متحف حصن فلج المعلا …ذاكرة تختزل 200 عام من تاريخ أم القيوين
يزخر متحف حصن فلج المعلا في إمارة أم القيوين، بالكنوز التاريخية ذات القيمة الفنية والجمالية العالية، التي تسلط الضوء على التراث المادي والمعنوي للإمارة، التي تعكس جانبا هاما من موروثها الحضاري والثقافي الأصيل.
وتحول المتحف إلى أحد أبرز المعالم السياحية في إمارة أم القيوين، التي يقصدها الزوار من داخل الدولة وخارجها، خاصة بعدما أمر صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، في عام 2009، بترميم حصن فلج المعلا والمسجد التابع له، وتم عام 2015 إعادة افتتاح حصن فلج المعلا وملحقاته كافة.
وأكدت دائرة السياحة والآثار بأم القيوين لوكالة أنباء الأمارات “وام” أنها تواصل جهودها للحفاظ على التراث العمراني في الإمارة، وإعادة تجديده، وإبراز الجانب التاريخي والحضاري العميق.
ويعود تاريخ بناء “حصن فلج المعلا” إلى عام 1800، في عهد الشيخ عبد الله بن راشد الأول، بهدف حماية الجهة الشِّمالية والبرية في الإمارة.
وأوضحت دائرة السياحة والآثار بأم القيوين، أن الأعمال التطويرية التي شهدها “متحف حصن فلج المعلا”، تأتي في سياق هدفها المتمثل في تحقيق نقلة نوعية في مجال تطوير صناعة السياحة بالإمارة، من خلال الاهتمام بالسياحة والآثار وتحقيق التنمية السياحية في أعلى مستوياتها، بما ينسجم مع الموروث الحضاري والثقافي وقيم المجتمع الإماراتي الأصيل، ووضع إمارة أم القيوين على خارطة العالم السياحية.
وأشارت إلى أن الحصن أصبح وجهة سياحية جاذبة، خاصة بعد افتتاحه وإضافة العديد من المرافق له، حيث أصبحت الساحة الخارجية للحصن منبرا لصغار التجار والأسر المنتجة، يعرضون من خلالها مختلف الأشغال اليدوية، أبرزها الأزياء الشعبية التي تعد خير لسان يعبر عن عادات وتقاليد المجتمعات وتراثها.
وقامت الدائرة ببناء مجلس ملحق للحصن، وقد سمي باسم “مجلس الشيخ سعود للتواصل الحضاري”.
ويقع الحصن في منطقة فلج المعلا، الذي كان يعد مصيفا لأهالي الإمارات في الماضي، حيث تكثر في هذه المنطقة زراعة النخيل والليمون والخضراوات، ويتكون من بناء مربع الشكل ويضم برجين، أحدهما في الجهة الشِّمالية الشرقية، والآخر في الجهة الجنوبية الغربية.
ويتكون الحصن من مجلس كبير للحاكم، بالإضافة إلى المربعة، والردهات الثلاث، التي تطل على فناء داخلي.
كما يلحق بالحصن مسجد فلج المعلا، الذي تم بناؤه من حجارة الوادي والجص كمادة رابطة، وخشب الجندل والدعون للتسقيف، بجانب استخدام خشب التيك في الأبواب.
وتضم غرفة الآثار في حصن فلج المعلا مجموعة من اللقى الأثرية المهمة من المواقع التابعة للإمارة، أهمها موقع الدور وتل الأبرق وجزيرة الأكعاب وموقع حزيوه.
ومن المكتشفات المعروضة مجموعة من الفخاريات، وأدوات الصيد التي كانت تستخدم في تلك الفترة، ومجموعة من التماثيل والدمى، وأدوات الزينة التي كانت تتزين بها المرأة في تلك الفترة.
وأوضحت دائرة السياحة والآثار بأم القيوين أن حصن فلج المعلا يضم “غرفة البحر”، نظرا للدور الحيوي للبحر في حياة سكان هذه الإمارة، وتشمل معروضات هذه الغرفة مجموعة من نماذج السفن الخاصة بالغوص والتجارة، وشباك الصيد التي كانت تستخدم في أم القيوين، والمجموعة الكاملة لأدوات الغوص عن اللؤلؤ منها البوصلة، والفطام، والميزان، ومناخل غربلة اللؤلؤ.
ويشاهد الزائر لحصن فلج المعلا غرفة السوق الشعبي، الذي يتعرف فيه إلى العطار ومحل الأقمشة والمحلوي والدكان والقهوة الشعبية، إضافة لغرفة الصور والوثائق التي تضم مجموعة من الصور القديمة للمناسبات الوطنية، ومراحل تطور منطقة فلج المعلا، وتم وضع أدوات قديمة تستخدم للتوثيق مثل الكاميرا وأدوات الكتابة والراديو والبشتخته والهواتف القديمة وآلة الطباعة.
وقالت الدائرة إن الحصن يضم أيضا غرفة “الشيخة”، التي تتمتع بخصوصية في الحصن، تنبع من العادات والتقاليد العربية الأصيلة، وذلك بالمحافظة على خصوصية المرأة بعزل غرف الحريم عن الغرف الأخرى الخاصة.
وتتكون “الشيخة” من غرفة نوم متوفرة بها كافة مستلزمات الغرفة من شبريه “سرير” ومدوس، وصندوق العطور، والمنز “سرير الطفل”، إضافة إلى بعض الأواني التي تستخدم في السابق، ويلحق بغرفة النون مجلس الحريم.