اشتباكات في الخرطوم تهدد بانهيار الهدنة
وسمعت أصوات اشتباكات ونيران مدفعية في بحري، إحدى المدن الثلاث التي تشكل ولاية الخرطوم.
وقال شهود في أم درمان، المدينة الثالثة، إن طائرة مقاتلة تابعة للجيش أُسقطت ونشرت قوات الدعم السريع مقاطع مصورة تظهر الحادث على ما يبدو. ولم يتسن التحقق من صحة اللقطات. وفي وقت سابق، أبلغ سكان عن قصف مدفعي قرب قاعدة وادي سيدنا العسكرية في ضواحي أم درمان.
وأدى وقف إطلاق النار إلى هدوء نسبي للقتال في الخرطوم يوم الثلاثاء، ومع ذلك لم تظهر مؤشرات تُذكر على زيادة سريعة في الإغاثة الإنسانية.
وقالت فرق الإغاثة إن الكثير من الإمدادات وعمال الإغاثة الذين يصلون إلى بورتسودان على ساحل البحر الأحمر ينتظرون التصاريح والضمانات الأمنية.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية القوية بينما كان يتم وضع اللمسات الأخيرة على خطط مدعومة دوليا للانتقال إلى إجراء انتخابات ديمقراطية في ظل حكومة مدنية.
وتم الاتفاق على الهدنة يوم السبت بعد محادثات بوساطة سعودية وأمريكية في جدة. ولم تنجح إعلانات سابقة لوقف إطلاق النار في وقف القتال.
وقالت السعودية والولايات المتحدة في وقت متأخر يوم الثلاثاء إن ممثلين للجنة المتابعة والتنسيق عملوا على “ضم قيادات الطرفين في السودان للحديث عن الادعاءات بوجود انتهاكات لوقف إطلاق النار”.
* الوضع “مفجع”
شهد الصراع ضربات جوية متواصلة واشتباكات على الأرض في منطقة الخرطوم للمرة الأولى. ويواجه الكثير من السكان صعوبة في العيش وسط انقطاع إمدادات المياه والكهرباء لفترات طويلة وانهيار الخدمات الصحية وتفشي الفوضى والنهب.
ووصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الوضع في السودان بأنه “مفجع” وقال إن هناك شهادات “مقلقة للغاية” عن وقوع عنف جنسي في الخرطوم ودارفور حيث جرى الإبلاغ عن 25 حالة على الأقل حتى الآن مضيفا أن العدد الحقيقي من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير.
وكان السودان يواجه بالفعل ضغوطا إنسانية شديدة قبل اندلاع الصراع في 15 أبريل نيسان والذي أجبر أكثر من مليون شخص على الفرار من ديارهم وهدد بزعزعة استقرار المنطقة.
وقال فيليبو جراندي مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين يوم الأربعاء إن ما يربو على 300 ألف فروا حتى الآن من السودان إلى دول مجاورة، إذ عبر كثيرون منهم إلى تشاد ومصر في الأيام القليلة الماضية.
وأضاف في تغريدة على تويتر “مساهمات المانحين في خطة التعامل مع اللاجئين لا تزال شحيحة. نحن بحاجة إلى مزيد من الموارد بشكل عاجل لدعم البلدان المضيفة للاجئين”.
وتقول الأمم المتحدة إن عدد من يحتاجون المساعدة داخل السودان قفز إلى 25 مليونا، أي أكثر من نصف سكان البلاد.