د. الدرعي : الإمارات تحرص على تقديم نموذج رائع ورائد لملتقى الثقافات الإنسانية

خلال مشاركته في مؤتمر قازان بروسيا

أبوظبي – الوحدة:

أكد سعادة الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، خلال مشاركته مؤتمر:”طريق الحرير الروحي” الذي انعقد بقازان في جمهورية روسيا الاتحادية بمشاركة العديد من المسؤولين في الدول الإسلامية والعلماء، إن دولة الإمارات العربية المتحدة المباركة، وقيادتها الكريمة؛ التي تحرص دائما على تقديم نموذج رائع ورائد لملتقى الثقافات الإنسانية، في جو تهب عليه نسائم التسامح من كل جهة، وثقته برباط متين من وثائق الأخوة الإنسانية، وقوانين تجريم الكراهية، حتى أضحت ولله الحمد مقصدا لجميع الشعوب والأجناس، تعيش فيها جنبا إلى جنب بسكينة وسلام، وما زالت تحقق المعجزات تلو المعجزات في هذا السبيل ، متقدما سعادته بجزيل الشكر وعظيم الامتنان، إلى الجهات المنظمة لهذا المؤتمر، ولجمهورية روسيا الاتحادية وشعبها؛ على هذا التنظيم الرائع، والحفاوة الكريمة، والجهود المشكورة ، ناقلا لهم تحيات دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعبا.
وقال د. الدرعي إن ديننا الحنيف يحقق للبشرية كلها الكرامة والسلام، والأمن والسكينة والتنمية، ويضمن لها حياة طيبة سعيدة، تحفظ فيها دماؤهم، وأموالهم، وأعراضهم، مشيرا إلى أنه من الضروري على كل مسلم أن يعد نفسه سفيرا متميزا لهذا الدين، ويتجنب الإضرار بسمعته؛ وذلك بتمثل أخلاقه وقيمه الداعية إلى الاعتدال والرحمة والسماحة والرفق، والانفتاح على المجتمعات الإنسانية الأخرى، والانفصال عن العزلة الشعورية، وفتح الأبواب مشرعة للحوار والتبادل الثقافي، فإن هذه القيم هي طريق البشرية نحو السلام والأمن والرخاء.

تطوير الرؤى المشتركة
وأشار الدرعي: إلى أن هذا المحفل الهام، الذي نلتئم حول مائدته الضافية، وأمام هذا الجمع المبارك من العلماء، وفي ظل شعاره الدائم: “طريق الحرير الروحي” يلفت انتباهنا، إلى أهمية خارطة الطريق، وقصد السبيل، وتحديد الرؤية، داعيا إلى مزيد من العمل، من أجل التعاون والتلاقي لاستعراض أهم التحديات والتحولات، وتطوير الرؤى المشتركة، وتنسيق المواقف تجاه أهم القضايا والأحداث التي تواجهنا جميعا؛ بوصف هذه المنصة جسرا للتواصل والحوار.
ترسيخ نهج القرآن
وتناول سعادة الدرعي في كلمته عدد من القضايا والمحاور التي ينبغي التركيز عليها منها ترسيخ نهج القرآن الكريم فهو منبع وأساس القيم والأخلاق والفضائل، وواجبنا تجاهه تعلمه وتعليمه وإتقان علومه ولغاته، وتنشئة أجيالنا وشبابنا على قيمه وفضائله، وتطوير التعليم، فهو أهم عامل نتفادى به النتائج السلبية لتحديات هذا العصر، ويجب إيلاء العناية لتأهيل العلماء وتدريبهم وإعداد الكفاءات الوطنية، للمشاركة في التنمية العالمية والتطورات التقنية وخدمة الإنسانية.
التمسك بالدولة الوطنية
وشدد سعادته على أن التشبث بالوطن، والتمسك بالدولة الوطنية وثوابتها ووحدتها؛ هو السبيل الأوحد للنجاح والتقدم والاستقرار، داعيا إلى عدم الإصغاء لكل من يشكك في الانتماء إليه والولاء لقيادته ، مؤكدا أن من هذه الثغرة تتسرب جميع الأخطار، قائلا: إن “القيمة المضافة” لأوطاننا هي من الأهمية بمكان، فهي المعيار المميز للشعوب، ومن الأصول المعتبرة في شرعنا: “العرف والعمل” ومن هنا يجب حفظ خصوصياتنا وحمايتنا هويتنا الثقافية، ومن ذلك الحفاظ على التراث الديني والثقافي الفريد لشعوب هذا الفضاء وغيره من المجتمعات الأخرى، وتنبهوا إلى أن أي خروج عن المجتمع وعاداته وثقافته وأشكال تدينه هو بداية لزرع بذور التطرف والكراهية، فيجب علينا جميعا الوقوف ضد جميع الأفكار المتطرفة، والأعمال الإرهابية كيفما كانت، وتجريمها وعدم التساهل مع أي فكرة في هذا المجال أو تقديم مسوغات لها.
تطويق الممارسات السلبية
ودعا سعادته إلى تعزيز التكاتف وتضافر الجهود، والتكامل والتعاون بين مؤسساتنا، والاستفادة من المشاريع الناجحة؛ للتوصل إلى اتفاقيات بين دولنا في كافة المجالات؛ بما في ذلك ما يتعلق بالشؤون الدينية والفكرية، وتطويق الممارسات السلبية في هذا الباب، مع الحرص على ضرورة الاستجابة لواقع الشباب والأجيال، واحتضانهم والقرب منهم، ومحاولة فهمهم وتقديم الإجابات المناسبة لعقولهم حتى لا يكونوا لقمة سائغة للمتطرفين، متمنيا للجميع التوفيق وتوحيد الجهود التي تمكن من اظهار الوجه الحضاري المشرق لديننا الإسلامي وتعاليمه السمحه.