العلاقات الخليجية – التركية: آفاق واعدة للتعاون المشترك

في حلقة نقاشية لـ"تريندز" في اسطنبول

أكد خبراء وباحثون عمق العلاقات التركية – الخليجية، وحرص دول الخليج العربية وتركيا على تعزيزها بما يساهم في تحقيق الازدهار للمنطقة برمّتها، مؤكدين أن هناك إمكانات كبيرة لدى الطرفين، ومصالح مشتركة متنامية، وأن الدبلوماسية الاقتصادية تحتل مكاناً متميزاً في هذه العلاقات.
جاء ذلك في حلقة نقاشية عقدها مكتب تريندز للبحوث والاستشارات الذي تم تدشينه في اسطنبول بحضور ومشاركة مراكز بحثية تركية، وتركزت حول “العلاقات الخليجية – التركية: فرص وآفاق التعاون المشترك”.
وقد ناقش باحثون وخبراء من “تريندز” وتركيا في الحلقة التي أدارتها الباحثة اليازية الحوسني، مديرة مكتب الاتصال الإعلامي في “تريندز” مجالات التعاون المتعددة بين الجانبين، مؤكدين أهمية تعزيز العلاقات وبناء جسور التعاون في مختلف المجالات.
وتناول المتحدثون وهم الباحثة نجلاء المدفع، والباحثة شما القطبة من مركز تريندز، والدكتور سرحات كابوكغلو، زميل باحث أول في الدراسات الاستراتيجية – مدير مكتب “تريندز” في تركيا، وباتو جوشكون، محلل سياسي متخصص في الشؤون التركية، البرجماتية الاقتصادية في العلاقات الخليجية التركية، مشيرين إلى أن الجانبين يوليان أهمية قصوى للتعاون الاقتصادي، مع سعيهما لزيادة حجم التجارة والاستثمارات المشتركة.
وأوضح المتحدثون أن دول الخليج تتمتع بموارد ضخمة في مجالي النفط والغاز، بينما تتمتع تركيا بخبرات واسعة في قطاعات الصناعة الدفاعية والضيافة والتشييد.
وأشاروا إلى أن الطاقة تعد مجالاً رئيسياً للتعاون بين الجانبين، مع التركيز على نقل التكنولوجيا والابتكار لتحسين كفاءة إنتاج الطاقة، كما أن اقتصاد الهيدروجين الناشئ يمثل فرصة جديدة للتعاون، حيث يمكن لدول الخليج وتركيا الاستفادة من مواردهما وقدراتهما الصناعية لإنتاج الهيدروجين وتخزينه وتوزيعه.
كما تطرق الخبراء والباحثون من “تريندز” وتركيا إلى الموقع الاستراتيجي، موضحين أن تركيا تُشكل جسراً بين أسواق الطاقة في دول الخليج وأوروبا، مما يسهل الربط والتكامل بين شبكات الطاقة، مشيرين إلى أنه يمكن للتعاون بين تركيا والخليج أن يلعب دوراً مهماً في حل الصراعات الإقليمية.
وذكر المتحدثون في الحلقة النقاشية في اسطنبول، أن المبادرات البحثية المشتركة بين الجامعات التركية والمراكز البحثية في دول “مجلس التعاون” تهدف إلى وضع الحلول الفريدة في مجال الطاقة والمصمَّمة خصيصاً لتلائم الأحوال المناخية والظروف الجغرافية المتنوعة في المنطقة. مؤكدين أن هذا النهج التعاوني يساهم ويسعى إلى تحقيق انطلاقات في تكنولوجيات الطاقة المستدامة، وينطوي على إمكانات تشكيل مستقبل إنتاج الطاقة داخل المنطقة وخارجها.
وخلصت الحلقة النقاشية التي حظيت بحضور لافت من ممثلي عدد المراكز البحثية التركية والأكاديميين، إلى أن العلاقات الخليجية – التركية تتمتع بفرص واعدة للتعاون المشترك في مختلف المجالات، خاصةً مع التركيز على الاقتصاد والطاقة وأنّ تعزيز هذه العلاقات سيساهم في تحقيق التنمية والاستقرار في المنطقة.

إطلاق كتاب ومؤشرين
وعلى هامش الحلقة النقاشية أطلق مكتب تريندز اسطنبول، النسخة التركية من دراسة “الفقر والبيئة: دور الحماية الاجتماعية ومدفوعات الخدمات البيئية” إضافة الى مؤشر قياس توجهات الرأي العام في الفضاء الإلكتروني تجاه «جماعة الإخوان» ـ ومؤشر نفوذ جماعة الإخوان المسلمين الدولي، وهو المؤشر الأول والوحيد من نوعه في العالم الذي يقيس بأساليب علمية كمية ونوعية نفوذ جماعة الإخوان المسلمين على المستوى الدولي، وتم حتى الآن إطلاقه باللغات العربية والانجليزية والفرنسية والصينية.
وقد أعد «تريندز» المؤشر بالتعاون مع جامعة مونتريال الكندية، والمنصة الجامعية لدراسة الإسلام (Pluriel) وكشفت نتائج المؤشر أنه في عام 2023، أصبحت آسيا المنطقة الأكثر مساهمة في قوة الإخوان دولياً، بينما ارتفعت قوة جماعة الإخوان في قارة أفريقيا، وانخفضت في العالم العربي وأوروبا.
وقال ناصر محمد آل علي مدير إدارة الموارد البشرية في “تريندز” إن هذا المؤشر أداةً مهمةً لفهم التطورات المتعلقة بتنظيم الإخوان المسلمين على المستوى الدولي، وتقديم تحليلات موضوعية حول نفوذ الجماعة في مختلف المجالات، مشيراً إلى أن إطلاق النسخة الدولية في عدة دول يأتي في إطار حرص مركز تريندز على توسيع نطاق توعية المجتمع الدولي بأخطار جماعة الإخوان، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة أفكارها المتطرفة.
وذكر أن «قياس قبول تنظيم الإخوان حول العالم» يحلل نظرة رواد منصات التواصل الاجتماعي إلى تنظيم «الإخوان»، خلال الفترة من 1 يناير إلى 31 ديسمبر 2023، كما يرصد القياس كل ما كتب حول «الإخوان»، بهدف بناء قياس حول شعبيته، إلى جانب قياس توجهات الرأي العام العالمي تجاه الجماعة.
ويعتمد التقرير على بناء نموذج تحليلي «SWOT» مبني على 4 عناصر رئيسية، هي نقاط القوة، ونقاط الضعف، التهديدات، وشرح الفرص المتاحة للتعامل مع تداول «الإخوان» على مواقع التواصل الاجتماعي.

المصدر:وكالة أنباء الإمارات

Exit mobile version