باحث بجامعة نيويورك أبوظبي يحصل على منحة لدراسة دور الدياتومات الصغيرة في حماية الحيوانات البحريّة المهدّدة بالانقراض
● سيقود الأستاذ شادي أمين مشروعاً لدراسة الطحالب الدقيقة والتوعية بدورها في حماية الثدييات البحرية والتقليل من مستويات ثاني أكسيد الكربون
أبوظبي – الوحدة:
حصل شادي أمين، الأستاذ المشارك في علم الأحياء بجامعة نيويورك أبوظبي، على منحة تزيد قيمتها عن 500 ألف دولار أمريكيّ من المؤسّسة الوطنيّة للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية. وسيقود الأستاذ شادي مشروعاً يهدف إلى تطوير فهمنا لهذه الدياتومات والتوعية بأهميتها، وهي طحالب دقيقة تعيش في المحيطات وقد تتعايش مع الحيوانات البحريّة المهدّدة بالانقراض مثل الحيتان والدلافين وأبقار البحر (الأطوم) وخروف البحر، لتلعب بذلك دوراً أساسيّاً في الحفاظ على توازن النظام البيئيّ للأرض.
الدياتومات هي طحالب دقيقة تنتج ما يصل إلى عشرين في المئة من الأكسجين في الأرض، معتمدة بذلك على ثاني أكسيد الكربون وعملية التمثيل الضوئيّ، ولها دور أساسي في استدامة قطاع مزارع الأسماك في المناطق الساحليّة. تعيش مجموعة واحدة من فصيلة الدياتومات على جلد الحيوانات البحريّة، وتحميها عن طريق مكافحة الالتهابات الجلديّة. تتميز هذه المجموعة عن تلك الدياتومات البحرية من حيث أنّها عموماً تعتمد على عائلها الحيوانيّ بالدرجة الأولى. ولهذا، فإن هذه الدياتومات الّتي تعيش على الجلد مهددة بالانقراض مثل الأصناف التي تعيلها، فإن انقراض الثدييات البحرية التي تعيل الدياتومات سيؤدي إلى انقراضها أيضاً بكل ما تمثّله من قدرة على إنتاج الأكسجين.
وفي المشروع بعنوان “على أكتاف العمالقة: السلالة، والنظاميّات، وتكيّف الدياتومات الوبائيّة البحريّة مع معيلاتها من الحيوانات الضخمة المهدّدة بالانقراض” الذي تموّله المؤسّسة الوطنيّة للعلوم، سيجمع فريق البحث عيّنات من الحيوانات البحريّة في عدد من المنشآت في فلوريدا وتكساس وأبوظبي، لتصنيف تنوّع الدياتومات الّتي تستضيفها. ومن خلال هذه البيانات، يسعون إلى تحديد طريقة بقاء هذه الطحالب الدقيقة على جلد الثدييات البحرية، وكيف تنتقل بين أفراد مجموعات الثدييات البحرية وأسباب هذا الانتقال، بالإضافة إلى الفائدة التي تعود على الحيوانات من هذه العلاقة المتبادلة.
وكجزء من هذا الجهد البحثيّ، سيتعاون الأستاذ شادي وفريقه مع متحف التاريخ الطبيعيّ ودائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي لأخذ عيّنات من جلد الأطوم الذي يكثر في سواحل أبوظبي التي تضمّ ثاني أكبر عدد من هذه الثدييّات البحريّة في العالم. لم يسبق مطلقاً جمع عيّنات من جلد هذا الحيوان الذي ينتمي إلى ذات العائلة التي تضم خروف البحر، لذا فإنّ فهم ميكروبيوم الجلد – بما في ذلك وجود الدياتومات – سيشكّل تقدّماً وسبقاً علمياً هامّاً.
وفي هذا النطاق، سيتعاون الأستاذ شادي وفريقه البحثيّ مع أستاذ دراسات السينما في جامعة نيويورك أبوظبي ومدير مختبر السينما التجريبيّة أليكسيس غامبيس، بهدف إنتاج سلسلة من ثلاثة أفلام حول الدياتومات وأهمّيّتها بالنسبة للنظام البيئيّ لكوكبنا.
وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال الأستاذ شادي الذي يشغل منصب أستاذ مشارك في شبكة جامعة نيويورك العالميّة لعلم الأحياء والباحث الرئيسيّ في مختبر الميكروبيوميّات البحريّة في جامعة نيويورك أبوظبي: “لا يدرك معظم الناس الدور المذهل والأساسيّ الّذي تلعبه الدياتومات في الحفاظ على الحياة على كوكبنا. من خلال هذا المشروع المثير، لا نهدف إلى رفع مستوى فهمنا لدور الدياتومات في حماية بعض الحيوانات الأكثر عرضة للانقراض على الأرض فحسب، بل يهمّنا أيضاً تثقيف الجمهور حول الدور المحوري الذي تلعبه في استمرار الحياة على كوكبنا”.
الأستاذ شادي هو عالم محيطات بيولوجيّ وكيميائيّ بحريّ يستخدم الأدوات البيولوجيّة والكيميائيّة لمعالجة الأسئلة الأساسيّة حول الدور الّذي تلعبه الميكروبات في تكيّف الكائنات البحريّة وتطوّرها، ومنها الطحالب الدقيقة والشعاب المرجانيّة والحيتانيّات. بالإضافة إلى ذلك، فهو عضو في مجموعة من الباحثين الرئيسيّين في جامعة نيويورك يعملون على تطوير نظام مراقبة بيئيّة على امتداد ساحل أبوظبي بهدف جمع البيانات الّتي ستساعد على التنبّؤ بظاهرة تكاثر الطحالب الضارّة والظواهر البيئيّة الأخرى.