عبر حوار مصالحة ..الصين تنجح في إنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية

 

بكين/القاهرة(رويترز):
قالت وزارة الخارجية الصينية إن الفصائل الفلسطينية ومنها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة فتح اتفقت على إنهاء الانقسام بينها وتشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة، وذلك خلال حوار في الصين اختتم يوم الثلاثاء.

وأضافت الوزارة في بيان أنه جرى التوقيع على إعلان بكين في الحفل الختامي لحوار مصالحة بين 14 فصيلا فلسطينيا استضافته بكين من 21 إلى 23 يوليو تموز.

ولم تفض جهود سابقة بذلتها مصر ودول عربية أخرى للمصالحة بين حماس وفتح إلى إنهاء الصراع على تقاسم السلطة المستمر منذ 17 عاما والذي أضعف تطلعات الفلسطينيين السياسية لكن يبقى أن نرى ما إن كان إعلان يوم الثلاثاء سيصمد أمام الحقائق على الأرض.

وعُقد الحوار تزامنا مع محاولات من وسطاء دوليين للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وإحدى النقاط الشائكة في هذا الصدد هي خطة ما بعد الحرب أو كيف ستتم إدارة القطاع الذي تديره الآن حماس بمجرد انتهاء الحرب التي نشبت في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وقال حسام بدران عضو المكتب السياسي لحركة حماس إن أهم نقطة في إعلان بكين هي تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية لإدارة شؤون الفلسطينيين.

وأضاف أن هذا الإعلان “يضع سدا منيعا أمام كل التدخلات الإقليمية والدولية التي تسعى لفرض وقائع ضد مصالح شعبنا في إدارة الشأن الفلسطيني بعد الحرب”.

وأحجم مسؤولان في حركة فتح تواصلت معهما رويترز عن التعليق.

ويقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هدفه هو تدمير حركة حماس المتحالفة مع إيران، ويعارض أن يكون لها أي دور في إدارة غزة بعد الحرب.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس على منصة التواصل الاجتماعي إكس “بدلا من رفض الإرهاب، يحتضن (زعيم فتح) محمود عباس قتلة ومغتصبي حماس، ويكشف عن وجهه الحقيقي. في الواقع، لن يحدث هذا لأن حكم حماس سوف يُسحق، وعباس سوف يراقب غزة من بعيد. إن أمن إسرائيل سيظل في أيدي إسرائيل وحدها”.

وأشار بدران إلى أن “أهم نقاط الاتفاق كانت على تشكيل حكومة توافق وطني فلسطيني تدير شؤون شعبنا في غزة والضفة، وتشرف على إعادة الإعمار، وتهيئ الظروف للانتخابات، وهذا كان موقف حماس الذي دعت إليه وعرضته منذ الأسابيع الأولى للمعركة”.

وتدير حماس حاليا قطاع غزة فيما تشكل فتح العمود الفقري للسلطة الفلسطينية التي تبسط سيطرة محدودة في الضفة الغربية المحتلة. ولم يصدر تعليق من حركة فتح حتى الآن.

ولم تحدد تفاصيل الاتفاق إطارا زمنيا لتشكيل الحكومة الجديدة. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد عين في شهر مارس آذار حكومة جديدة بقيادة محمد مصطفى، أحد مساعديه المقربين.

وقال أشرف أبو الهول، الصحفي المتخصص في الشؤون الفلسطينية ومدير تحرير جريدة الأهرام المصرية، إن الإعلانات المماثلة السابقة لم تُنفذ ولن يحدث شيء دون موافقة الولايات المتحدة.

وأضاف “تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم حماس مرفوض من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا، هناك إجماع لدى هذه الدول على ألا يكون لحماس أي دور في اليوم التالي بعد الحرب في غزة”.

ووصف أبو الهول ما حدث في الصين بأنه مجرد اجتماع وفعالية احتفالية، مشددا على أن من المستحيل حل المشكلات بين الفصائل الفلسطينية في ثلاثة أيام فقط.

وقال “ما حصل هو مجرد اجتماع، ومجرد احتفال، من المستحيل حل المشاكل بين الفصائل الفلسطينية في اجتماع من ثلاثة أيام”.

يمثل الاتفاق انقلابا دبلوماسيا لبكين ونفوذها المتزايد في الشرق الأوسط، بعد أن توسطت في اتفاق تاريخي بين السعودية وإيران العام الماضي.

ونقل بيان وزارة الخارجية الصينية عن الوزير وانغ يي قوله خلال الحفل الختامي “الإنجاز الأساسي هو توضيح أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني”.

وأضاف “تأمل الصين بصدق في أن تسارع الفصائل الفلسطينية في تحقيق الاستقلال الفلسطيني على أساس المصالحة الداخلية، كما أنها عازمة على تعزيز الاتصال والتنسيق مع الأطراف المعنية للعمل بشكل مشترك لتنفيذ إعلان بكين الذي تم التوصل إليه اليوم”.

وقال وانغ إن أهم ما تمخض عنه هذا الإعلان هو الاتفاق على تشكيل حكومة مصالحة وطنية مؤقتة لإدارة غزة فيما بعد الحرب، مضيفا أنه يتعين على المجتمع الدولي دعم الجهود الرامية إلى تشكيل حكومة فلسطينية مؤقتة تبسط سيطرتها على غزة والضفة الغربية.

وحماس والجهاد الإسلامي ليستا عضوين في منظمة التحرير الفلسطينية، أعلى هيئة لصنع القرار في السلطة الفلسطينية، لكنهما تطالبان بأن يتضمن أي اتفاق وحدة إجراء انتخابات للبرلمان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية. والجماعات الإسلامية على خلاف مع منظمة التحرير الفلسطينية الحالية حول اتفاقات السلام مع إسرائيل.

ونقل بيان عن بدران القول “هذا الإعلان يأتي في توقيت مهم حيث يتعرض شعبنا لحرب إبادة خاصة في قطاع غزة”.

وفي أبريل نيسان الماضي اجتمعت حركتا حماس وفتح لأول مرة في بكين لمناقشة جهود المصالحة لإنهاء نحو 17 عاما من الخلافات، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يعلَن فيها أن وفدا من حماس زار الصين منذ بدء الحرب في غزة.

وتأجلت جولة ثانية من المحادثات، كان من المقرر إجراؤها الشهر الماضي، بسبب تبادل الحركتين تحميل مسؤولية الخلافات للطرف الآخر.

ولم تنجح الفصائل الفلسطينية المتناحرة منذ فترة طويلة في معالجة خلافاتها السياسية بعد أن طرد مقاتلو حماس حركة فتح من غزة في حرب لم تستمر طويلا في عام 2007.

وكثف المسؤولون الصينيون جهودهم في الدفاع عن الفلسطينيين في المحافل الدولية في الأشهر القليلة الماضية، إذ دعوا إلى عقد مؤتمر سلام إسرائيلي فلسطيني أوسع نطاقا ووضع جدول زمني محدد لتنفيذ حل الدولتين.

Exit mobile version