إجراء جراحي يُعالج التغيرات الجسدية الناجمة عن السكتة الدماغية أو غيرها
روتشستر/ ولاية مينيسوتا – الوحدة:
يُصاب خمسة عشر مليون شخص حول العالم بسكتة دماغية كل عام. ويعاني 5 ملايين شخص من إعاقات دائمة بسبب هذه السكتة الدماغية. يتعرض ما يقدر بنحو 69 مليون شخص حول العالم لإصابات دماغية رضية كل عام. ويمثل الشلل الدماغي التشنجي الشكل الأكثر شيوعًا من الشلل الدماغي، حيث تُقدر نسبة الإصابة 70% إلى 80% من الأشخاص المشخصين بالمرض.
يقول الدكتور بيتر تشارلز ري أخصائي جراحة اليد والعظام في مايو كلينيك في مدينة روتشستر، أن المرضى الذين يعيشون مع تغيرات جسدية ناجمة عن السكتة الدماغية، أو إصابات الدماغ الرضحية، أو الشلل الدماغي، أو غيرها من الحالات، قد يستعيدون بعض الوظائف في أيديهم وأذرعهم – وبالتالي تتحسن حياتهم – بفضل التطورات في الخيارات الجراحية لمتلازمة العصبون الحركي العلوي.
يشير مصطلح متلازمة العصبون الحركي العلوي إلى تشوه أو خلل وظيفي في الكتف والمرفق والمعصم وكف اليد بسبب السكتة الدماغية أو إصابات الدماغ الرضحية أو إصابات انعدام أو نقص الأكسجين في الدماغ أو الشلل الدماغي أو إصابات الحبل الشوكي. ربما يعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة الصحية من ضعف العضلات وضعف التحكم في العضلات وتغير شدة العضلات والتشنج.
ينظر الأطباء إلى مدى فداحة الإعاقة وعليه يقررون الإجراء المناسب، حيث يمكن للجراحين إجراء مجموعة من عمليات لحم المفصل وتثبيته، وإطالة الأوتار، ونقل الأوتار والأعصاب. يقول الدكتور ري: “يمكن للأشخاص المصابين بالشلل الكامل في أذرعهم الاستفادة من الجراحة من خلال تحسين موضع أيديهم ومعصمهم ومرفقهم بهدف تسهيل الحفاظ على النظافة الصحية أو استعادة الوظائف الأساسية التي فقدوها.”
ويقول الدكتور ري، الذي يجري هذه الجراحة منذ 10 سنوات “تهدف الجراحة إلى تصحيح التشوه عن طريق معالجة العضلات الفردية بحسب المشكلات الأساسية”. نحن نعمل على الأعصاب والعضلات والمفاصل. يختلف الأمر بحسب حالة كل مريض، لكن الهدف العام هو تسهيل الحفاظ على النظافة الشخصية وتحسين الوظائف في أطرافهم العلوية وتحسين جودة الحياة”.
ربما يتعافى المرضى ويستعيدون بعض الوظائف في أطرافهم خلال الأشهر التي تلي الإصابة بسكتة دماغية، ولذلك ينتظر الأطباء فترة تتراوح بين 12 شهرًا و18 شهرًا لإجراء الجراحة. في البداية، يُجري الدكتور ري فحصًا عبر الفيديو لتحديد إذا ما كان المريض مرشحًا لإجراء الجراحة. وإذا كان الأمر كذلك، يأتي المريض لإجراء فحوصات متخصصة للأعصاب وتقييم رسمي للحالة الموجودة شخصيًا لتحديد ما إذا كان المريض سيستفيد من الجراحة.
يقول الدكتور ري “توفر الفحوصات المنتظمة الكثير من المعلومات للجرّاح. حيث يُمكن أن يكون المفصل في وضع معيّن بسبب التشنج أو تقلص انقباضي، وبأخذ هذه المعلومة في الاعتبار مع فحوصات الأعصاب ستُعطى صورة أشمل عن طريقة عمل العضلات والأعصاب مما يسبب التشوه أو الخلل الوظيفي”.
يستعين الدكتور ري بنتائج فحوصات المريض لوضع خطة جراحية مخصصة لحالة المريض.
عندما يعاني المريض من شلل كامل في الذراع، فإن الدكتور ري يُجري عمليتين جراحيتين تفصل بينهما فترة ثلاثة أشهر، وكلتا العمليتين تُجرى في العيادة الخارجية دون حجز المريض. في العادة، تكون المرحلة الأولى من العملية في الكتف والمرفق والساعد؛ وفي المرحلة الثانية تُجرى عملية في المعصم والأصابع والإبهام وفي الفترة التي تفصل بين الجراحتين، يتعين على المرضى القيام بتمارين الإطالة في المنزل كجزء من خطة العلاج الخاصة بهم. يستغرق الإجراء بأكمله حوالي ستة أشهر.
يقول الدكتور ري: “لقد أنشأنا فريقًا متميزًا يبذل قصارى جهده لإحياء الأمل في نفوس المرضى الذين أصيبوا بسكتات دماغية أو إصابات في النخاع الشوكي أو الدماغ، أو البالغين المصابين بالشلل الدماغي”.