تقرير – الوحدة:
ما ان بدأ العالم يلتقط أنفاسه عقب جائحة كورونا الذي اجتاحت الكرة الأرضية من أقصاها لأقصاها وتسببت في وفاة ما يقرب من 15 مليون شخص حول العالم، بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.فضلاً عن خسائر اقتصادية فادحة ، حتى أطل شبح الخوف من انتشار وباء جديد يزيد الطين بلة . حيث بدأ القلق ينتاب العديد من دول العالم بسبب تفشي سلالة جديدة من جدري القردة.
وقد سارعت منظمة الصحة العالمية لإعلان أن انتشار جدري القردة في إفريقيا بات الآن طارئة صحية عالمية تثير القلق دولياً، وهو أعلى مستوى تحذير يمكن أن تطلقه الهيئة. وفي ذات السياق حثت وكالة الصحة الأوروبية الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي على الاستعداد لمزيد من حالات الإصابة بالسلالة الجديدة من جدري القرود عقب إعلان السويد عن رصد أول حالة إصابة خارج أفريقيا. على صعيد متصل أعلنت الهيئة الصحية التابعة للاتحاد الأفريقي ، حالة طوارئ صحية عامة بسبب تفشي مرض جدري القردة “مبوكس” في العديد من البلدان الأفريقية، لاسيما جمهورية الكونغو الديمقراطية ، التي تعتبر أكبر ضحايا المرض حالياً،حيث أودى الفيروس بحياة نحو 550 شخصاً منذ بداية العام.
وجرى تسجيل 27 ألف إصابة وأكثر من 1100 وفاة، معظمها بين الأطفال، في الكونغو منذ بدء تفشي المرض في يناير/ كانون الثاني 2023.
وأعلنت باكستان يوم الجمعة اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس جدري القردة لهذا العام، وذلك بعد يوم من إعلان منظمة الصحة العالمية تفشي الفيروس حالة طوارىء صحية عامة على الصعيد العالمي لثاني مرة خلال عامين.
واتخذت الصين إجراءات رقابة أكثر صرامة في موانئ الدخول لمنع وصول فيروس جدري القرود، بعد ارتفاع حالات الإصابة به على الصعيد العالمي.
ووفقاً للموقع الإلكتروني لمنظمة الصحة، قد يسبب جدري القردة طفحاً جلدياً مؤلماً وتضخم الغدد الليمفاوية والحمى والإعياء الشديد.
وجدري القردة هو مرض يسببه فيروس حيواني المصدر، مما يعني أنه يمكن أن ينتقل من الحيوانات إلى البشر، كما أنه ينتشر أيضًا بين الأشخاص. يُطلق على المرض اسم جدري القردة لأنه تم التعرف عليه لأول مرة في مستعمرات القردة المحفوظة للبحث في عام 1958. ولم يتم اكتشافه إلا لاحقًا في البشر في عام 1970. لا ينتشر جدري القردة بسهولة بين الناس ويتعافى معظم الناس في غضون أسابيع قليلة. يمكن أن يصيب جدري القردة مختلف الفئات العمرية، وفي معظم الحالات، تختفي أعراض جدري القردة من تلقاء نفسها في غضون أسابيع قليلة، ولكن عند بعض الأفراد، يمكن أن تؤدي الأعراض إلى مضاعفات طبية. لكن قد يتعرض الأطفال حديثو الولادة والأطفال والأشخاص المصابون بنقص المناعة لخطر الإصابة بأعراض أكثر خطورة.
ينتقل فيروس جدري القردة إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية من خلال التلامس المباشر مع الدم وسوائل الجسم والآفات الجلدية أو المخاطية للحيوان المصاب أو تناول اللحوم غير المطبوخة بشكل كافي من حيوان مصاب. و يمكن الإصابة بجدري القردة من خلال الاتصال الجسدي الوثيق مع شخص تظهر عليه الأعراض. الطفح الجلدي وسوائل الجسم (مثل السوائل أو القيح أو الدم من الآفات الجلدية). يمكن للفيروس أيضًا أن ينتشر من امرأة حامل إلى الجنين من المشيمة، أو من والد مصاب إلى طفل أثناء الولادة أو بعدها عن طريق ملامسة الجلد للجلد.
نصائح هامة للأفراد المشتبه بإصابتهم
ونصحت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية الأشخاص الذين يعتقدون أن لديهم أعراضاً أو على اتصال وثيق بشخص مصاب بجدري القردة ،نصحتهم بزيارة أقرب منشأة صحية تابعة لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية) مراكز الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات). أو الاتصال على 8008877 لمزيد من المعلومات كما يمكن لهؤلا الأشخاص: لو أمكن، عزل أنفسهم وتجنب الاتصال الوثيق مع الآخرين. فضلا عن المواظبة على نظافة اليدين بانتظام واتباع الخطوات المذكورة أعلاه لحماية الآخرين من العدوى.
الوقاية من جدري القردة
وللوقاقية من جدري القردة يجب على أي شخص الحرص على تجنب الاتصال بالأشخاص الذين اشتبهوا أو أكدوا وجود جدري القردة.
كما يجب تجنب ملامسة الحيوانات المصابة سواء كانت حية أو ميتة أو أي أدوات خاصة بالحيوان المريض.
فضلاً عن نظافة اليدين بانتظام بالماء والصابون أو بمطهر كحولي لليدين، خاصة بعد ملامسة الشخص المصاب وملابسه وغطاءات السرير والمناشف والأشياء أو الأسطح الأخرى التي لامسوها أو التي قد لامستهم طفح جلدي أو إفرازات تنفسية (مثل الأواني والأطباق).
بالإضافة إلى ارتداء الكمامة، خاصةً إذا كان الشخص يسعل أو لديه آفات في فمه.
إذا تحتم على بعض الأشخاص الاتصال الجسدي بشخص مصاب بجدري القردة مثل العاملين في الحقل الصحي أو الأشخاص الذين يعيشون مع الشخص المصاب، فيجب عى هؤلاء الأشخاص تشجيع الشخص المصاب على عزل نفسه وتغطية أي آفة جلدية إذا كان ذلك ممكنًا (على سبيل المثال، من خلال ارتداء ملابس فوق الطفح الجلدي).
كما يجب غسل ملابس الشخص المصاب ومناشفه وأغطية الأسرة وأدوات الأكل بالماء الدافئ والمنظفات. وتنظيف وتعقيم أي أسطح ملوثة والتخلص من النفايات الملوثة (مثل الضمادات) جيداً. والتأكد من طهي اللحوم بشكل صحيح قبل الأكل.
كيفية انتقال العدوى
عادةً ما تتراوح الفترة الفاصلة بين الإصابة وظهور الأعراض من 5 إلى 21 يوماً، بينما يمكن أن تستمر أعراض المرض من 2 إلى 4 أسابيع. يمكن الإصابة بجدري القردة من خلال الاتصال الجسدي الوثيق مع شخص تظهر عليه الأعراض. الطفح الجلدي وسوائل الجسم (مثل السوائل أو القيح أو الدم من الآفات الجلدية). الملابس أو الفراش أو المناشف أو أشياء مثل أواني الطعام / الأطباق الملوثة بالفيروس من ملامسة شخص مصاب يمكن أن تصيب الآخرين أيضًا. يمكن أيضًا أن تكون القرحة أو الآفات أو القروح في الفم معدية، مما يعني أن الفيروس يمكن أن ينتشر عن طريق اللعاب. الأشخاص الذين يتعاملون عن كثب مع شخص مُعدٍ، بما في ذلك العاملين الصحيين وأفراد الأسرة والأزواج، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى. يمكن للفيروس أيضًا أن ينتشر من امرأة حامل إلى الجنين من المشيمة، أو من والد مصاب إلى طفل أثناء الولادة أو بعدها عن طريق ملامسة الجلد للجلد.
تستمر الأعراض عادةً ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع وتختفي من تلقاء نفسها دون علاج. وينصح المختصون كل شخص يعتقد أن لديه أعراض قد تكون لجدري القردة، بطلب المشورة من مقدمي الرعاية الصحية وتمليكهم المعلومات الصحيحة وإخبارهم ما إذا كنت على اتصال وثيق بشخص اشتبه في وجود جدري القردة أو أكده.