ضمن “مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة” وبدعم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة .. تستقبل “مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية” طلابها من أصحاب الهمم، مع بدايةِ العام الدراسي الجديد 2024 – 2025، في مبانيها الجديدة بضاحية البديع “منطقة البراشي” بعد اكتمال المرحلة الأولى التي ضمّت كلا من الإدارة العامة، مدرسة الوفاء لتنمية القدرات “اليرموك والرملة”، مركز الإعاقات الشديدة “الفترة المسائية”، ومركز الشارقة للتوحد.
وأشادت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، رئيس مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، بتضافر جهود المؤسسات لإنجاز المشروع ممثلة باللجنة التنفيذية لمبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، وبنك الشارقة بوصفهما جهتي مساهمة في تمويل المشروع، ووزارة الطاقة والبنية التحتية جهة مشرفة على تنفيذ المشروع، بالإضافة إلى دائرة الأشغال العامة وكل من بلدية الشارقة وهيئة الطرق والمواصلات وهيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة لإشرافها على تنفيذ الأعمال الخارجية.. وأعربت عن تقديرها لدعمها لإنشاء وتطوير المنشآت الأساسية للمدينة مؤكدة أن المباني الجديدة تعتمد على مبادرات ابتكارية ترتكز على منهجية البحث العلمي وتتماشى مع أحدث الممارسات العالمية وتتميز بكونها صديقة للبيئة وموائمة لأحدث التقنيات وتحقق معايير التصميم الشامل لتوفير بيئة دامجة وميسرة للجميع.
وأوضحت سعادتها أنَّ الانتقال إلى المباني الجديدة يأتي تجسيدًا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وتعد ثمرة رؤية سموه الثاقبة وتوجيهاته السديدة مؤكّدة أن المرحلة الأولى من الانتقال إلى المباني الجديدة تعكس التزام المدينة بتقديم خدمات وفق أعلى المعايير، مع مواصلة تعزيز التعاون المثمر مع الشركاء المحليين والدوليين لتحقيق رؤية المدينة في بناء مجتمع شامل ومتعاطف وعبرت عن شكرها الجزيل لكل من ساهم في تنفيذ هذه المرحلة المهمة.
وقالت:” تحت رعاية ودعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أثبتت “مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية” مكانتها الريادية على الصعد المحلية والإقليمية والدولية في خدمة الأشخاص أصحاب الهمم وأسرهم وإيماناً من سموه بأهمية الدور الذي تلعبه المدينة أوصى بتخصيص مساحة من الأرض لتطوير مجمع مستقبلي متكامل يعزز من رؤية المدينة في أن تكون مؤسسة رائدة في مناصرة واحتواء وتمكين الأشخاص من أصحاب الهمم في دولة الإمارات ،والوطن العربي والعالم”.
وأضافت أن فكرة تصميم الموقع العام لمشروع “مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية” تنسجم مع المبادئ الأساسية لرؤية ورسالة المدينة والتي تركز على مناصرة واحتواء وتمكين الأشخاص من أصحاب الهمم وأسرهم ويتميز التصميم بترابط مكونات المشروع الحيوية من خلال قلب المركز والمحاور الرئيسية التي تحاكي الطبيعة بعناصرها الحية، وذلك باستخدام دراسات للكائنات الطبيعية والأنظمة البيئية لابتكار حلول تصميمية هندسية تضمن راحة المستخدمين وسهولة التشغيل.
وأوضحت أنه تم اختيار شكل ورقة الشجر الطبيعية بوصفه مكونا يرمز لتدرج وتوزيع استخدامات المسطحات الخارجية للمباني المختلفة، واستغلال الفراغات الخارجية للمباني لتحقيق وظائف تكاملية مع استخدامات المباني المتنوعة والفئات العمرية المستهدفة، ويشمل التصميم العناصر الأساسية التي تفي بمتطلبات وأهداف المدينة، ما يساهم في توفير بيئة مناسبة لتقديم خدماتها المتنوعة، بما في ذلك الخدمات التعليمية، التأهيلية والعلاجية، التثقيفية والمجتمعية.
من جانبها قالت سعادة منى عبدالكريم اليافعي، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية إن المرحلة الحالية تغطي مساحة تقدر بـ 100 ألف متر مربع، ضمن مساحة إجمالية لقطعة الأرض التي تم تخصيصها بمكرمة من صاحب السمو حاكم الشارقة وتبلغ 575 ألف متر مربع ويعكس المشروع مفهوم المدينة لمجتمع متجانس ضمن مجمع متكامل يتضمن بيئة تعليمية وتأهيلية دامجة للجميع وفق أفضل الممارسات العالمية مؤكدة أن المباني الجديدة توفر بيئة تعليمية جاذبة تتماشى مع مبادئ التصميم الشامل وتستهدف الطلاب وأسرهم، والعاملين في المجال إضافة إلى المتطوعين والباحثين ما يسهم في خلق بيئة دامجة وميسرة وفق أعلى المعايير العالمية.
وأشارت إلى أنه في ظل الطلب المتزايد على خدمات المدينة، يأتي تصميم المباني الجديدة ليعكس أهمية مواكبة هذا الطلب عبر تلبية احتياجات الأفراد بشكل يتوافق مع المضمون العميق والنبيل لهذه الخدمات وتقديم خطط استراتيجية لمواكبة المستقبل موضحة أنه تم تصميم المشروع بناءً على البحث العلمي وأفضل الممارسات في مجالات التصميم الهندسي والعمليات التشغيلية للتعليم والتأهيل والخدمات المساندة، وبناءً على ذلك، تستمر المدينة في تعزيز التعاون وتنمية علاقات الشراكة مع المؤسسات والجهات العالمية والعربية والمحلية لضمان تقديم أفضل الخدمات للأشخاص من أصحاب الهمم في جميع المجالات.
ولفتت مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية إلى أن المرحلة الثانية من المشروع ستشمل 14 مبنى وستغطي 295,972 مترًا مربعًا وتم تخصيص المساحة المتبقية للمشاريع الاستثمارية بهدف تنفيذ مرافق متكاملة مع المشروع لتمثل بيئة دامجة، فضلاً عن توفير عائدات تحقق الاستدامة المالية للموارد التشغيلية للمدينة إضافة إلى أن المرحلة الثانية للمشروع ستتضمن إنشاء مجموعة من المرافق الحيوية منها مركز التدخل المبكر، روضة الأمل للصم، مدرسة الأمل للصم، مركز مسارات للتطوير والتمكين، مباني العيش المستقل، المركز العلاجي، مركز الإعاقات الشديدة والمتعددة، المجمع الرياضي، مبنى المسجد، نزل الضيافة، المتحف، المسرح، إدارة المرافق والصيانة والمخازن المركزية، وسكن الموظفين.
وأكدت أنَّ “الخدمات الإنسانية” منذ انطلاقتها عام 1979 تلتزم بمواكبة أحدث الممارسات في تقديم الخدمات للأشخاص من أصحاب الهمم بالتعاون مع الشركاء المحليين والعالميين، إضافة إلى توعية المجتمع بقضايا الأشخاص من ذوي الإعاقة وتعزيز جهود الدمج المجتمعي للوصول إلى أفضل النتائج.
يُذكر أن التكلفة الإجمالية للأعمال الإنشائية والتشغيلية للمرحلة الأولى تقدر بـ 173 مليون درهم تقريباً وساهمت مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة بمبلغ 80 مليون درهم من المرحلة الإنشائية وبنك الشارقة بمبلغ 30 مليون درهم، فيما تكفلت المدينة بمبلغ يقدر بـ 63 مليون درهم تقريباً كتكلفة للأعمال الإنشائية وأتعاب الاستشاريين وتجهيز وتأثيث المبنى.
يتضمن المشروع الجديد عدة مرافق رئيسية تضم مبنى الإدارة والمكتبة التي تستهدف الطلاب والباحثين عبر توفير بيئة مجهزة بأحدث المصادر والتقنيات الدامجة والميسرة للجميع، والمباني التعليمية لمركز الشارقة للتوحد ومدرسة الوفاء لتنمية القدرات التي تقدم خدمات تعليمية وتأهيلية موجهة لطلبة الإعاقات الذهنية، كما تضم المباني مرافق تعليمية وتأهيلية وفصولاً دراسية وغرفاً لتنمية المهارات الحياتية وغرفاً علاجية، بالإضافة إلى مناطق مفتوحة للعب والفعاليات الخارجية التي تستهدف جميع الأعمار والفئات المجتمعية.