دمشق-( د ب أ ):
تغير المشهد الانتخابي للانتخابات البرلمانية في سوريا للدور التشريعي الرابع هذا العام عن الدورات الثلاث السابقة التي مرت خلال الاحداث التي تشهدها البلاد منذ اندلاع الأزمة منتصف شهر آذار/ مارس 2011 .
ولم تعد الحملات الانتخابية وصور المرشحين كما كانت بل اكتفى البعض منهم بالقليل من الصور والاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي المجانية في حملته للانتخابات المقررة غدا الإثنين .
لم تكتظ ساحات وشوارع دمشق وغيرها من المدن بصور المرشحين بل هناك تراجع واضح في الحجم الإعلاني للمرشحين وخاصة المستقلين وحضور قوائم رجال الأعمال .
ويعتبر ماجد مفيد ، وهو موظف في شركة حكومية سورية ، أن الحملات الإعلانية للمرشحين خجولة والاعتماد على صور ذات حجم صغير وتعليقها على أعمدة الإنارة وجدران المدارس والحدائق ، ما يدل على ضغط النفقات للمرشحين ، في حين أن قوائم رجال الاعمال في العاصمة دمشق وريفها وزعت على لوحات إعلانية كبيرة ودفع مبالغ مالية لشركات صاحبة اللوحات تلك .
ويضف مفيد لوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب .أ ) :” يمر الكثير من المواطنين دون أي اهتمام لتلك الصور ويعلم الكثيرون أن المرشحين يمثلون انفسهم ومصالحهم ، وليس من يبحث عن لقمة عيش أولاده في راتب شهري لا يكفي أيام قليلة من الشهر “.
ويرى شادي سعد ، والذي يملك محلا تجاريا في حي البرامكة وسط العاصمة دمشق أن “حملات المرشحين اعتمدت على الصور والمضافات والحفلات ، لم نجد لأغلب المرشحين برنامج انتحابي فقط شعارات ليس إلا “.
يضيف سعد ” ربما تكون قوائم حزب البعث والتي تسمى قوائم الوحدة الوطنية بينها من هم فعلا كفاءات إدارية ومهنية ولديهم تواصل مع الجمهور ولكن أغلب رجال الأعمال يراهم من لديه مصلحة معه فقط ، ولا أريد أن اتحدث عن المال السياسي نحن نسمع به ولم نره “.
ويعتبر باسم حمود وهو محاسب تجاري أن ” التكاليف الكبيرة لطباعة الصور واللافتات دفعت العديد من المرشحين المستقلين إلى اعتماد وسائل التواصل الاجتماعي المجانية من خلال نشر صورهم وعبر مجموعات التواصل والرسائل النصية “.
وأضاف حمود ” المنافسة في المدن بين رجال الأعمال وخارج المدن بين شيوخ القبائل العربية ، الأول يعتمد على ماله والثاني يعتمد على قبيلته وتعقد التحالفات على هذا الأساس ، هذه الانتخابات مثل غيرها تمر مرور الكرام وينجح من ينجح وأغلب الشعب الذي يدعونه للانتخاب والمشاركة فارغ الجيوب “.
وانتقدت ميساء حسن غياب النساء عن السباق الانتخابي وسط غياب شبه كامل في بعض المحافظات للمرشحات المستقلات ، قائلة :” لولا وجود نساء في قوائم الجبهة الوطنية لن نشاهد نساء في البرلمان ربما هناك عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة من المرشحات المستقلات ، إذا هذا المجلس هو مجلس يغلب عليه الذكور “.
و تنتشر في العاصمة دمشق لوحات إعلانية ومضافات انتخابية لمرشحين من خارج دمشق وهم من محافظات خارج سيطرة الحكومة السورية منها ادلب ودير الزور والرقة والحسكة .
ووضع أحد المرشحين من محافظة دير الزور مضافة انتخابية لاستقبال الناخبين على أطراف العاصمة دمشق وهم من أقاربه وابناء قبيلته الذين يقيمون في ريف دمشق لأجل كسب أصواتهم .
ويشرف محمد العقيدي على المضافة الانتخابية المزينة بالعلم السوري وصور المرشح ولافتات تدعو أبناء محافظة دير الزور وأبناء قبيلة العقيدات وهي من أكبر القبائل في دير الزور لمساندة مرشحهم .
ويقول العقيدي لـ “د. ب. أ” :” في مدينة دمشق وريفها يوجد عشرات الآلاف من أبناء محافظة دير الزور هجرتهم الحرب وتنظيم داعش وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) عن مناطقهم وهم متواجدون في دمشق وريفها لاختيار من يمثلهم بعد منع قوات قسد ابناء تلك المناطق من ممارسة حقهم الانتخابي ومنع اجراء انتخابات هناك “.
وأغلقت قوات سوريا الديمقراطية المعابر منذ أمس السبت وسمحت للطلاب والمرضى والمسافرين العبور باتجاه مناطق سيطرة الحكومة السورية .
كما رفض أغلب أبناء محافظة السويداء وجود صناديق انتخابية في مناطق المحافظة وسط مظاهرات تدعو إلى رفض تلك الانتخابات .
وكان حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا أصدر أمس بياناً دعا كوادره للمشاركة في الانتخابات ويسيطر حزب البعث وممثلي أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية على مقاعد البرلمان حيث تحتل قوائم حزب البعث والجبهة 184 مقعداً من أصل 250 مقعداً هم عدد اعضاء مجلس الشعب السوري .
وتفتتح صناديق الانتخاب غداً ويجوز تمديد فترة الانتخاب بقرار من رئيس اللجنة العليا للانتخابات في سوريا لمدة أقصاها خمس ساعات، وقد يكون التمديد في جميع الدوائر الانتخابية أو في دوائر معينة حسب الظرف الراهن.
وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات يوم السبت أن اللجان القضائية الفرعية في المحافظات أنجزت مهامها بتحديد مراكز الاقتراع قبل سبعة أيام من يوم الانتخاب والتي بلغ عددها 8151 مركز اقتراع، تمت دراستها من قبل اللجان القضائية دراسة متأنية راعت فيها أن تكون ضمن التجمعات السكنية الكبيرة والتجمعات العمالية ومخدمة بوسائل النقل بحيث يتمكن الناخبون من الوصول إليها بيسر وسهولة.
وبلغ عدد المرشحين لانتخابات مجلس الشعب 8953 في حين وصل عدد المنسحبين من السباق الانتخابي 7437 مرشحاً ليبلغ بذلك عدد المستمرين في الترشيح 1516 يتنافسون على 250 مقعداً في مجلس الشعب.