فعاليات “القمة العالمية للأمن الغذائي” تنطلق نوفمبر المقبل لاستعراض الحلول المبتكرة للقضاء على الجوع
• تنظم من قبل مجموعة أدنيك بشراكة استراتيجية مع هيئة الزراعة والسلامة الغذائية ومجموعة مصنعي الأغذية والمشروبات شريك المعرفة
• القمة توفر منصة عالمية لتبادل وصياغة أفضل الممارسات والابتكارات في مجال الأمن الغذائي
• تعقد ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للزراعة والأمن الغذائي يومي 26 و27 نوفمبر المقبل
• القمة ترسخ مكانة الإمارات كمركز عالمي للأمن الغذائي وتعزيز تبادل الخبرات وأفضل الممارسات عبر مشاركة ممثلي القطاعين الحكومي والخاص
أبوظبي-الوحدة:
تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، تستضيف العاصمة أبوظبي القمة العالمية للأمن الغذائي للمرة الأولى، في مركز أبوظبي للمعارض “أدنيك” يومي 26 و 27 نوفمبر المقبل، وذلك ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للزراعة والأمن الغذائي.
تنظم القمة مجموعة أدنيك، بشراكة استراتيجية مع هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، ومجموعة مصنعي الأغذية والمشروبات شريك المعرفة، بهدف تعزيز الحوار والخطوات العملية الملموسة لبناء نظام غذائي عالمي مستدام والقضاء على الجوع.
وتسعى القمة إلى استقطاب كوكبة من الخبراء وصناع القرار لمناقشة الحلول المبتكرة لتعزيز منظومة الأمن الغذائي على المستوى العالمي بما يدعم الجهود الدولية للقضاء على الجوع، وتعزيز مكانة الإمارات كمنصة لإدارة الحوارات والنقاشات والمبادرات في مجال الأمن الغذائي العالمي، حيث تركز القمة العالمية للأمن الغذائي على محاور وطنية وإقليمية ودولية، وتوفر منصة لتبادل أفضل الممارسات والابتكارات في قطاع الأمن الغذائي.
وتعليقاً على إطلاق الدورة الأولى للقمة العالمية للأمن الغذائي، قال سعادة سعيد البحري سالم العامري مدير عام هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية: “يعد الأمن الغذائي تحدياً عالمياً كبيراً يتطلب تضافر الجهود وتعاون جميع المعنيين على مستوى العالم من أجل إيجاد حلول مبتكرة للقضاء على الجوع، أحد أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وعلى مدى العقود الماضية، قامت دولة الإمارات وإمارة أبوظبي بدور رائد في تعزيز النظم الغذائية المستدامة، حيث تستلهم إرث المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، وتقتدي برؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة (حفظه الله)”.
وأضاف العامري :”تستضيف القمة نخبة من كبار خبراء الأمن الغذائي في العالم إلى جانب مسؤولين من القطاعين الحكومي والخاص وقادة المجتمع المدني من أجل مناقشة سبل تعزيز الأمن الغذائي، ونسعى من خلال هذه القمة إلى إشراك جميع المعنيين من مختلف أنحاء العالم، خاصة من الدول النامية، فضلاً عن ممثلي النساء والشباب، لتبادل الخبرات والتجارب والأفكار.
كما سنقوم بتسليط الضوء على تجارب دولة الإمارات وإمارة أبوظبي المتميزة في مجال تعزيز الأمن الغذائي” وأوضح أن الدعم والرعاية الكريمة لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية للقمة العالمية للأمن الغذائي يؤكد التزامنا بدعم الجهود العالمية لتحقيق الأمن الغذائي وإيماننا الراسخ بأن العمل الجماعي هو السبيل الوحيد لتحقيق عالم أفضل للجميع، وضمان حصول جميع الناس على غذاء كافٍ ومغذي على نحو مستدام.
بدوره قال سعادة حميد مطر الظاهري، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة أدنيك: “يندرج تنظيم القمة وفق استراتيجية مجموعة أدنيك لدعم كافة الجهود الوطنية الرامية للنهوض بواقع ومستقبل قطاع الأمن الغذائي، الذي يعد أحد أهم الركائز التي تقوم عليها خطط التنمية الاقتصادية المستدامة في الإمارة، وفق تطلعات القيادة الرشيدة ورؤيتها للأعوام الخمسين المقبلة، والتي نسعى من خلالها لإيجاد منصة عالمية تستقطب الخبراء والمتخصصين من قارات العالم الخمس، للمساهمة في نقل وتوطين التكنولوجيا المتقدمة في الدولة، وتعزيز مكانة أبوظبي كحاضنة للإبداع والابتكار في هذه القطاعات الحيوية”.
وأضاف الظاهري: ” تتزايد الأهمية الاستراتيجية للقمة بتزامنها مع فعاليات معرض أبوظبي الدولي للأغذية ومعرض أبوظبي للتمور التي تُنظم من قبل مجموعة أدنيك، لتشكل مجتمعة منظومة متكاملة يتم من خلالها استعراض أحدث الابتكارات والتقنيات في القطاع، واستحداث الشراكات الاستراتيجية بين كبرى الشركات العالمية ونظيرتها المحلية، وصولاً لاستقطاب كوكبة من الخبراء والمتخصصين من جميع أنحاء العالم، والتي ستصب بمحصلتها في جهود الدولة الرامية لريادة هذا القطاع الحيوي على الصعيد العالمي”.
وأشار إلى أن فرق العمل في المجموعة ستقوم بالعمل مع شركائها في القطاعين الحكومي والخاص لإنجاح هذه الفعاليات الهامة وإخراجها بالشكل الذي يليق بسمعة ومكانة إمارة أبوظبي على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث سيتم توظيف كافة الإمكانات المتاحة وفق أعلى المواصفات العالمية المتخصصة في القطاع.
بدوره قال صالح لوتاه، رئيس مجلس إدارة مجموعة منتجي ومصنعي الأغذية والمشروبات: “نحن فخورون بشراكتنا الاستراتيجية مع هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية ومجموعة أدنيك لتنظيم فعاليات النسخة الأولى من القمة العالمية للأمن الغذائي التي ستقام على مدى يومين بالتزامن مع أسبوع أبوظبي للزراعة والأمن الغذائي”.
وأضاف أن القمة ستضم عدد من المحاور والجلسات النقاشية التي تستقطب كوكبة من المسؤولين الحكوميين وصناع القرار والخبراء والمتخصصين من جميع أنحاء العالم للتباحث في أبرز التحديات التي تواجه هذا القطاع الحيوي وإيجاد الحلول المبتكرة التي تساهم في الحد من ظاهرة الجوع.
وتقام فعاليات الدورة الأولى للقمة العالمية للأمن الغذائي ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للزراعة والأمن الغذائي وبالتزامن مع الدورة الثالثة لمعرض أبوظبي الدولي للأغذية 2024، والدورة العاشرة لمعرض أبوظبي للتمور 2024 ، التي تنظمها شركة كابيتال للفعاليات، ذراع تنظيم الفعاليات التابع لمجموعة أدنيك، والذي من المنتظر أن تشهد مشاركة قياسية من كبرى الشركات العالمية المتخصصة بهذه القطاعات الحيوية بالإضافة إلى إطلاق العديد من الفعاليات المصاحبة التي تقام للمرة الأولى.
الجدير بالذكر أن دولة الإمارات أكدت التزامها بتعزيز الأمن الغذائي خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) الذي استضافته الدولة العام الماضي (2023)، حيث تم وضع النظم الغذائية ضمن أبرز أجندة وأعمال القمة للمرة الأولى، ويعتبر إعلان (كوب 28) في الإمارات بشأن الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة والعمل المناخي علامة فارقة في الجهود العالمية لدفع مختلف الدول لوضع الحق في الغذاء الكافي في صميم استراتيجياتها الوطنية للأمن الغذائي، وضمان حصول الجميع على طعام آمن وكاف ومغذي وبأسعار مناسبة.
ووفقاً لتقديرات صادرة عن المنظمات الدولية ذات الصلة، يعاني أكثر من 783 مليون شخص حول العالم من الجوع المزمن، أي ما يعادل تقريباً 10% من سكان الأرض، ويزداد الوضع سوءاً مع تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي، حيث يُعاني أكثر من 258 مليون شخص في 58 دولة من نقص حاد في الغذاء وإلى جانب ذلك، يحذر الخبراء من مخاطر جسيمة تُهدد نحو 130 مليون شخص إضافي بالوقوع في مصيدة الجوع الحاد خلال الفترة القادمة. ويرجح مؤشر الأمن الغذائي العالمي ازدياد حدة الأزمة، حيث انخفضت القدرة على تحمل تكاليف الغذاء بنسبة 4% خلال الفترة بين عامي 2019 و 2022. ويعود هذا التراجع إلى جملة من العوامل، أبرزها جائحة كوفيد-19 التي عطلت سلاسل الإمداد وأدت إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج مثل البذور والأسمدة والتحديات الجيوسياسية مثل الصراعات والحروب في بعض المناطق.
ومن المنتظر أن تشهد القمة العالمية للأمن الغذائي في أبوظبي مشاركة مختلف الجهات المعنية بالنظام الغذائي، وتهدف القمة، التي تعد الأكبر من نوعها في العالم، إلى تعزيز التعاون مع الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات والمنظمات متعددة الأطراف لمواجهة تحديات الأمن الغذائي وتحديد الحلول المبتكرة، وترسيخ مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للحوار وحلول الأمن الغذائي.
تسهم فعاليات قمة الأمن الغذائي العالمي في أبوظبي والشراكات الاستراتيجية في الارتقاء بمكانة أبوظبي كوجهة عالمية ريادية لتيسير وابتكار الحلول في الأمن الغذائي. وقبل انعقاد القمة، ستنظم هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية سلسلة من الجلسات والمبادرات في دولة الإمارات لتحفيز مشاركة القطاعين الحكومي والخاص ومنظمات المجتمع المدني ومختلف فئات المجتمع، الأمر الذي يعزز سجل الدولة الحافل في الأمن الغذائي.
وتعتبر الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051 من المبادرات المتميزة في هذا السياق، إذ تستهدف جعل دولة الإمارات الأفضل عالمياً في مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051 عبر تطوير منظومة وطنية شاملة تقوم على أسس تمكين إنتاج الغذاء المستدام من خلال استخدام التكنولوجيات المتطورة، وتطوير الإنتاج المحلي والشراكات العالمية لتنويع مصادر الغذاء، فضلاً عن وسائل أخرى.
وعلى صعيد متصل تم مؤخراً إطلاق “مجمع تنمية الغذاء ووفرة المياه” (AGWA)، الذي يُعدُّ مجمعاً اقتصادياً متكاملاً في أبوظبي تعزيزاً للجهود العالمية الهادفة إلى ضمان الأمن الغذائي والمائي، وإيجاد الحلول المبتكرة لمواجهة تحديات نقص الغذاء وشح المياه على المستوى العالمي. ويتوقع أن يُسهم المجمع بنحو 90 مليار درهم في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة أبوظبي، وأن يستقطب استثمارات بقيمة تصل إلى 128 مليار درهم بحلول العام 2045.
وتشمل المبادرات الاستراتيجية في مجال الأمن الغذائي “نعمة”، المبادرة الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة (حفظه الله) لترشيد الاستهلاك ورفع مستوى الوعي على مستوى الدولة حول الاستهلاك المسؤول والمستدام، الأمر الذي يعزز القيم والتقاليد المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية والإدارة الجيدة للموارد الوطنية.
ووضعت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية استراتيجية متكاملة لتحقيق الريادة العالمية في الأمن الغذائي تشمل إعادة هيكلة القطاع الزراعي بهدف جعله أكثر استدامة؛ وتقليل الآثار الضارة على البيئة والضغط على الموارد الطبيعية؛ وضمان دخل عادل للمزارعين وزيادة تنافسيتهم في السوق، مع التركيز على المنتجات التي تتمتع أبوظبي بميزة تنافسية فيها؛ وتحسين جودة المنتجات الزراعية، وتعزيز الإنتاجية الوطنية لتحقيق أفضل مستويات الأمن الغذائي، ولتحقيق هذه المستهدفات أطلقت الهيئة العديد من المبادرات الداعمة للقطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني منها تشجيع استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة مثل الزراعة المائية والزراعة العمودية لزيادة الإنتاجية وتشجيع الاستثمار في القطاع الزراعي من خلال توفير حوافز للمستثمرين وجذب رؤوس الأموال بالإضافة إلى تقديم حزمة واسعة من الخدمات لبناء قدرات العاملين في القطاع وتطوير البنية التحتية إلى جانب نشر الوعي بأهمية الأمن الغذائي من خلال برامج التوعية والتثقيف الموجهة للمستهلكين وحملة الحد من فقد وهدر الغذاء.