ووصل الأمر إلى حد أن الجماهير المتواجدة في مجمع حمامات سباحة “لا ديفونس” رددوا النشيد الوطني الفرنسي ثلاث مرات بعدما حقق مارشان الميدالية الذهبية في سباق 400 متر متنوع و200 متر صدر وفراشة.
ورددت الجماهير الفرنسية بفخر نشيد بلادها، مع إضافة كلمة “مارشان مارشان” وهو اسم السباح والكلمة المتواجدة في النشيد الفرنسي بمعنى “إلى الأمام إلى الأمام” وذلك تحية له على إنجازه التاريخي.
وقال مارشان بعد الفوز بميداليتين ذهبيتين يوم الأربعاء: “الجماهير كانت رائعة، من الجنون أن أعيش ذلك كفرنسي أنا سعيد للغاية”.
واحتضنت العاصمة الفرنسية باريس زوار من جميع أنحاء العالم في الدورة التي تأتي بعد ثلاثة أعوام من أولمبياد طوكيو التي أقيمت بدون حضور جماهيري بسبب فيروس كورونا المستجد.
وقالت نجمة السباحة الأمريكية كاتي ليديكي بعد حصولها على الميدالية الذهبية في سباق 1500 متر: “أنه أمر مميز أن تتواجد الجماهير هنا، الأجواء كانت رائعة”.
وتتواجد الجماهير بأعداد كبيرة في كافة المنافسات، وجاءت البداية القوية للفريق صاحب الأرض لتعزز الحضور الجماهيري.
وحصلت فرنسا على 26 ميدالية، منها ثماني ميداليات ذهبية في أول خمسة أيام من المنافسة، وهو ما يقل بست ميداليات فقط عن الحصيلة الأجمالية التي تحققت في أولمبياد طوكيو بأكمله.
وتشير استطلاعات إلى أن فرنسا يمكنها إنهاء الأولمبياد بـ27 ميدالية ذهبية و60 ميدالية في المجمل، مع وجود نجوم مثل تيدي راينر، لاعب الجودو، والذي ساعد في إشعال المرجل الأولمبي في حفل الافتتاح للمنافسات التي تتواصل حتى يوم 11 آب / أغسطس الجاري.
وساعد نجم الرجبي أنطوان دوبونت منتخب بلاده في الحصول على الميدالية الذهبية في سباعيات الرجبي، فيما ارتقت بولين فيراند بريفوت إلى أعلى المستويات بسباق الدراجات الجبلية للسيدات، وكذلك كاساندري بوجراند في منافسات الثلاثي.
وجاءت إقامة دورة الألعاب الأولمبية بعد أسابيع من الجدل السياسي حول صعود اليمين المتطرف في فرنسا.
وقام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدوره حينما دعا إلى انتخابات مبكرة، ولكن بعدما نجح في التغلب على اليمين المتطرف، فقد أصيب الآن بحمى الأولمبياد.
وكشف مارشان عن اتصال هاتفي من ماكرون أخبره فيه، بعد حصوله على الميدالية الذهبية الأولى، أنه وعائلته جميعا شاهدوا السباق وكانوا يقفزون لأعلى فرحا بفوزه.
ووصف البعض الحماس الجماهيري في مجمع حمامات سباحة “لا ديفونس” بالرائع، لكن الاستفادة من ذلك لم تكن قاصرة على الرياضيين الفرنسيين فقط.
وقالت الألمانية إيزابيل جوس، الحائزة على الميدالية البرونزية في سباق 1500 متر: “إنه أمر رائع حقا يمكنك أن تشعر به حتى في الغرفة، أنها أجواء عظيمة”.
وكانت الأجواء في أماكن إقامة المنافسات مختلفة تماما في الأولمبياد مقارنة بالمنافسات الاعتيادية، حسبما أوضح نجم التنس الألماني ألكسندر زفيريف، الفائز بالميدالية الذهبية في أولمبياد طوكيو ووصيف نسخة العام الجاري من بطولة فرنسا المفتوحة (رولان جاروس).
وقال زفيريف: “الأجواء في بطولة فرنسا المفتوحة مختصة تماما بالتنس، حيث يأتي الناس لمشاهدة اللعبة”.
وأضاف: “الآن أشعر بأن هناك جمهور مختلف يرغب في مشاهدة الألعاب الأولمبية، أنها أجواء أكثر من رائعة، أجواء احتفالية”.