دبي-(رويترز):
تحدث قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بنبرة تحد يوم الأربعاء بعد أن استهدفت ضربة بطائرتين مسيرتين قاعدة للجيش خلال زيارته لها في شرق السودان، مما أثار شكوكا حول الجهود الأخيرة لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ 15 شهرا.
وذكر بيان للجيش أن الهجوم وقع في أثناء حفل تخرج بقاعدة جبيت العسكرية، على بعد نحو 100 كيلومتر من مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر، والتي تعد مقرا للحكومة السودانية حاليا، وأن خمسة أشخاص لاقوا حتفهم.
وأكد شهود أن البرهان كان بالقاعدة في أثناء الهجوم صباح يوم الأربعاء. وقالت مصادر رسمية إنه ظل في المنطقة وعاد إلى القاعدة للتحدث إلى القوات، بما يتناقض مع تقارير سابقة أفادت بأنه غادر إلى بورتسودان.
ونفى مستشار لمحمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية أن تكون قواته مسؤولة عن الواقعة.
وقال البرهان، الذي قبلت وزارة الخارجية التابعة له دعوة أمريكية لإجراء محادثات في أغسطس آب، للجنود بعد الضربة إن قواته لن تتراجع ولن تستسلم ولن تتفاوض مع أي كيان، في إشارة لقوات الدعم السريع.
وأضاف أنهم لا يخشون الطائرات المسيرة.
وأظهرت لقطات نشرها الجيش، وقال إنها صورت في جبيت بعد حفل التخرج، البرهان محاطا بمدنيين مبتهجين يهتفون “جيش واحد، شعب واحد”.
وهجوم الطائرتين المسيرتين هو الأحدث في سلسلة من الهجمات المماثلة على مواقع للجيش في الأشهر القليلة الماضية وهو أقرب هجوم من بورتسودان. وخلال اليومين الماضيين، أصابت ضربات بطائرات مسيرة مدن كوستي وربك وكنانة في ولاية النيل الأبيض بجنوب السودان، وكذلك الدامر شمالي العاصمة، بحسب سكان محليين.
ولم تصدر قوات الدعم السريع تعليقا بعد بشأن هذه الهجمات.
وأظهرت مقاطع مصورة جرى تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتحققت منها رويترز جنودا يسيرون خلال تدريبات حفل التخرج. وتسنى سماع صوت طنين تبعه صوت انفجار. ويُظهر مقطع مصور آخر سحابة غبار والعشرات يركضون.
وقال أحد الشهود “سمعنا أصوات انفجارات فجأة وركض الجميع في خوف”، مشيرا إلى أن العديد من أسر الخريجين كانوا حاضرين.
– خطط محادثات سلام
اندلعت الحرب بين قوات الدعم السريع شبه العسكرية والجيش السوداني في أبريل نيسان 2023 بسبب خطط لدمج قوات الدعم في صفوف الجيش خلال عملية انتقال سياسي تمهيدا لانتخابات.
وتشارك الطرفان السلطة بدون تفاهم واضح بعد انقلاب في عام 2021، مما أدى إلى تعطيل عملية انتقالية سابقة أعقبت الإطاحة بالزعيم السابق عمر البشير في عام 2019.
وتسبب الصراع في أكبر أزمة إنسانية في العالم، ودفع نصف السكان إلى حالة من انعدام الأمن الغذائي وأدى إلى تشريد أكثر من 10 ملايين نسمة.
وألقى مسؤول في قوات الدعم السريع يوم الأربعاء باللوم في هجوم الطائرتين المسيرتين على أفراد متشددين. وقال محمد المختار المستشار القانوني لقائد الدعم السريع لرويترز “ليس للدعم السريع أي صلة بالمسيرات التي استهدفت مدينة جبيت اليوم وهي بسبب الخلافات الداخلية بين الاسلاميين”.
وردت قوات الدعم السريع على بيان وزارة الخارجية قائلة إنها ستتفاوض فقط مع الجيش وليس مع الإسلاميين.
وقال البرهان يوم الأربعاء إنه في الوقت الذي يرحب فيه بجهود وقف الحرب، فإن على الوسطاء التشاور مع السودان بشأن الموضوعات والمشاركين، وعليهم كذلك احترام سيادة الحكومة.
وأضاف أنهم يريدون إنهاء الحرب ورؤوسهم مرفوعة ومنتصرون.
وأوضح “إحنا طبعا كلنا مؤمنين بأن هذه المهنة.. مهنة العسكرية.. هي مهنة ما عندها (سوى) حلين. واحدة فيهن الشهادة وواحدة فيهن الانتصار. وما عندنا حاجة تانية. إحنا كلنا مارقين عشان نؤدي ضريبة بتقودنا للطريق ده ذاته. يا إما ننتصر يا إما نموت. ما عندنا حاجة تانية”.
وجددت قوات الدعم السريع في الأسابيع القليلة الماضية جهودها للسيطرة على مزيد من الأراضي وهاجمت ولاية سنار بجنوب شرق البلاد -مما أدى إلى نزوح أكثر من 165 ألف شخص- وكذلك ولايتي النيل الأبيض والقضارف.
وسرعان ما سيطرت في العام الماضي على العاصمة الخرطوم ثم معظم منطقة دارفور وولاية الجزيرة، لكن الصراع ما زال محتدما حول مدينة الفاشر، أحد 14 موقعا في السودان يحذر خبراء من حدوث مجاعة بها.
ولم تسفر جهود سابقة للتوسط في الصراع عن وقف دائم لإطلاق النار، ويعتبر العديد من السودانيين المحادثات في سويسرا أفضل فرصة لإنهاء الحرب.
وتشارك السعودية في رعاية المحادثات المقرر أن تضم مصر وكذلك الإمارات .