عندما يلتقي عمالقة الأدب محمود درويش وأحلام مستغانمي تولد قصيدة ورواية جديدة

بقلم : إبراهيم المحجوب - كاتب عراقي

ماذا سوف تكتب أقلامنا وهي عاجزه بحروفها وكلماتها أمام هذه الصورة التي يقف فيها عمالقه الأدب والشعر العربي .. ماذا سنكتب أمام قصيدة محمود درويش وهو يخاطب العالم..

عابرون في كلام عابر…
((وأعيدوا عقرب الوقت الى شرعية العجل المقدس
أو الى توقيت موسيقى المسدس))

أو أمام رواية أحلام مستغانمي (( ذاكرة الجسد )) وهي تخاطب الأوطان…

نغادر الوطن، مُحمَّلين بحقائب نحشر فيها ما في خزائننا من عمر، ما في أدراجنا من أوراق… نحشر ألبوم صُوَرنا. كتبًا أحببناها، وهدايا لها ذكرى..

هكذا كانوا يكتبون عن أوطانهم وعن الفراق مثلما كتبوا عن الهموم وعن الحب…
نعم عندما يلتقي أصحاب الإبداع في مؤتمر أو منتدى أدبي فانه حتماً سوف تولد قصيدة أو مقالة أدبية أو بداية لمشروع رواية جديدة…

لقد قدم الشاعر الفلسطيني محمود درويش قصائداً وطنية كتب أبياتها مطالباً فيها بتحرير بلاده فكتب عن القيود وطعم الحرية وعن ثورة الحجارة… وكتبت الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي أغلب روايتها عن أحداث تحرير بلادها الجزائر وعن ثورة المليون شهيد وكتبت عن الثوار كونها إحدى بناتهم..

نعم إن الأدباء والشعراء يحاربون بالقلم أسوة بالمقاتلين الذين يطلقون رصاصهم من فوهة بنادقهم يجمعهم الحماس الوطني الذي يشيدون من خلاله بعزيمة كل الأبطال المضحين والمناضلين ضد الاحتلال بكل مسمياته..

هكذا هي أقدارنا نحن أبناء الوطن العربي أن نعيش في بلدانٌّ أنعم الله عليها بكل الخيرات والثروات الطبيعية ولكن الدول المتعجرفة والتي تحمل دوماً الحقد والضغينة للشعوب المسالمة تجدها تتطاول على أمن وأراضي تلك البلدان بحجج وهمية وأكاذيب غير موجودة على أرض الواقع وآخرها تغيير الحكومات والأنظمة العربية بحجة الديمقراطية المزيفة الفارغة من كل محتوياتها …

لم يسكت مثقفو هذه الأمة يوماً للدفاع عن قضاياهم المصيرية وتحرير بلدانهم وشعوبهم من سلطة المستعمر…

ولادةٌّ أنت يا أمة العرب فكل جيل يولد فيه ألف جيل وكل تاريخ يولد معه ألف مؤرخ…

أبناء مشرقَك ومغربك يكتبون أشعارهم وقصصهم في الحياة بأسلوب السرد والشعر فنقرأها وكأننا أمام ملحمة گلگاميشية جديدة…

لقد هاجت هواجسي وكلمات كتاباتي كلها أمام هذه الصورة التي وضعها الزمن في متاحفه التاريخية لتبقى شاهداً تراثياً لنا وتحفة فنية نحتفل بها بين الحين والآخر…

إنهما أبناء العروبة الذين توافقت أفكارهم بواقعية بلدانهم وهم يحملون همومها ومن خلالهم تصل إلى كل شعوب دول العالم سواء كانت قصيدة حماسية أور واية كُتبت أحداثها من الواقع…