مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي ينفذ أول إجراء في الإمارات للتخطيط الكهربي ثلاثي الأبعاد للدماغ لمرض الصرع

• التخطيط الكهربي ثلاثي الأبعاد للدماغ يستخدم التقنيات المتطورة لزرع أقطاب داخل الدماغ دون إزالة أي جزء من الجمجمة بما يتيح الاستهداف الدقيق لمنشأ نوبات الصرع ويقلل من المضاعفات

أبوظبي-الوحدة:
نجح مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، جزء من مجموعة M42، بتنفيذ أول إجراء في دولة الإمارات للتخطيط الكهربي ثلاثي الأبعاد للدماغ (المعروف أيضاً بتخطيط كهربية الدماغ المجسم)، وهو إجراء تشخيصي بأدنى حدود التدخل لتحديد منشأ نوبات الصرع البؤرية التي يصعب علاجها داخل الدماغ.

ويعتبر الصرع اضطراباً صحياً مزمناً يتسم بنوبات متكررة بسبب تفريغ كهربائي غير طبيعي من خلايا الدماغ يحدث بوتيرة متزامنة، وتؤثر هذه الحالة على ملايين المرضى حول العالم. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية أنه يتم تشخيص نحو 5 ملايين شخص بهذه الحالة سنوياً، في حين يتراوح معدل الحالات النشطة بين 4% إلى 10% من كل 1000 شخص. وبينما تكون الأدوية فعالة في السيطرة على ما يصل إلى 70% من الحالات، توجد نسبة لا يستهان بها وتبلغ 30% من المرضى لا يستجيبون كلياً للأدوية، وتستدعي حالتهم إجراء التخطيط الكهربي ثلاثي الأبعاد للدماغ لتحديد مصادر النوبات عبر زرع أقطاب كهربائية رقيقة جداً بشكل جراحي في الدماغ. وتصل هذه الأقطاب إلى مناطق في الدماغ يصعب بلوغها بالخيارات التقليدية.

وتم تنفيذ هذا الإجراء المبتكر في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي على مريض إماراتي أثقل الصرع كاهله لأكثر من عقد من الزمن. وبعد دراسة حالته بالتعاون بين تخصصات مختلفة في المستشفى وأيام من التخطيط الدقيق، استغرق الإجراء الجراحي ساعات عدة. وتم بعد ذلك متابعة حالة المريض ضمن بيئة مراقبة مكثفة في وحدة مراقبة الصرع لمدة 10 أيام مع بقاء الأقطاب في مكانها. وخلال تلك الفترة، تم التقاط نوبات المريض بشكل محدد والتعرّف على مصادرها من الدماغ. وبالإضافة لذلك، تم إدخال تيار كهربائي من خلال الأقطاب لتحفيز نوبات الصرع المحددة لدى المريض، مما يدعم بشكل أكبر التعرف على المنطقة التي نشأت منها النوبات، والمعروفة باسم “منطقة الصرع”.

وفي هذا السياق، قال الدكتور فلوريان روزر رئيس معهد جراحة الأعصاب بمعهد الأعصاب في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، والذي تولى مهمة قيادة الفريق المسؤول عن علاج المريض: “إن لم نتمكن من تحديد منشأ نوبات الصرع عبر تسجيل كهربية الدماغ القياسي من خلال الرأس أو وسائل التصوير الأخرى غير الجراحية، على غرار الرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني للانبعاثات المشعة أثناء النوبة، يصبح إجراء التخطيط الكهربي ثلاثي الأبعاد للدماغ أمراً لا مفر منه. وينطوي هذا الإجراء على مراقبة منشأ نوبات الصرع في الدماغ، على النقيض من المراقبة عبر الرأس من الخارج. إلا أن التحدي لهذا الإجراء يكمن في وضع الأقطاب عميقاً في الدماغ دون إلحاق أي ضرر بالأوعية الدموية وبنية الدماغ الحيوية. لذلك تعمل برمجياتنا المتطورة الفريدة في دولة الإمارات على الجمع بين العديد من إجراءات التصوير لوضع خطة محكمة وآمنة وفعالة لزرع الأقطاب”.

وشدد الدكتور أوجين العشّي استشاري طب الأعصاب بمعهد الأعصاب في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي الذي يقود فريقاً يضم خمسة من خبراء الصرع، على أهمية التدخل الجراحي المبكر، وأضاف: “أظهرت العديد من الدراسات بأن التدخل الجراحي المبكر يمكن أن يحسن من المخرجات العلاجية على مستوى الذاكرة وجودة الحياة ومعدلات نجاح العلاج التي قد تصل إلى 70% حسب الحالة”.

وسلط الدكتور أوجين الضوء على الطبيعة متعددة التخصصات لهذا الإجراء، مؤكداً على الدور الحيوي الذي لعبه خبراء الصرع وجراحو الأعصاب، وعلماء النفس العصبي، وأخصائيو الأشعة العصبية، وأخصائيو الأشعة في الطب النووي، وأردف: “يمثل هذا الإنجاز دلالة على التزام فريقنا المتعدد التخصصات ودعم معهدنا، والهيئات الصحية المعنية، الإرادة العالية التي أظهرها كل من المريض وأفراد أسرته. ونحن فخورون بتحقيق هذه النتيجة وممتنون للثقة التي وضعها المريض بنا”.

ويتوّج نجاح أول إجراء للتخطيط الكهربي ثلاثي الأبعاد للدماغ في دولة الإمارات إنجازاً لافتاً يثري التقدم الطبي الذي تحرزه الدولة، ويحيي آمال المرضى المصابين بالصرع المقاوم للأدوية بسبب كفاءة الإجراء في تقليل المضاعفات والألم بعد الجراحة، وتحقيقه لوتيرة شفاء أسرع.

تجدر الإشارة إلى أن معهد الأعصاب في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي يعد أول مركز يوفر خدمة الصرع من المستوى الرابع في دولة الإمارات. ويقدم المراقبة العصبية المتقدمة وقدرات التصوير المتطورة، بما يتيح تنفيذ تقييم جراحي شامل للصرع ووضع خطة علاجية شاملة للمرضى المصابين بحالات الصرع المستعصية.

Exit mobile version