تدخين «الحشيش» يفاقم أوضاع مرضى «كوفيد-19»

(وكالات)

أثبتت دراسة جديدة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن الأميركية في سانت لويس، أن القنب، المعروف في بعض مناطق العالم بالحشيش، يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض خطيرة بالنسبة لأولئك المصابين بـ«كوفيد-19».

ووجد باحثو الدراسة التي نُشرت الجمعة، في «دورية جاما نتورك أوبن JAMA Network Open»، أن الأشخاص الذين أبلغوا عن تعاطي أي شكل من القنب مرة واحدة على الأقل في العام السابق للإصابة بـ«كوفيد-19»، كانوا أكثر حاجة لدخول المستشفى والعناية المركزة مقارنة بأولئك الذين لم يدخنوا القنب.

وقال كبير باحثي الدراسة، الدكتور لي شيون تشين، أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس: «هناك شعور بين الجمهور بأن القنب آمن للاستخدام، وأنه ليس سيئاً للصحة مثل التدخين أو شرب الكحول، وأنه ربما يكون مفيداً في بعض الأحيان».

وأضاف في بيان صحافي صدر الجمعة: «أعتقد أن السبب في ذلك هو عدم وجود الكثير من الأبحاث حول الآثار الصحية للقنب مقارنة بالتبغ أو الكحول».

وتابع: «ما وجدناه هو أن الأشخاص الذين أبلغوا بـ(نعم) عن تعاطي القنب، وبأي عدد من المرات، كانوا أكثر حاجة إلى دخول المستشفى والعناية المركزة من أولئك الذين لم يستخدموا القنب».

وأفاد باحثو الدراسة بأن أحد الاحتمالات وراء هذا الخطر هو أن استنشاق دخان نبات القنب يؤدي إلى إصابة أنسجة الرئة الحساسة ويجعلها أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، بالطريقة نفسها التي يتسبب فيها دخان التبغ بتلف الرئة، مما يعرض الأشخاص لخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي.

وأشاروا إلى أنه «من الممكن أيضاً أن يقوّض القنب، المعروف بقمع جهاز المناعة، قدرة الجسم على مكافحة الالتهابات الفيروسية بغض النظر عن كيفية استهلاكه».

ووفق الدراسة التي حللت السجلات الصحية لأكثر من 72 ألف شخص من المصابين بـ«كوفيد-19» خلال العامين الأولين من الوباء، كان تعاطي القنب مختلفاً عن تدخين التبغ في أحد مقاييس النتائج الرئيسية وهو: «البقاء على قيد الحياة»؛ إذ أظهرت النتائج أنه في حين كان المدخنون أكثر عرضة للوفاة بسبب «كوفيد-19» مقارنة بغير المدخنين – وهي نتيجة تتناسب مع العديد من الدراسات الأخرى – فإن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لمستخدمي القنب. وهو ما علق عليه تشين: «بالنسبة لخطر الوفاة، فإن خطر التبغ واضح بالدليل العلمي، ولكن ما تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة بالنسبة للقنب».

وقامت الدراسة بتحليل السجلات الصحية الإلكترونية التي تم تحديدها للأشخاص الذين تمت متابعتهم من المصابين بـ«كوفيد-19» في مستشفيات وعيادات «بي جيه سي هيلث كير BJC HealthCare» في ميسوري وإلينوي بالولايات المتحدة في الفترة ما بين 1 فبراير (شباط) 2020 و31 يناير (كانون الثاني) 2022.

وتضمنت السجلات بيانات حول الخصائص الديموغرافية مثل الجنس والعمر والعرق، والحالات المرضية مثل مرض السكري وأمراض القلب، وكذلك مدى استخدام مواد مثل التبغ والكحول والقنب والسجائر الإلكترونية؛ ونتائج المرض على وجه التحديد، من حيث الاستشفاء، ودخول وحدة العناية المركزة (ICU)، والبقاء على قيد الحياة.

ووفق النتائج، فقد كان مرضى «كوفيد-19» الذين أبلغوا عن تعاطيهم القنب في العام السابق أكثر عرضة لدخول المستشفى بنسبة 80 في المائة، وأكثر عرضة لدخول وحدة العناية المركزة بنسبة 27 في المائة، مقارنة بالمرضى الذين لم يتعاطوا القنب، بعد الأخذ في الاعتبار عوامل مثل تدخين التبغ والتطعيم، والحالات الصحية الأخرى، وتاريخ التشخيص والعوامل الديموغرافية.

وتتعارض هذه النتائج مع بعض الأبحاث الأخرى التي تشير إلى أن القنب قد يساعد الجسم على محاربة الأمراض الفيروسية مثل «كوفيد-19».

وقال تشين: «معظم الأدلة التي تشير إلى أن القنب مفيد تأتي من الدراسات التي أُجريت على الخلايا أو الحيوانات».

وأوضح: «تتمثل ميزة دراستنا في أنها أُجريت على البشر وتستخدم بيانات الرعاية الصحية الواقعية التي تم جمعها عبر مواقع متعددة على مدار فترة زمنية ممتدة».