عن أي مواكب عزاء كتلك المواكب التي شهدتها محافظة النجف الأشرف وهي تودع الأمير مثنى حاتم الحسن الى مثواه الأخير..

كانت القلوب تبكي قبل العيون وكان المحبين ينتظرون عودته مشافى الى بلده من سفرته العلاجية ولكن القدر كان سابقاً لذلك.. ذهب الشيخ مثنى الحسناوي أمير قبيلة بني حسن العربية الأصيلة وترك خلفه إرثاً ثقيلاً ومسيرة حافلة بدروب المحبة والطيب ما لا يمكن لكل حاسبات الدنيا أن تستطيع حسابها بأرقامها الدنيوية…

مجالس العزاء التي أقيمت على روحه الطاهرة حضرتها الرؤساء والوزراء والمسؤولين وحضرها كل أمراء القبائل وشيوخ العشائر من كردهم وعربهم وتركمانهم بسنتهم وشيعتهم ومن كل طوائفهم وكأنهم يقولون لذلك النعش المحمول على أكتاف المشيعين هذا هو ابن العراق وهذا من كان يدعو دوماً الى وحدة العراق وسلامة حدوده بعيداً عن أفكار الطبقات السياسية…

أيها الشيخ الجليل ماذا زرعت في دنياك من الطيب ليبكي عليك من يعرفك ومن لا يعرفك ويحضر عزائك كل من سمحت له الظروف بالحضور ويقيم لك العزاء كل أبناء الشعب العراقي وحتى الذين لم يستطيعوا الحضور فكان مجلس عزاءهم مع أنفسهم…

لقد رحل الشيخ مثنى الحسناوي ولكن سيرته الطاهرة وأثره الطيب لم يرحل فسوف يبقى درساً بليغاً لكل أبناء الشعب العراقي بمبادئه وأخلاقه السامية والرقي الإنساني وهو يسطر كل مفردات تلك السيرة الحسنة بإصلاح ذات البين …

إن مجلس عزاءكم أيها الشيخ الفاضل يعتبر من أكبر مجالس العزاء التي تقام في بلداننا العربية فلقد سبقت بذلك بعض الملوك والرؤساء والأمراء وشيوخ القبائل بعدد الحضور إلى مجلس عزاءكم الذين توافدت عليه من كل أنحاء دول العالم وهي تنعيك وترثيك والجميع يتمنى لو التقى بك مرة أخرى في حياته…

نعم لقد أمضيتم حياتكم بعمل الخير وإصلاح ذات البين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولم تكن في يوم من الأيام في حساباتكم النعرة الطائفية أو تقسيم العراق بل على العكس كنتم تتفاخرون دوما بنسبكم الحجازي العدناني وعروبتكم التي امتدت من الجزيره العربية الى أرض الرافدين…

كم أنت كبير أيها الأمير الراحل لقد رحلت جسداً ولكن روحك الطاهرة باقيةًّ بيننا ترشدنا الى طريق الحق والإصلاح وتنادينا من فوق عليين أيها الناس لا يغرنكم مظاهر الدنيا بأموالها ومناصبها فان كل شيء زائل ولا يبقى في هذه الأرض الا العمل الطيب…

لقد تركت خلفك ذرية سوف يحملون كل الصفات التي كنتم تسيرون عليها من الطيب وزراعة الخير والطريق الذي رسمتموه بأعمالكم الطيبة وبمساعيكم الحميدة…

شيخنا الفاضل أيها الأمير الراحل
الى جنات الخلد والنعيم ان شاء الله.. الى جوار رب كريم… مع الشهداء والصديقين مع الذين تقول لهم الملائكة ادخلوها بسلام آمنين…

نعم لقد كنتم من ورثة الرحمن عباده المخلصين وها أنتم اليوم ترحلون الى جواره الكريم ومعكم كل اعمالكم الطيبة وحصادكم من زرعكم الحسن يا امير بني حسن.. وداعاً أيها الشيخ الجليل لقد عشت في هذه الدنيا كريما ورحلت منها أميراً.. ودعك الشباب والشيوخ وبكى عليك الرؤساء والملوك وأقام لك مجالس العزاء كل العراقيين من شمالهم الى جنوبهم وهم يودعونك ويذكرون كل مناقبكم الحسنة الكريمة…ويتذكر الجميع ابتسامتك وأنت تردد كلماتك : ((عكازه بدربك خلينا))…

نم قرير العين فان سيرتك الخالدة سوف يكتب كلماتها التاريخ بماء الذهب تحت عنوان كبير..
((الشيخ مثنى حاتم الحسن عاش قائداً شجاعاً كريماً ومات محسناً وأميراً )).