765 ألف سوداني مهددون بالمجاعة في الأشهر المقبلة

عواصم-(رويترز):
تقدر توقعات أولية لمبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن 765 ألف سوداني قد يواجهون نقصا كارثيا في الغذاء بحلول سبتمبر أيلول.

والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أداة تستخدمها وكالات الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة لتحديد ما إذا كان سيتم إعلان المجاعة رسميا.

وتعكس التوقعات الأولية، اعتبارا من الأول من يونيو حزيران والتي اطّلعت عليها رويترز، الوضع سريع التدهور في الدولة التي تمزقها الحرب. وأظهر آخر تقدير سابق، صدر في ديسمبر كانون الأول، أن 17.7 مليون شخص، أو 37 بالمئة من سكان السودان يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، لكن لم يتم اعتبار أي منهم في وضع كارثي.

ويواجه الآن نحو 25.6 مليون شخص، أي 54 بالمئة من السكان، نقصا حادا، منهم أكثر من تسعة ملايين شخص في أوضاع غذائية طارئة أو ما هو أسوأ.

وأحدث التوقعات أولية وقد تتغير. وسيتطلب الأمر موافقة الحكومة السودانية التي يسيطر عليها الجيش وموافقة الأمم المتحدة ووكالات دولية. وسبق أن نفت الحكومة أن البلاد تعاني من مجاعة.

ومن المتوقع أن تكون البيانات غير كاملة. وفي مارس آذار، قالت مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل، ومقرها روما، إن التهديدات الأمنية وحواجز الطرق وانقطاع الاتصالات في السودان تعيق قدرتها على إجراء التقييمات.

وقال أشخاص مطلعون إن التصنيف الذي يحلل بيانات انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية يأمل في نشر تقرير عن السودان في الأسابيع القليلة المقبلة.

وقالت فاطمة الطاهر المسؤولة بالحكومة السودانية ورئيسة مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل في السودان لرويترز إنه لم يتم الانتهاء من التصنيف ولا نتائج نهائية بعد.

وقال لافون كلوك، المتحدث باسم المبادرة إن التحليل “مستمر”، وإنه لم يتضح بعد موعد الانتهاء منه.

وتأتي أحدث التوقعات عن السودان في وقت تعاني فيه منطقة صراع أخرى هي قطاع غزة من نقص حاد في الغذاء. وفي مارس آذار، قالت المبادرة إن المجاعة وشيكة في غزة حيث من المتوقع أن يعاني 1.1 مليون شخص، أي نحو نصف السكان، من انعدام الأمن الغذائي الكارثي.

ونشب القتال في العاصمة الخرطوم في أبريل نيسان 2023 وسرعان ما انتشر في أنحاء البلاد فأشعل من جديد شرارة العنف العرقي في منطقة دارفور غرب البلاد وأجبر ملايين على الفرار.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة هذا الأسبوع إن عدد النازحين داخل السودان بسبب الصراع الحالي والسابق تجاوز 10 ملايين. وتكابد البلاد بالفعل أكبر أزمة نزوح في العالم.

وقالت وكالات الأمم المتحدة أيضا الشهر الماضي إن السودان على شفا “خطر مجاعة وشيك”. ويعاني نحو 3.6 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، وفقا لبيان مشترك لشخصيات بارزة في الأمم المتحدة، من بينهم المفوض السامي لحقوق الإنسان.

ولم يتضح بعد ما إذا كان سيتم إعلان المجاعة في السودان. وترفض الحكومات أحيانا بيانات وتوقعات المجاعة. وحتى الآن، لم تعلن وكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات عن حدوث مجاعة سوى مرتين فقط منذ إنشاء نظام إنذار مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي قبل 20 عاما، مرة في الصومال عام 2011، ومرة في جنوب السودان عام 2017.

ويعتمد تحديد ما إذا كان سيتم إعلان المجاعة على مقياس تستخدمه المبادرة يتألف من خمس مراحل، من المرحلة الأولى التي لا تمثل أي أوضاع غذائية خطيرة، إلى المرحلة الخامسة التي تمثل إما كارثة، أو ما هو أسوأ من ذلك. وتعتبر المراحل الثالثة والرابعة والخامسة جميعها حالات أزمة أو أسوأ.

ويتم تحديد التصنيف وفقا لمجموعة معقدة من المعايير الفنية تشمل قياسات للمجاعة وسوء التغذية والوفيات. وفي المناطق التي صنفت رسميا على أنها مجاعة من المرحلة الخامسة، يموت أكثر من شخصين من كل 10 آلاف يوميا، من بين معايير أخرى.

وتشير أحدث التوقعات الأولية لتصنيف للسودان إلى أنه بين يونيو حزيران وسبتمبر أيلول، سيواجه نحو 756 ألف شخص المرحلة الخامسة من الكارثة. وهذا يعني أن البلاد لم تصل من الناحية الفنية إلى ظروف المجاعة واسعة النطاق، لكنها ما زالت تعتبر في حالة أزمة كبيرة.

وحددت التوقعات 32 منطقة وتجمعا يعاني السكان فيها من نقص كارثي في ​​الغذاء. وشمل هذا منطقتين يواجه فيهما 15 بالمئة من السكان ظروف المرحلة الخامسة الكارثية من التصنيف. والمنطقتان هما مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور ومخيم قريب للنازحين يسمى زمزم. وتحدثت تقارير عن ثلاث مناطق أخرى أشرف فيها 10 بالمئة من السكان على هذه المرحلة.

وكثير من المناطق التي تواجه توقعات المجاعة استولت عليها قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني.

وقال دبلوماسي أمريكي كبير لرويترز يوم الثلاثاء إن أجزاء من السودان تعاني بالفعل من المجاعة، لكن نطاق الجوع الشديد ما زال غير واضح.

وقال توم بيرييلو، المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان “أعتقد أننا نعلم أننا في مجاعة… أظن أن السؤال هو ما حجم المجاعة، وما المساحة التي تنتشر فيها في البلاد، وإلى متى”.

Exit mobile version