بابا الفاتيكان يدعو من اليابان إلى عالم خالٍ من الأسلحة النووية

طوكيو-(د ب أ):

دعا بابا الفاتيكان فرنسيس الأول امس الأحد العالم إلى التخلص من الأسلحة النووية، خلال كلمته في مدينة ناجازاكي اليابانية التي تعرضت لهجوم نووي مدمر مع آخر أيام الحرب العالمية الثانية.

وقال البابا من متنزه “أتومك بومب هيبوسنتر” (نقطة مركز القنبلة الذرية) في مدينة ناجازاكي جنوب غربي اليابان: ” هذا المكان جعلنا ندرك بعمق الألم والرعب الذي يمكن أن نسببه نحن البشر لبعضنا البعض”.

وقبيل كلمته، وجه البابا كلمة تكريم لضحايا الهجوم النووي الأمريكي الذي وقع عام 1945 على مدينة ناجازاكي وأسفر عن مقتل 74 ألف شخص، بينهم أكثر من 8 آلاف كاثوليكي.

وقال البابا فرنسيس، الذي بدأ  السبت زيارة تستمر أربعة أيام لليابان: “من هنا في هذه المدينة التي شهدت التبعات الإنسانية والبيئية الكارثية لهجوم نووي، لن تكون محاولاتنا للتحدث ضد سباق التسلح كافية على الإطلاق”.

وجاء قصف مدينة ناجازاكي في 9 آب/أغسطس عام 1945 بعد ثلاثة أيام من إلقاء قاذفة أمريكية من طراز بي-29 القنبلة الذرية الأولى على مدينة هيروشيما، والتي أسفرت عن مقتل نحو 140 ألف شخص.

وقال البابا /82 عاما/: “إن الأمن والسلام والاستقرار من أكثر الأشياء التي يتوق إليها قلب الإنسان. وامتلاك أسلحة الدمار الشامل وغيرها من الأسلحة النووية ليس الحل لهذه الرغبة؛ في الواقع يبدو أنها دائما تتسبب في إحباط تلك الرغبة”.

وقال عمدة مدينة ناجازاكي، توميهيسا تاو، إن البابا وجه “رسالة واضحة تدعو إلى عالم خال من الأسلحة النووية” في موقع جراوند زيرو الذي يحظى بأهمية خاصة في ناجازاكي، مشيرا إلى “أتومك بومب هيبوسنتر”.

وذكر العمدة أن الرسالة “لها أهمية كبيرة للغاية” في وقت يشهد فيه العالم تعايشا بين الحشد العسكري وبين التحرك من أجل التخلص من الأسلحة النووية.

يشار إلى أن الفاتيكان كان من أول الدول التي وقعت وصادقت على معاهدة حظر الأسلحة النووية التي تبنتها 122 دولة في تموز/يوليو 2017. ومع ذلك لم تدخل المعاهدة حيز التنفيذ بعد نظرا لأنها لم تحصل على مصادقة 50 دولة مطلوبة لدخولها حيز التنفيذ.

وحث ناشطون مناهضون للأسلحة النووية اليابان، الدولة الوحيدة التي عانت من التفجيرات النووية، على توقيع المعاهدة والمصادقة عليها في أقرب وقت ممكن. ولكن حكومة رئيس الوزراء شينزو آبي ترفض حتى الآن نظرا لوقوع الدولة تحت المظلة النووية للولايات المتحدة.

وترأس البابا قداسا في ملعب البيسبول في ناجازاكي حضره نحو 30 ألف شخص.

يشار إلى أنه في حين يمثل الكاثوليك 35ر0% فقط من سكان اليابان البالغ تعدادهم 127 مليون نسمة، إلا أن الكاثوليكية قد مدت جذورها أولا في ناجازاكي.

وزار البابا أيضا موقع نيشيزاكا في المدينة، وهو موقع يكرم أرواح 26 مسيحيا تم صلبهم عام 1597.

وتعرض عشرات الآلاف من الأشخاص، من بينهم مبشرون، للقتل في أوائل القرن السابع عشر حتى أواخر القرن التاسع عشر، عندما كانت المسيحية مجرمة في اليابان.

وفي وقت لاحق يوم الاحد، يتوجه البابا إلى هيروشيما، حيث من المقرر عقد “اجتماع من أجل السلام”.

ومن المقرر أن يعقد البابا اليوم الاثنين اجتماعا مع كل من الإمبراطور ناروهيتو، الذي اعتلى العرش في الأول من أيار/مايو الماضي، ورئيس الوزراء شينزو آبي في طوكيو.

وتمثل جولته أول زيارة بابوية لليابان منذ 38 عامًا. ففي عام 1981، سافر البابا جون بول الثاني إلى هيروشيما وناجازاكي وطوكيو.