كيف تقوم منظمات في بعض المدن الأمريكية الكبرى بإنقاذ الفئران وتوفير الملاذ الآمن لها؟

دالاس  (د ب أ)-

تقف الفأرة “تشارلوت” على بطانية صغيرة داخل الصندوق المخصص لها والمصنوع من اللونين الأزرق والأبيض، بينما تنظر إلى مالكتها كلوي هيدريك، التي تقوم بإطعامها “الماتشا” بالملعقة.

وتقول هيدريك: “يمكن للفئران أن تأكل أي شيء – تقريبا – يمكن أن يأكله البشر”، موضحة مدى تشابه التمثيل الغذائي بينها وبين البشر. وأضافت أنه لا يجب أن تحصل الفئران على قدر كبير من الكافيين، ولكن الحصول على كمية قليلة منه كل شهر لا يعد بالامر السيء كثيرا، وذلك بحسب ما ورد في تقرير نشرته صحيفة “دالاس مورنينج نيوز” الامريكية.

و”تشارلوت”، هي فأرة بيضاء من نوع “ريكس”، لديها عيون وردية وفرو أبيض ناعم. وشأنها شأن العديد من الفئران المستأنسة التي تم تبنيها في نورث تكساس، أمضت فترة من الوقت كانت تعيش خلالها في منظمة “دي. إف. دبليو. لانقاذ الفئران”، ومقرها مدينة “روم” بتكساس.

ومع تدفق الفئران البرية التي تسببت في حالة من الهياج داخل بعض المدن الأمريكية الكبرى، تقوم منظمات مثل “دي. إف. دبليو. لانقاذ الفئران” بتوفير ملاذ آمن للفئران المستأنسة، للعيش فيها وإتاحتها أيضا للتبني من قبل العائلات. ويقول ملاكها إن هذه الفئران توصم في بعض الأحيان بسمعة سيئة بالمقارنة مع نظيراتها البرية، ولكن لديها احتياجات خاصة مثل أي حيوان أليف آخر يحتاج للرعاية والحنان.

وذكرت صحيفة “دالاس مورنينج نيوز” في تقريرها، أنه في حين أن الفئران البرية عادة ما تكون أكثر رشاقة ونحافة، تميل الفئران المستأنسة إلى أن تكون أكثر بدانة وترويضا أيضا. وذلك لأن تلك الفئران غالبا ما تكون نتاجا لسلسلة طويلة من السلالات التي تم استئناسها، مثل الكلاب أو القطط الأليفة.

وقد قامت ماري ماثيوز بتأسيس منظمة إنقاذ الفئران المحلية في عام 2018، حيث أوجدت مأوى لنحو 3000 فأر كان من الممكن أن تُترك لتتدبر أمرها بنفسها، أو أن تستخدم كطعم للثعابين المستأنسة، أو أن تعيش في أحد متاجر بيع الحيوانات الأليفة.

وكانت ماثيوز قد أدارت من قبل مؤسسات لإنقاذ الكلاب، ولكنها شعرت “بأن هناك حاجة” لتوفير خدمات مماثلة للفئران المستأنسة، حيث أن العديد من ملاجئ الحيوانات ليست لديها الموارد المطلوبة لاستيعابها.

وتتساءل ماثيوز قائلة: “ماذا يفترض بالمرء أن يفعل عندما يكون لديه هذا الحيوان الأليف الذي اشتراه من متجر للحيوانات الأليفة، ولا تستطيع منظمات إنقاذ الحيوانات الموجودة هناك استقباله؟”. وتجيب قائلة: “هذا يعد نوعا من الثغرات التي أقوم بسدها.”

وتقوم ماثيوز بعملية الإنقاذ من منزلها، حيث توفر لضيوفها الصغار من الفئران الملجأ الآمن، من خلال صناديق كبيرة توفرها لهم، تحتوي على “أراجيح مريحة” وطعام طازج. وبينما تنحدر معظم الفئران التي تستضيفها من المنطقة التي تتواجد بها، وفرت ماثيوز أيضا مأوى لبعض الفئران القادمة من خارج الولاية أو من غيرها من المدن الكبيرة في تكساس، ومن بينها سان أنطونيو.

وأضافت ماثيوز أنه على الرغم من أنها استقبلت في إحدى المرات ما يصل إلى 150 فأرا، فإن الأمر لا يكون دائما في المتناول، أو مستداما .

وأضافت أنه من الشائع بعدما تستقبل الأسرة الفأر المستأنس ويصعب عليها الاعتناء به، أن تقوم بإطلاقه دون أن تجد له المنزل المناسب لاستضافته.

وقالت: “يجب أن يتم اعتبار السماح للفأر بالخروج من المنزل بسبب عدم القدرة على الاعتناء به بمثابة سوء معاملة للحيوانات… ولكن مع ذلك، لا يوجد الكثير من أماكن إيواء الحيوانات أو المنظمات التي يمكنها استقبال الفئران”.

و تقول دالاس مورننج نيوز إنه من الواضح أن أعمال الإنقاذ لا تقتصر على الفئران البرية. فقد ضاعفت مدن أمريكية كبرى خلال العقد الماضي، حجم الجهود التي تبذلها من أجل الحد من انتشار مثل هذه الانواع من القوارض، التي من الممكن أن تنقل أمراضا من شأنها أن تصيب الإنسان.

وقد شن رؤساء البلديات في نيويورك وشيكاغو، حربا ضد هذه “الآفات”، وذلك كان يحدث على الارجح من خلال تخصيص ملايين الدولارات لمكافحة القوارض. وفي السنة المالية 2024، رفعت شيكاغو من حجم التمويل المخصص لمكتب مكافحة القوارض بواقع 5ر1 مليون دولار.

أما مدينة دالاس فلا تعاني من نفس مشكلة الفئران البرية، ولكن هذا لا يعني أن المشكلة ليست موجودة.

ففي عام 2023، أدرجت شركة “أوركين” لمكافحة الآفات، “دالاس فورت وورث” في المرتبة رقم 22 بين المدن “الأقذر” في البلاد، وذلك بعد ديترويت وسان فرانسيسكو وغيرهما. ولكن نورث تكساس جاءت في مرتبة أعلى من تلك التي سجلتها في العام السابق، بسبب زيادة عدد المرات التي شوهدت فيها الفئران البرية هناك منذ تفشي جائحة فيروس كورونا “كوفيد -19”.

 

 

 

Exit mobile version