غزة- وكالات:
اشتبكت القوات الإسرائيلية مع مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في عدة مناطق بقطاع غزة يوم الثلاثاء، في حين قال مسؤولو وزارة الصحة في غزة إن 57 شخصا على الأقل قُتلوا في قصف إسرائيلي على المناطق الجنوبية والوسطى من القطاع.
واتهمت حماس إسرائيل بتصعيد الهجمات في غزة لمحاولة عرقلة جهود مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وتقول إسرائيل إنها تحاول القضاء على مقاتلي حماس.
وذكر المسؤولون أن خمسة فلسطينيين قتلوا في ضربة جوية أصابت منزلا في مدينة رفح الواقعة جنوب القطاع على الحدود مع مصر وحيث تنفذ القوات الإسرائيلية عمليات منذ مايو أيار، بينما قُتل رجل وزوجته وطفلان في خان يونس القريبة.
وقال مسؤولون في وقت لاحق من يوم الثلاثاء إن ضربة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة أدت إلى مقتل 17 فلسطينيا على الأقل وإصابة 26 آخرين في خان يونس بجنوب غزة.
وقالت وزارة الصحة إن الضربة الجوية أصابت منطقة خيام تأوي عائلات نازحة في شارع العطار بمنطقة المواصي.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارة استهدفت قياديا كبيرا في حركة الجهاد الإسلامي المتحالفة مع حماس.
وأضاف في بيان “ندرس التقارير التي تفيد بإصابة عدة مدنيين نتيجة الغارة”.
وأظهرت لقطات لرويترز سكانا يحملون جثث القتلى والجرحى على عربات تجرها الحمير إلى المستشفيات.
وقالت شاهدة تدعى تحرير مطير وتسكن بإحدى الخيام القريبة “استهدفت السيارة والدم صار يرشق والشظايا صارون يفطون علينا، على الخيم. والشهداء اترموا في الشارع. صرنا نصرخ بدنا إسعاف بدنا إسعاف. حملنا على الكارات (عربات تجرها الحمير)… وبعد فترة أجى الإسعاف”.
وقال مسعفون إن أربعة فلسطينيين على الأقل قُتلوا في قصف وغارات جوية منفصلة في مخيم النصيرات بوسط غزة، وهو أحد مخيمات اللاجئين الثمانية الكبرى في القطاع.
وأضافوا أن أربعة فلسطينيين آخرين قتلوا في غارة جوية بمنطقة الشيخ زايد في شمال قطاع غزة.
وبعد ساعات، قال مسؤولون في قطاع الصحة إن غارة جوية إسرائيلية على مدرسة في مخيم النصيرات أسفرت عن مقتل 23 شخصا وإصابة كثيرين آخرين. وقالت الوزارة إن الغارة أصابت مدرسة تديرها الأمم المتحدة تؤوي عائلات نازحة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حماس في غزة إن من بين القتلى الصحفي محمد مشمش، مما يرفع عدد الصحفيين الذين قتلوا خلال الصراع إلى 160.
وقالت أم عمر أحمد من مخيم النصيرات “مدارس الوكالة (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) من وين آمنة؟ لا صار لنا مدارس وكالة آمنة ولا عيادة آمنة ولا دور آمنة ولا شوارع آمنة. اتشردنا واتغربنا… إيش ذنبنا؟ وين العالم؟”.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه هاجم مجموعة من “الإرهابيين” الذين كانوا ينشطون من داخل المدرسة بعد اتخاذ خطوات لتقليل المخاطر على المدنيين.
وقالت كتائب القسام وسرايا القدس، الجناحان المسلحان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في بيانين منفصلين، إن مقاتليهما هاجموا القوات الإسرائيلية في عدة مواقع بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون.
وقالت سرايا القدس إنها أطلقت صواريخ على مدينة سديروت في جنوب إسرائيل. ولم ترد أنباء عن وقوع وفيات أو أضرار جسيمة.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس بعد أن نفذ مسلحوها أسوأ هجوم في تاريخ إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واقتياد أكثر من 250 رهينة إلى القطاع، بحسب الإحصائيات الإسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء إنه تم القضاء على نصف قيادة كتائب القسام، بالإضافة إلى مقتل أو أسر ما يقرب من 14 ألف مقاتل منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأضاف الجيش أنه قضى على قادة كبار منهم قادة ألوية وكتائب وقادة سرايا، إلى جانب تدمير آلاف الأهداف لفصائل مسلحة.
وقالت السلطات الصحية في غزة في أحدث إفادة يوم الثلاثاء إن 38713 فلسطينيا على الأقل قتلوا في الهجوم الإسرائيلي منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية. وتقول إسرائيل إنها فقدت 326 جنديا في قطاع غزة.
وجاء أقارب إلى مستشفى الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة لإلقاء النظرة الأخيرة على ذويهم قبل تشييع الجثامين.
وقالت مُسنة فلسطينية تدعى سحر أبو عميرة “والله انهدينا والله انهلكنا والله انهلكنا والله تعبنا خلاص. الصبر نفد، صبرنا نفد. سواء هدول حماس ولا سواء هدول (إسرائيل) بدنا الجهتين يتفقوا. يتفقوا في أقرب فرصة يا عالم”.