تزايد المخاوف الصحية بين سكان العالم
لندن (د ب ا)-
يشعر ربع سكان العالم تقريبا بالوحدة، وفقا لمنظمة أبحاث واستطلاعات الرأي الأمريكية جالوب ، التي حذر العاملون فيها من توقع حدوث ” تداعيات بدنية وعقلية خطيرة” نتيجة لذلك.
وفي أول استطلاع عالمي من نوعه تقوم به منظمة جالوب بهذا الشأن، قال 23% من المشاركين إنهم شعروا بالوجدة ” كثيرا خلال اليوم السابق” وبذلك من المرجح أن يكونوا أكثر عرضة بواقع 36 نقطة مئوية ” لمكابدة الحزن” مقارنة بالآخرين، كما من المرجح بنحو 20 نقطة أن يشعروا بالغضب أكثر من غيرهم.
وأوضح الاستطلاع أنه من المرجح أن يقول الذين يشعرون بالوحدة أنهم غضبانون أو يعانون من ألم بدني وذلك بنسبة 26 نقطة مئوية أكثر من الآخرين ، كما أنه من المرجح أن يكونوا أكثر شعورا بالقلق و الضغط بواقع 31 و 30 نقطة على التوالي مقارنة بالآخرين.
وتتباين مستويات الشعور بالوحدة بين الدول و الفئات العمرية، حيث من المرجح أن يكون الذين يبلغون من العمر أكثر من 50 عاما أكثر عرضة لمثل هذه المشاعر، ولكن هذه النسبة أقل بكثير في الصين والولايات المتحدة، حيث يبدو أن البالغين الأصغر سنا يشعرون بالوحدة أكثر من كبار السن.
و كشف الاستطلاع أن الأشخاص الأقل إحساسا بالوحدة في العالم ينتمون إلى استونيا وفيتنام وكوسوفو وكازاخستان، حيث يشعر شخص واحد فقط من بين كل 10 أشخاص بالوحدة، في حين حل الأشخاص من آيسلندا وبولندا وسلوفينيا وتايوان في المرتبة الثانية بنسبة 11%.
ومن الملاحط أن هذه النتائج تتضح على الرغم من عقود من الانجازات التكنولوجية، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، التي يمكن أن تساعد الأشخاص على استمرار التواصل كل منهم مع الآخر بدرجة لم يسبق لها مثيل في التاريخ البشري.
مع ذلك، هناك مؤشرات على أن الإدمان على استخدام الهواتف والتصفح اللانهائي للرسائل والتطبيقات يساهمان في الشعور بعدم السعادة وبالأمور المتعلقة بالصحة العقلية.
وأظهرت دراسة نشرتها دورية جاما للطب النفسي أن المراهقين الذين يمضون أكثر من ثلاث ساعات يوميا في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي يواجهون أخطارا متزايدة للتعرض لمشاكل الصحة النفسية والعقلية، بما في ذلك الوحدة والاكتئاب والانتحار.
وكان الجراح العام الأمريكي فيفك مورثي قد اوضح خلال عام 2023 ” المخاوف المتزايدة ” من أن وسائل التواصل الاجتماعي تلحق ضررا بالمستخدمين صغار السن.
وقال مورالي دوريسوامي استاذ الطب النفسي وطب الشيخوخة في جامعة ديوك الأمريكية والعضو بمعهد ديوك لعلوم المخ إن الأدلة كلها تشير الآن إلى أن ” الصديق الحقيقي هو أفضل حل”.
وأضاف” ولكن حتي يحين الوقت الذي يعطي فيه المجتمع أولوية للتواصل الاجتماعي ورعاية الكبار، فإن الروبوتات هي الحل لملايين من الأشخاص الذين يشعرون بالعزلة وليس لديهم حلول أخرى”.
مع ذلك، خلص استطلاع تم إجراؤه في نفس الوقت تقريبا، وشمل عاملين في أربع دول ، إلى أن الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي أثناء العمل من المرجح أن يشعروا بالوحدة ويعانوا من مشاكل في النوم بنسبة أكبر من الأخرين.