أمريكا تقدم 203 ملايين دولار مساعدات إنسانية إضافية للسودانيين ..وتندد بالضالعين في الحرب
البيت الأبيض : أكثر من 25 مليون سوداني يواجهون مستويات غير مقبولة من انعدام الأمن الغذائي
واشنطن- رويترز:
قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد يوم الخميس إن الولايات المتحدة ستقدم 203 ملايين دولار إضافية لمساعدة ملايين المدنيين المتضررين من الحرب في السودان ودعت الدول الأخرى إلى زيادة مساعداتها.
تهدف الأموال، التي أُعلن عنها في بيان لرويترز يوم الخميس، إلى مساعدة المدنيين في السودان وكذلك من فروا إلى الدول المجاورة منذ اندلاع الحرب في أبريل نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وقال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الشهر الماضي إن هناك خطرا واقعيا في الوقت الحالي لحدوث مجاعة في 14 منطقة في أنحاء السودان إذا تصاعدت الحرب. ووصف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أزمة الجوع الآخذة في التفاقم بصورة حادة بأنها الأسوأ عالميا.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض، يوم الخميس إن الولايات المتحدة لا تزال تشعر بقلق عميق إزاء الصراع المستعر في السودان وتدين بشكل لا لبس فيه الضالعين فيه.
وأضاف أن أكثر من 25 مليون شخص يواجهون مستويات غير مقبولة من انعدام الأمن الغذائي، كما تواجه البلاد كلها تقريبا أعمال عنف. ومضى قائلا إن الولايات المتحدة تدعو المقاتلين إلى وقف الهجمات على المدنيين الأبرياء والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.
وقال مسؤول أمريكي إن الأموال الأمريكية الإضافية ترفع إجمالي التمويل الأمريكي للمدنيين في السودان وتشاد ومصر وجنوب السودان إلى 707 ملايين دولار منذ أكتوبر تشرين الأول. والولايات المتحدة هي أكبر مانح فردي لعمليات الاستجابة بالمساعدات الإنسانية.
وقالت توماس جرينفيلد “يواجه شعب السودان أسوأ أزمة إنسانية في العالم. يتعين بذل ما هو أكثر بكثير لمساعدتهم. نأمل أن تمثل هذه الجولة الجديدة من المساعدات للآخرين دعوة إلى التحرك”. وزارت توماس جرينفيلد حدود تشاد مع السودان في سبتمبر أيلول للقاء لاجئين من الحرب.
وتسببت الحرب في موجات من العنف بدافع عرقي تتحمل قوات الدعم السريع المسؤولية عنها إلى حد كبير. وتنفي قوات الدعم السريع إلحاق أضرار بمدنيين، وتعزو ذلك النشاط إلى عناصر مارقة. وكانت الحرب قد اندلعت بسبب خطة لدمج الجيش وقوات الدعم السريع في عملية للتحول إلى إجراء انتخابات حرة.
وتقول الأمم المتحدة إن قرابة 25 مليون شخص، أي نصف عدد سكان السودان، بحاجة إلى مساعدات وإن المجاعة تلوح في الأفق وإن 10 ملايين شخص فروا من منازلهم، منهم ما يزيد على 2.2 مليون شخص لجأوا إلى دول أخرى.
وتقول الولايات المتحدة إن الطرفين المتحاربين يرتكبان جرائم حرب وإن قوات الدعم السريع والفصائل المسلحة المتحالفة معها ترتكب أيضا جرائم ضد الإنسانية وجرائم تطهير عرقي. وأظهر تقرير لرويترز الشهر الماضي، تضمن تحليل صور ملتقطة عبر الأقمار الصناعية، أن المقابر تتمدد على نحو سريع مع تفشي الجوع والأمراض.
وقالت توماس جرينفيلد “أجل، الشعب السوداني بحاجة إلى تمويل إنساني أكبر بكثير، لكن الطرفين على الأرض لا بد أن يسهلا أيضا الوصول إلى المساعدات الإنسانية”، مضيفة أن الولايات المتحدة مستعدة للضغط من أجل اتخاذ مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة مزيدا من التحركات “لضمان إمكان وصول المساعدات إلى من هم في أمَس الحاجة إليها إذا تطلب الأمر”.
وكان المجلس المكون من 15 دولة عضوا قد اعتمد في مارس آذار قرارا يدعو إلى وقف فوري للأعمال القتالية وتذليل العقبات أمام المساعدات وحماية المدنيين. ثم ركز قرار ثان في يونيو حزيران على المطالبة بوقف حصار مدينة يقطنها 1.8 مليون نسمة في ولاية شمال دارفور السودانية.