المظاهرات الطلابية تتواصل في المدن
أميركا تتوعد بفرض عقوبات على مسؤولين «فاسدين» في العراق
أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على مسؤولين عراقيين “فاسدين”، وسط استمرار المظاهرات ضد سلطات العراق في مختلف أنحاء البلاد.
الولايات المتحدة تتوعد بفرض عقوبات على مسؤولين الولايات المتحدة: على حكومة العراق الإصغاء إلى مطالب الشعب
بومبيو يحث عبد المهدي على معالجة مطالب المتظاهرين
وقال بومبيو، في مؤتمر صحفي عقده مساء الاثنين في مقر وزارة الخارجية: “لن نقف مكتوفي الأيدي في الوقت الذي يجعل المسؤولون الفاسدون الشعب العراقي يعاني”.
وأضاف بومبيو: “الولايات المتحدة ستستخدم صلاحياتنا الشرعية لفرض عقوبات على شخصيات الفاسدين الذين يسرقون ثروات العراقيين، وعلى هؤلاء الذين يقتلون ويصيبون المحتجين المدنيين”.
وتشهد العاصمة العراقية والمحافظات الجنوبية والشمالية للبلاد، منذ مطلع أكتوبر الماضي، احتجاجات حاشدة على تدهور الظروف المعيشية وتنامي البطالة والفساد.
وأسفرت أعمال عنف واشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن اندلعت خلال المظاهرات عن مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة 11 ألفا آخرين، مع تواصل الاحتجاجات المطالبة باستقالة الحكومة وتشديد إجراءات مكافحة الفساد وتحسين الأوضاع الاقتصادية.
وسبق أن دعا وزير الخارجية الأمريكي الحكومة العراقية على الإصغاء إلى مطالب العراقيين وتجنب استخدام العنف بحق المتظاهرين.
أفاد شهود عيان اليوم الثلاثاء بأن الآلاف من الطلاب والمواطنين العراقيين لا يزالون يتدفقون على ساحات التظاهر في بغداد وعدد من المحافظات الجنوبية للمشاركة في المظاهرات الاحتجاجية المتواصلة لليوم السادس والعشرين على التوالي للمطالبة بإقالة الحكومة وحل البرلمان وتعديل الدستور.
وشهدت ساحات التظاهر في بغداد والبصرة وميسان والناصرية والمثنى والديوانية والنجف وكربلاء وواسط والحلة حالة من الهدوء والاستقرار في ساعات الصباح الأولى، حيث لم تُسجل أعمال عنف ضد المتظاهرين.
وأعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء الركن عبد الكريم خلف، في تصريح صحفي، “صدور أوامر اعتقال بحق الذين يغلقون المدارس بموجب قانون مكافحة الإرهاب، لأن إغلاق المدراس جرائم مشهودة يحال مرتكبيها إلى المحاكم فورا”.
وشهدت الأسابيع الماضية تعطلا شبه تام لانتظام طلبة المدارس والمعاهد والجامعات تضامنا مع مطالب المتظاهرين، رغم الدعوات المتكررة من وزارتي التربية والتعليم العالي لحث الطلبة على الانتظام في صفوف الدراسة.
ومن المنتظر أن يعقد البرلمان العراقي جلسة اعتيادية لمناقشة المواضيع المدرجة على جدول أعماله، ومن بينها قانون النزاهة والتقاعد وامتيازات كبار المسؤولين.
كما ستعقد الحكومة العراقية اجتماعها الأسبوعي لمناقشة تداعيات الاحتجاجات.
وكانت القوى السياسية في العراق قد أعطت الحكومة العراقية الليلة قبل الماضية مهلة 45 يوما لإصلاح العملية السياسية وإجراء تغيير وزاري وحل مشاكل البطالة والتعيين في الوزارات والشركات الحكومية.
قالت المصادر إن “العشرات من المحتجين أغلقوا صباح امس ميناء أم قصر الذي يُعتبر بوابة العراق البحرية مع العالم”، مبينة أن “المحتجين رفعوا شعارات تُطالب بالخدمات وتوفير فرص العمل”.
وأضافت “لم يتم تحديد أي موعد من قبل المحتجين لإعادة فتح الميناء”.
ويتلقى الميناء واردات الحبوب والزيوت النباتية وشحنات السكر التي تغذي سكان هذه الدولة العربية التي تعتمد إلى حد كبير على المواد الغذائية المستوردة.
وفي وقت سابق، صرح متحدث باسم رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، أن غلق ميناء أم قصر الرئيسي في العراق من قبل المتظاهرين المناهضين للحكومة كلف البلاد أكثر من 6 مليارات دولار حتى الآن.
بغداد-(د ب أ):