نصائح طبية هامة لتجربة حج مريحة وآمنة
أبوظبي-الوحدة:
يتوافد ملايين المسلمين إلى مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية سنوياً لأداء مناسك الحج. ويعتبر الحج من أركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيلا. وبما أن موسم الحج لهذا العام يأتي في وقت تشتد فيه حرارة الصيف، وفي ضوء ما تتطلبه المناسك من قدر معين من المجهود البدني، يتعين على الحجاج المصابين بأمراض مزمنة توخي الحيطة والحذر لأداء الحج بكل راحة وسلامة.
وقدمت الدكتورة فرحانه بن لوتاه، استشارية أمراض باطنية خبرة غدد صماء وسكري، في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري، وعضو اللجنة الطبية لبعثة الحج الرسمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، نصائح هامة لمرضى السكري أثناء أدائهم لفريضة الحج. وأوصتهم بضرورة البدء بالتخطيط جيداً قبل رحلة الحج من خلال زيارة فريق الرعاية المسؤول عن حالتهم وأخذ الإرشادات اللازمة.
وقالت: “يجب على مرضى السكري التأكد من أن مستويات السكر لديهم مستقرة. فقد يقوم الطبيب بتعديل الجرعات الدوائية أو الأنسولين بناءً على التغييرات المتوقعة في نشاطهم البدني أو أوقات وجباتهم خلال الحج”.
وأضافت: “يجب على مرضى السكري الاحتفاظ برسالة من طبيبهم توضح حالتهم الطبية بدقة، والأدوية التي يتناولونها، وأي ردود فعل تحسسية قد يعانون منها، إلى جانب امتلاك نسخة من وصفاتهم الدوائية وقائمة بالأسماء العامة لأدويتهم”.
وضماناً للسلامة والراحة خلال رحلة الحج، من المهم أخذ تطعيمات الإنفلونزا والمكورات السحائية قبل أسبوعين على الأقل من السفر. وذلك لأن العدوى بالإنفلونزا والأمراض الرئوية هي أمر شائع خلال الحج نظراً لتجمع أعداد كبيرة من الحجاج على مقربة من بعضهم البعض.
ومن المهم أيضاً للمصابين بأمراض مزمنة اصطحاب كميات كافية من أدويتهم وتخزينها بشكل جيد تجنباً لفسادها. فالأنسولين على سبيل المثال يحتاج لتخزينه بدرجات حرارة باردة. ولذلك يمكن استخدام أكياس حافظة للحرارة أو وسائد تبريد للحفاظ عليه بدرجة حرارة مناسبة خلال السفر. ويتعين أيضاً على المريض إخطار منظم رحلة الحج بالحالة الطبية التي يعاني منها، إذ قد يكون ضمن فريق التنظيم طبيب، وبالتالي من الجيد درايته بالحالة. وإن لم يكن ذلك ممكناً، يمكن للمريض إخبار الأشخاص ضمن مجموعته بإصابته بالسكري مثلاً، وتعريفهم بعلامات انخفاض سكر الدم وكيفية التعامل مع هذا الانخفاض.
شرب السوائل، مع الابتعاد عن الغنية بالسكر
يجب خلال أداء مناسك الحج التحقق من مستويات سكر الدم بانتظام، لاسيما قبل وبعد الوجبات، والنشاط البدني، وقبل النوم. ويمكن لهذا الغرض حمل جهاز فحص متنقل وشرائح اختبار كافية. ولابد من توخي الحذر من أعراض ارتفاع سكر الدم وانخفاضه، ومعرفة كيفية التعامل مع كل من هاتين الحالتين. ويجب دائماً حمل سكر سريع الامتصاص، مثل حبوب وجل الجلوكوز، لعلاج انخفاض سكر الدم وإبقائها في المتناول على الدوام.
وشددت الدكتورة فرحانه على أهمية تناول نظام غذائي متوازن والالتزام بمواعيد الوجبات قدر الإمكان. وقالت: “اختر الكربوهيدرات المعقدة والبروتينات الخالية من الدهون والكثير من الخضروات للحفاظ على استقرار نسبة السكر في الدم. واشرب الماء بانتظام، وراقب كمية الماء التي تتناولها، خاصة في ظل ارتفاع درجات حرارة الطقس، وتجنب المشروبات الغنية بالسكر”.
وبما أن أداء مناسك الحج تتطلب القيام بالمشي والوقوف لفترات طويلة، يجب أن يرتدي الحجاج أحذية مريحة وداعمة للوقاية من إصابات الأقدام. كما أن رعاية القدم هي أمر أساسي بالنسبة للأفراد المصابين بالسكري بسبب ازدياد مخاطر مشاكلها. فقد يسبب السكري تلف الأعصاب، ويقلل من الشعور بالقدم، وتدهور تدفق الدم فيها، بما يصعّب من عملية التئام الجروح. لذلك يُوصى بالانتباه لأي تغيرات أو جروح في القدم، وطلب المساعدة الطبية حول الطريقة الصحيحة لعلاجها.
ويجب التعرف على مواقع المرافق الطبية في مكة ومنى وعرفات ومزدلفة. وتقدم وزارة الصحة السعودية خدمات الرعاية الصحية للحجاج، بما في ذلك المصابين بالأمراض المزمنة.
بعد العودة للوطن، يجب مراجعة الطبيب للاطمئنان على الصحة بعد أداء مناسك الحج، ومعالجة أي مشاكل مستجدة. ويوصى بمراجعة وتحديث خطة إدارة السكري حسب الحاجة بناءً على التغيرات الملحوظة خلال فترة الحج، والحديث مع الطبيب عن أي تحديات في إدارة مرض السكري. واستخدام هذه المعلومات للاستعداد للسفر مستقبلاً أو حتى الحج مجدداً.
نتمنى لجميع الحجاج تجربة صحية وحجاً مبروراً وسعياً مشكوراً.