الروائية والكاتبة الإماراتية فاطمة المزروعي لـ الوحدة :لهذا السبب قلّ الطلب على القصة القصيرة !!
- الحكايات والقصص تشغلني وتؤجج صدري ..
– لا أميل لتقسيم الأدب لذكوري أو أنثوي ، ولست مع مثل هذه التصنيفات
أعمال الروائية والكاتبة الإماراتية فاطمة المزروعي ترجمت الى خمس لغات
– حلمت بإصدار كتاب يحمل اسمها ، واليوم لديها أكثر من 20 كتاباً
حاورها -عمر محمد شريقي:
فاطمة سلطان المزروعي أديبة وروائية وشاعرة وقاصة تعشق الأبجدية حتى النخاع ، كلماتها كأنها ورود منثورة في حديقة واسعة ،تنتقي منها الأجمل لينشر عبقها في رحاب القراء ، مثقفة ، ورئيس قسم الارشيفات التاريخية في الأرشيف الوطني التابع لوزارة شؤون الرئاسة تخرجت من جامعة الإمارات بكالوريوس تاريخ والاثار ، وماجستير في العلوم السياسية من جامعة زايد ، تكتب في الرواية والنقد والمقال والسينما والمسرح وقصص الأطفال والشعر لديها عمود يومي في صحيفة البيان الإماراتية ، كما كتبت عمود يومي في صحيفة الرؤية الإماراتية ، وكتبت في العديد من المجلات الثقافية والاجتماعية ، لديها أكثر من 20 إصدار في الشعر والمسرح والقصة والرواية والمقال ، لديها ثلاث روايات : زاوية حادة ،كمائن العتمة ، قصتي الأخرى ، شاركت في الكثير من الأمسيات الثقافية والمؤتمرات العلمية وقدمت العديد من الورش التدريبية في كتابة القصة والرواية وقصص الأطفال بالتعاون مع العديد من المؤسسات الثقافية في دولة الامارات ، ترجمت أعمالها الأدبية إلى اللغات كالإنجليزية والألمانية والفرنسية والكردية والأوردو والمليالمية الهندية وغيرها ، تم استضافتها في العديد من البرامج الثقافية والاجتماعية وفازت بتسعة عشر جائزة في مجال الأدب والثقافة أهمها جائزة العويس لأفضل عمل ابداعي وثقافي لعام 2013 عن رواية العتمة ، وجائزة الشيخة شمسة بنت سهيل للأدب والثقافة عام 2013 وجائزة الإمارات للرواية عام 2017 عن روايتها قصتي الأخرى .
** كيف جاءت فاطمة المزروعي إلى عالم القصة والشعر والرواية والمقالة ؟ هل الأمر يتعلق بشكل من أشكال التجريب الإبداعي بحثاً عن الذات ؟ أم ماذا ؟
• أعتبر الكتابة في هذه المجالات هي نوع من التحدي الذي أمارسه مع نفسي ، وشغف بالتجارب الجديدة ، فالانتقال من جنس إلى آخر اعتبره نوع من التجريب الإبداعي وبحثا عن ذاتي التي ترغب بالتنوع والتنقل المستمر ، فلم تعد القصة في يوم من الأيام تكفي لمعالجة القضايا التي أرغب بتناولها ، فأصبحت الرواية ملاذاً لبعض القضايا التي يمكن لي التجول فيها بحرية والبحث عن الأجوبة للأسئلة التي تدور في أذهاننا ، كما أن الشعر هو حالة تعبر عن مشاعر الكاتب الجياشة وتعاطفه مع الحالات الإنسانية ونقله لصور مرهفة بطريقة موسيقية ولا تختلف المقالة سوى بنقل تلك القضايا بصورة أكثر واقعية ومنطقية والمساهمة في حلها ووصولها إلى أكبر شريحة من المجتمع ، والمسرح أبو الفنون وعوالم تتسع لإيقاعات مختلفة من الحياة يؤديها ممثلين بصورة أكثر نقاء وإحساس ، لذلك جاءت هذه الاجناس الأدبية معبرة عن الحالات التي يعاني منها الكاتب على اختلافها .
** ما هي قصة الحلم الذي أوصلك لكتابة القصص والروايات والكتب وغيرها حتى أصبح لديك كل هذه المؤلفات ؟
• منذ طفولتي عشقت القراءة ، حتى في أوقات الامتحانات الخاصة بالمدرسة ، كانت القراءة تصبح هي الأمتع ربما لأنها كانت تحفف علي وطأة الامتحان وخوفه وقلقه ، ومع الوقت صار لدي حلم وهي أن تصبح لدي إصدارات ، كان الحلم يكبر معي والرغبة تصبح أمنية وهاجس كبير ، ومع الوقت والقراءة كان الحلم يكبر ويكبر مع الكتابة وتعدد الأجناس الأدبية والجوائز والإصدارات والتكريمات والفعاليات والمشاركة في العديد من المحافل داخل الدولة وخارجها ، وكل يوم عندما أرى حلمي بدأ يتحقق ولله الحمد بسبب الشغف الذي أملكه وحب هذه الهواية التي تحولت بالفعل إلى عمل دائم وإصرار لا يمل وتنوع ، أصبحت اليوم فخورة جدا بنفسي بالحلم الذي بدأ معي منذ الطفولة وأصبح اليوم حقيقة ، ولذلك أقول للجميع لا تتوقفوا عن الحلم ؟ سوف يتحقق في يوم ، فانا حلمت فقط بإصدار واحد يحمل اسمي واليوم لدي أكثر من 20 إصداراً متنوع في جميع المجالات الأدبية .
** في حوار سابق لك وصفت نفسك ب”المتلصصة ” ربما البعض لا يفهم بالمعنى الإيجابي، كيف تفسرين ذلك؟
• ان البحث عن الأفكار واصطيادها ليس سهلاً ، وبالأخص تلك الأفكار المتميز ، النادرة ، المختلفة ، ولذلك انتهجت منهج مختلف في البحث عن تلك الأفكار ، فأصبحت استغل الأماكن التي أذهب إليها سواء للترويح عن نفسي أو لزيارتها بغرض التسلية أو الشراء أو لزيارة المستشفيات أو المراكز التجارية ، كنت أشعر بمتعة حقيقية وأنا استمع لتلك الحكايات والقصص والحوارات التي تدور في أروقة الأماكن التي أزروها ، مواقف كثيرة مرت علي لا يمكن أن أنساها ، وربما كانت من أكثر الأماكن التي أجد فيها تلك القصص الغريبة ، المستشفيات ، ففي غرف الطوارئ ، جمعتني الظروف المرضية أحياناً مع أشخاص لا أعرفهم ولم ألتقيهم ولكن حكاياتهم وقصصهم صارت جزءاً مني ، كنت أستمع لأحاديثهم في فضول ، وأحياناً بضحكة أو فرحة ومرات كثيرة بحزن ، أغلبية القصص التي أكتبها في حكاياتي ، هي من قصص سمعتها ، وأعدت كتابتها بطريقتي أضفت لها الكثير من الأحداث والتفاصيل ، ومزجتها مع حكايات وتفاصيل أخرى ، ليس الغرض من تلصصي على الآخرين معرفة أمورهم ولا فضول بالاطلاع على أخبارهم وحياتهم بقدر ما كانت الحكايات والقصص تشغلني وتؤجج صدري وتوقظ لدي عالم كبير متعلقة به .
** هل يمكن أن تعتبري نفسك محظوظة أم لك تفسير آخر ؟
• اعتبر نفسي محظوظة لأني إماراتية وربما جزء كبير من أحلامي ككاتبة تحققت لأني أعيش على هذه الأرض الخصبة التي ترعى المواهب الإماراتية ، كما أرى أن الشغف والإصرار والاحلام والقراءة قادتني إلى تحقيق فعل الكتابة وطرح الأفكار فدعم القيادة الرشيدة كان دافع لي للتميز وتحقيق الابداع والكتابة اليومية في الصحف الإماراتية التي أتاحت لي الفرصة لذا أعتبر نفسي محظوظة وانسانة مجتهدة وعصامية تواجه التحديات بكل عزم وقوة
** باعتبارك رئيس الأرشيفات التاريخية في الأرشيف الوطني بأبوظبي ، إلى أي حد كان مفيد وساعدك في تنمية مواهبك ؟
• لا تتقاطع وظيفتي مع موهبتي ، فقد تخصصت في مرحلة البكالوريوس في تخصص تاريخ واستكملت مرحلة الماجستير في تخصص العلوم السياسية ولطالما ساعدني هذا الجانب في كتابتي للمقالات التاريخية والتراثية والاجتماعية ، فقراءة الوثائق والتعرف على الأخبار اليومية في الصحف والمجلات إضافة إلى تعلمي مهارة تحليل الأخبار والاستفادة من التاريخ في جميع الكتابات من مسرح وسينما وقصص أطفال وروايات وغيرها ولدي أعمال روائية قادمة تستلهم التاريخ وتحكي جزء كبير من تاريخ دولة الإمارات في فترة الأربعينات والخمسينات إضافة إلى كتب بحثية متنوعة تتناول موضوعات في التاريخ والتراث…
** فاطمة المزروعي جاءت بعد أكثر من جيل أدبي كيف تنظرين على تجربة الأجيال التي سبقتك؟
• ان تجربة الادب الاماراتي منذ بدايتها تجربة ثرية قائمة على التنوع في جميع المجالات الأدبية في الشعر والمسرح والقصة والرواية والمقال والسينما وهذه التجارب كبرنا عليها ، وتشربنا منها الكثير ، وقد ساهمت في اثراء المشهد الاماراتي بهذا التنوع الثري ، فجميع الاعمال السابقة لا دبائنا كانت أعمال غنية بالمعارف وتطرقت للتراث والبيئة والقضايا الاجتماعية وساهمت في معالجتها والتعرف على العادات والتقاليد وسلوكيات المجتمع المحافظ القائم على التسامح والمحبة والتواصل والتعارف وتقدير واحترام الأسرة وغيرها من المفاهيم وهذه التجارب مهمة جدا تناولت البحر والنخلة والتراث والبيوت الطينية وغيرها ولولا تلك الكتابات لما وصلت إلينا وإلى العالم ..
** سؤال يتردد دائماً ،، الأدب النسائي في الوطن العربي ، أدب المرأة ، المرأة والأدب ، ، عناوين كثيرة وكبيرة قد تثير الانتباه ماذا تقولين في تلك العناوين ؟
• أولا أنا لا أميل لتقسيم الأدب لذكوري وأنثوي أو نسوي، ولست مع مثل هذه التصنيفات، بل أعتقد أن الأدب نفسه لديه من التقسيمات والتصنيفات ما تكفيه أن نضيف له عبء جديد وتسمية جديدة، الأدب هو من الإنسان إلى الإنسان وحسب.. لكن أسمحي لي بالحديث عن المرأة نفسها ومعاناتها وبطبيعة الحال إذا كتبت ستجد منجزاتها نفس المعاناة، بمعنى نحن بحاجة لمعالجة وضع المرأة وبالتالي ستجد مفاصل حياتها الأخرى سواء في الكتابة أو في أي مهمة إنسانية قد صلحت واستقامت وقامت بدورها الحقيقي. المرأة تحتاج في مجتمعاتنا الخليجية بالذات – أستثني بلد أو أثنين – تحتاج لإصلاح وضعها بسن المزيد من القوانين التي تحميها وتمنحها حق المواطنة بشكل كامل ومستقل عن الرجل، إذا تم هذا فإن المنجزات التي تكتبها ستجد ماسحة أكبر وهي نفسها ستجد انها حرة لتكتب بحرية وتفكر بحرية وتعيش ايضا بحرية… أنني مع مصطلح الأدب الإنساني دون تصنيف أو تحديد، لأن محاولة تقسيم المقسم خطيئة كبرى، وأقصد بتقسم المقسم، الادب، الذي تم تصنيفه وتجنيسه لعدة أنواع، لذا من البديهي أن أكتفي بتلك التوزيعات التقليدية دون المزيد من التنويع، هذا الجانب لكن لعل الجانب الأهم، هو الرفض لمحاولة قراءة الادب وفق تمييز ذكري أو أنثوي.
** كيف تعالجين قضية المرأة في كتاباتك ، هل استطعت أن تنصفينها أم لا ؟
• تناولت كتاباتي على اختلاف أجناسها قضايا المرأة الاجتماعية ، الام والاخت والزوجة والعاملة والطبيبة والمهندسة وغيرها ، فالمرأة الإماراتية قد حصلت على حقوقها كاملة بفضل قيادتنا الرشيدة ، اليوم نراها في كاف المناصب إلى جانب الرجل ، ونجد أن هناك مساواة كبيرة وتقدير واحترام لها وفي المقابل ما تقدمه الإماراتية اليوم واضح في جميع المجالات ، يشهد بذلك النجاحات التي حققتها على الصعد المحلي والخليجي والعربي والعالمي ، ولكن لا يزال وضع المرأة في العالم مزري فلا تزال تعاني من العنف والطلاق وعدم المساواة والظلم والقهر ، ولقد كتبت في الكثير من هذه المواضيع ، وذكرت الكثير من النسب والأدلة والاحصائيات التي تظهر عالم المرأة ومشكلاتها التي لا حصر لها ، فلدي مجموعة كبيرة جدا من المقالات التي نشرت في كتب مختلفة منها كتابي “بشر للنساء انقراض الرجال ” الذي تناول قضايا المرأة على اختلافها وكتابي “الرجل الأصم والمرأة العمياء” وكتابي “قصص الناس ” وغيرها من الكتب التي خاضت في العديد من المواضيع التي تهم المرأة وتلقي الضوء على مشاكلها على اختلاف أدوراها ونجاحها في جميع الميادين ، ولكن لا تزال قضايا المرأة تشغل قلمي وسوف أظل اكتبها بنفس الروح والرغبة والشجاعة والحماس حتى يراها العالم بأكمله وأتمنى أن انصفها بحق في كتاباتي .
** إلى أي مدى أثبتت المرأة الإماراتية إبداعها في المجال الأدبي ؟
• استطاعت المرأة الإماراتية الأديبة أن تثبت نفسها في جميع الميادين وبالأخص المجال الادبي ، نرى اليوم الكاتبة الإماراتية في مختلف الاجناس الأدبية تكتب في المقال والشعر والمسرح والقصة والرواية وترجمت لها المئات من الكتب إلى اللغات الأجنبية ، وحضرت في العديد من الفعاليات وشاركت في المهرجانات الدولية على اختلافها سواء داخل الدولة أو خارجها واستطاعت أن تحصل على الجوائز الأدبية وتكرم من جميع الجهات الثقافية ، أصبحت المرأة الإماراتية حاضرة بقوة ابداعها ونجاحها وتفوقها وذكائها واجتهادها على اختلاف ادوارها ، فاليوم نراها كاتبة ، وناشرة ومخرجة وسينمائية ومحررة ومخرجة وممثلة ، لقد نجحت المرأة الإماراتية واستطاعت أن تتبوأ أفضل المناصب القيادية في دولتنا الرشيدة
** نلاحظ تحول أغلب كتاب القصة إلى الرواية ، برأيك لماذا هذا التحول والتغيير؟
• لقد تغيرت ميول وأذواق القراء ، وبالتالي قل الطلب على القصة القصيرة وأصبح الطلب على الرواية ، وبالتالي غيرت دور النشر اتجاهها فصار الطلب على شراء الروايات وقراءتها ، بمعنى ان اليوم اتجه الكتاب إلى الرواية ، فصارت الرواية حاجة وضرورية لهذا المجتمع الذي أصبح يرغب الحصول على شيء يشبهه ويعبر عنه ، لذلك فمن وجهة نظري كانت الرواية هي الأدب الأكثر شيوعاً والأكثر بساطة وسهولة ويستطيع أن يصل إلى أكبر عدد من القراء الذي يعشقون هذا الأدب ويرون فيه أنفسهم وقضاياهم ويعبر عنهم
** صدر كتاب (فاطمة المزروعي وتشظيات الإبداع الأدبي) للناقد الدكتور هيثم الخواجة، يسلط الضوء على إنتاجك الإبداعي في الرواية،والقصة القصيرة، والمسرح، والشعر، وأدب الأطفال، وأنه يعكس صورة مشرقة عن الأدب الإماراتي ،، الا تعتبرين هذا هو بحد ذاته تكريم لك؟
• طبعا أي دراسة تتناول أعمالي الأدبية أعتبرها بمثابة تكريم لي ، وحقيقة أفتخر جداً بهذا العمل والدراسة القيمة التي قام بها الدكتور هيثم الخاجة ، فهذه الدراسة شاملة ومستفيضة وتتناول الكثير من جوانب الابداع لدي ، وقد تناول الدكتور هيثم بكل دقة وبعين ناقدة بحسب خبرته في مجال النقد ، واعتبرها هي وغيرها من الدراسات والمقالات والأحاديث الصحفية والحوارات وأي جانب يتناول كتاباتي وقصصي ورواياتي وأعمالي بالنقد إنما تكريم وتقدير ، ومن هذا المنبر أوجه للجميع الشكر والامتنان على جميع القراءات والدراسات على اختلافها ، فهذه الدراسات رغم اختلافها إنما هي إضافة للساحة الإماراتية والمشهد الثقافي ، أتمنى مع الوقت أن يأخذ مساحة وحيز أكبر .
**نعرف أنك تكتبين في الصحافة والمسرح ،، برأيك هذه التنوع يزيد
الكاتب ابداعا أم لك وجهة نظر خاصة ؟
• بطبيعتي أميل إلى التعبير عن نفسي في كل جنس ، والكتابة المتنوعة إنما هي تنوع في هواياتي وتعبير عن شخصيتي ، وأجد أن لها مساحة في حياتي ويمكنني أن اعبر بها بصور مختلفة ، فمتى رغبت في كتابة المسرح لا يوجد لدي مانع حتى أقدم اعمال أدبية به ، ورغم ان الكتابة اليومية قد تأخذ وقتا مني بالإضافة إلى حيز من التفكير والارهاق اليومي غير العمل ، إلا أنني عندما أنجز هذا العمل أشعر بالمتعة والسعادة ولذلك لا أجد أن هناك تعارضا ، هناك حيز ومساحة ويمكن للجميع أن يبدع في جميع المجالات الثقافية .
**وماذا عن تجربتك في الكتابة الأدبية للأطفال وما هي المراحل والمحطات التي مررت بها ؟
• لقد كتبت جميع الاجناس الأدبية إلا الطفل ، لقد تأخرت جدا في الكتابة للطفل ، وهذا الامر فعلته متعمدة لإيماني ان الكتابة للطفل تحتاج للمزيد من النضج والخبرة والمعرفة والثقافة وطريقة للتعامل مع الطفل ، لقد كتبت للطفل مجموعات قصصية تخاطب مواضيع قريبة جدا منه ومن بيئته المدرسية ، فطفل اليوم طفل ذكي يستطيع أن يفسر اليوم بكل سهولة ويستطيع التعامل معها بكل ذكاء لذلك فاليوم نحتاج لأدب يخاطب عقله ويشجعه على التفكير والبحث .
** هل يختلف أدب الطفل عن غيره من الآداب ؟ وأين تكمن صعوبته في نظرك ؟
الكتابة للأطفال مختلفة جدا ، وصعوبته تكمن في اختيار المواضيع والحذر جدا في طريقة الطرح واختيار الكلمات والتعبير عنها ، ان الطفل ذكي جدا ويفهم محتوى القصص التي تكتب من أجله ، وبالأخص طفل اليوم الذي تحيط به التقنية في جميع مراحل حياته ، لذلك نريد أدبا يخاطب عقله وكياته وطريقة تفكيره ، نريد أدبا يدخله في التحدي ويشجعه على الابداع والابتكار ويجعله يساهم في البحث عن الطريقة والحل وتقديم الأجوبة بطرق مختلفة ، فالأدب للطفل اليوم يختلف عن الماضي ، نريد أدبا يقد الماضي والحاضر والمستقبل بطريقة ذكية ويعرف الطفل بماضيه وماضي أجداده وبمفردات التراث والبحر والبيئة ويتوافق مع الفضاء والعلوم الرياضية والفيزيائية وغيرها من المفاهيم .
** رأيك ، ما المواصفات التي يجب توافرها في النص المقدم الى
الطفل؟
• أن تخاطب النصوص عقل الطفل وان يتناسب المحتوى مع هذا التطور الحاصل اليوم ، فاليوم وسائل التواصل قريبة من الطفل وفي متناول يده ، اننا اليوم بحاجة إلى أعمال أدبية للطفل ، ملائمة لثقافته ، قادرة على الاقناع والتأثير ، تتصف بالشجاعة وبالايثار والقيم ، بعيدة عن المثالية، يريد الطفل أن يرى نفسه هو البطل الذي يستطيع القيام بكل شيء ، لذلك فتلك الاعمال القائمة على النصائح لا نفع لها ، قارة على جذبه وتحتوي على رسوم ملونة وشخصيات جذابة تسطيع أن تشده في الحوار والسرد وتناسب مراحله العمرية .