الأمطار تعطل إمدادات الأمم المتحدة لإقليم دارفور المهدد بالمجاعة

آلاف الأطنان من المساعدات عالقة عند معبر الطينة على الحدود مع تشاد

جنيف/دبي (رويترز):
قال مسؤول من برنامج الأغذية العالمي لرويترز يوم الخميس إن طريق إمداد رئيسيا إلى إقليم دارفور السوداني أٌغلق بسبب الأمطار الغزيرة، بينما قالت مسؤولة أخرى من الأمم المتحدة إن النازحين اضطروا إلى أكل العشب.

وكان خبراء قد قالوا إن إقليم دارفور يواجه خطر وقوع مجاعة.

وقال إيدي روي مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في السودان إن آلاف الأطنان من المساعدات عالقة عند معبر التينة على الحدود مع تشاد، مما دفع برنامج الأغذية العالمي إلى إعادة فتح محادثات مع الحكومة المتحالفة مع الجيش لفتح معبر بديل مناسب في جميع الأحوال الجوية في الجنوب، وهو معبر أدري.

وقال عضو من وفد قوات الدعم السريع شبه العسكرية إن القوات توصلت إلى تفاهم مع الأمم المتحدة، لا مع الجيش، لفتح طرق بديلة منها معبر أدري، وذلك خلال حديثه بعد محادثات إنسانية غير مباشرة جرت في جنيف هذا الأسبوع.

وأضافوا أن المحادثات ما زالت جارية.

ولم يرد الجيش السوداني على طلب للتعليق. وكان الجيش قد حذر منظمات الإغاثة من اتخاذ إجراءات بدون موافقته.

ويصف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة السودان بأنه البلد الذي يواجه أكبر أزمة جوع في العالم، ويقول إن إقليم دارفور غرب البلاد هو الأكثر تعرضا لهذا الخطر، وذلك وسط حرب أهلية مستمرة منذ 15 شهرا في السودان أدت إلى نزوح الملايين واندلاع العنف على أساس عرقي.

وتسببت الحرب في موجات من العنف بدوافع عرقية تتحمل قوات الدعم السريع المسؤولية عنها إلى حد كبير. وتنفي قوات الدعم السريع إلحاق أضرار بمدنيين، وتنحي باللائمة على عناصر مارقة. وكانت الحرب قد اندلعت بسبب خطة لدمج الجيش وقوات الدعم السريع في عملية للتحول إلى إجراء انتخابات حرة.

وكان الجيش قد حذر فيما سبق مجموعات إغاثة من استخدام معابر غير مصرح باستخدامها للدخول إلى إقليم دارفور، الذي تسيطر قوات الدعم السريع على مناطق كبيرة منه، وصنف معبر التينة في وقت سابق هذا العام على أنه الطريق المعتمد.

لكن ذلك الطريق أصبح غير صالح للاستخدام بسبب بدء موسم الأمطار.

وقال روي لرويترز من مدينة بورتسودان “لديكم هذه الأنهار الكبيرة. وفي الوقت الذي أتحدث فيه الآن، قافلتنا، التي من المفترض أن تنقل أكثر من ألفي طن متري، عالقة”. وعندما سُئل روي عن الوضع في المحادثات التي استؤنفت هذا الأسبوع، أجاب “نسبتها 50 إلى 50”.

ويسعى برنامج الأغذية العالمي الآن إلى الحصول على تصاريح لتحريك قافلة ضخمة من 70 شاحنة عبر طريق قليل الاستخدام طوله أكثر من ألف كيلومتر من بورتسودان إلى دارفور، وهو طريق قال روي إنه سيتضمن عبور خطوط القتال الخاصة بالقوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وفصائل مسلحة مختلفة.

وأضاف أن هذا الطريق الذي تغلب عليه الطبيعة الصحراوية كان مستخدما في الماضي، لكن في غير موسم الأمطار، وأن الرحلة الأخيرة استغرقت أسابيع وكانت “مليئة بتحديات كثيرة”.

وتعهدت الولايات المتحدة يوم الخميس بتقديم 203 ملايين دولار إضافية لجهود الأمم المتحدة في السودان التي قال روي عنها إنها لا يزال تعاني من نقص التمويل.

وفي مقابلة منفصلة، قالت منى رشماوي العضو في بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السودان لرويترز إنها التقت بلاجئين من دارفور في تشاد وإنهم قصوا عليها حكايات الهروب بلا مياه تقريبا وأكل العشب على طول الطريق. وأضافت “لا شك في أن الشعب يتضور جوعا”.