جراحة معقدة أنقذت طفلة من التواء الأمعاء في مستشفى أستر الشارقة

الشارقة – الوحدة:
أجرى مستشفى أستر الشارقة مؤخراً عملية جراحية طارئة غيّرت حياة الطفلة ديفنا أنوب البالغة من العمر 12 عاماً، وهي طالبة هندية في الصف السادس تم تشخيصها بحالة نادرة وخطيرة تُعرف باسم التفاف الأعور. دخلت المريضة المستشفى وهي تعاني من آلام شديدة في البطن وقيء وعدم القدرة على إخراج البراز – وهي أعراض تشبه إلى حد كبير حالات الجهاز الهضمي الشائعة الأخرى مثل العدوى أو الإمساك. وقد أشارت هذه الأعراض في البداية إلى تشخيص مختلف، لكن كشفت المزيد من التحقيقات باستخدام التصوير المقطعي عن حقيقة حالتها، مما تتطلب تدخل جراحي فوري.
أظهرت الطفلة ديفنا، التي عانت من الخَدَج بسبب ولادتها المبكرة، قدرة استثنائية على الصمود طوال فترة علاجها وتعافيها، وتصميم وقوة لمواجهة التحديات.

تشكل هذه الحالة خطراً كبيراً، حيث يمكن أن يصل معدل الوفيات خلال فترة الجراحة إلى 40%

التفاف الأعور هو شكل نادر من انسداد الأمعاء يحدث عندما ينفصل المعي الأعور، وهو الجزء الأول من الأمعاء الغليظة، عن جدار البطن ويلتف على نفسه، مما يقطع تدفق الدم ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة. يعد تشخيص التفاف الأعور في الوقت المناسب لدى الأطفال أمراً حاسماً للعلاج الفعال، ولكن يمكن أن يشكل تحدياً بسبب ندرة الحالة والطبيعة غير المحددة للأعراض، ويعد التشخيص المبكر أمراً بالغ الأهمية لمنع المضاعفات الخطيرة مثل الغرغرينا المعوية، وثقب الأعور، والتهاب الصفاق العام.
استغرقت الجراحة الطارئة حوالي ساعتين وأربعين دقيقة، حيث تم فك التفاف الجزء المصاب من الأمعاء وتثبيت المعي الأعور على جدار البطن لمنع تكرار حدوث الحالة، وقد استطاع الفريق الجراحي إتمام العملية بنجاح بقيادة د. سانديب تاندل، أخصائي الجراحة العامة والمناظير في مستشفى أستر الشارقة، ود. أبيلش جايشاندران، أخصائي الجراحة العامة والمناظير في مستشفى أستر الشارقة ، مما أدى إلى تعافي الطفلة ديفنا بالكامل.
وبعد إتمام الجراحة في 5 أغسطس 2024، تمت مراقبة الطفلة ديفنا عن كثب خلال فترة إقامتها في المستشفى التي استمرت حوالي 72 ساعة، ومن ثم تخريجها من المستشفى في 8 أغسطس 2024، ولم تظهر عليها أي مضاعفات منذ ذلك الحين، وأكدت المراجعات اللاحقة في 13 أغسطس و19 أغسطس استمرار عملية التعافي دون أي شكاوى مع التئام جروحها بشكل جيد وعودة الوظيفة المعوية لطبيعتها.

تزداد حالات التفاف الأعور بشكل ثابت بمعدل حوالي 5% سنوياً، وتؤثر على الإناث أكثر من الذكور

وقد أعرب د. سانديب تاندل، أخصائي الجراحة العامة والمناظير في مستشفى أستر الشارقة، عن رضاه عن النتيجة قائلاً: “التفاف الأعور هو حالة نادرة وخطيرة، خاصة عند الأطفال، وقد كان التشخيص السريع والتدخل الجراحي أمراً حاسماً في إنقاذ حياة الطفلة ديفنا، ويدل شفاؤها على عزمها وقوتها والرعاية الخبيرة التي قدمها فريقنا.”
كمل علَّق د. محمد إلياس، أخصائي الأشعة ورئيس قسم الأشعة في مستشفى أستر الشارقة، والذي كان له دور فعَّال في التشخيص، قائلًا: “غالباً ما تؤدي ندرة التفاف الأعور إلى تأخُّر التشخيص، ولكن كانت دراسات التصوير السريع لدينا حاسمة في تحديد هذه الحالة مبكراً وإعطاء الإذن بالتدخل الجراحي الفوري.”
ساهم فريق متعدد التخصصات في مستشفى أستر الشارقة في علاج الطفلة ديفنا بنجاح، ويتضمن د. محمد إلياس، أخصائي الأشعة ورئيس القسم، ود. رانجانا، أخصائي الأشعة، ود. سانديب تاندل، أخصائي الجراحة العامة والمناظير، ود. أبهيلاش جايشاندران، وهو أيضاً أخصائي في الجراحة العامة والمناظير.
وأعرب السيد أنوب إراتنبارامبيل، والد الطفلة ديفنا، عن امتنانه العميق للفريق الطبي في مستشفى أستر الشارقة، قائلاً: “نحن ممتنون للغاية للدكتور تاندل والدكتور إلياس وللفريق بأكمله في مستشفى أستر الشارقة على سرعة تصرفهم وخبرتهم، ولقد أعطت رعايتهم وتفانيهم ابنتنا حياة جديدة، ولا يمكننا أن نوفيهم حقهم من الشكر.”
وعلى الرغم من ندرته عند الأطفال إلا أن التفاف الأعور هو شكل خطير من انسداد الأمعاء يصيب البالغين بشكل رئيسي ولكن يمكن أن يحدث أيضاً عند الأطفال، حيث يمثل عند البالغين 1-1.5% من حالات انسداد الأمعاء، مع معدل وفيات خلال فترة الجراحة يمكن أن يصل إلى 40%، اعتماداً على حالة الأمعاء وسرعة التدخل، وتتضمن الحالة التواء المعي الأعور، مما يؤدي إلى انسداد يمكن أن يقطع إمداد الدم للمنطقة المصابة، مما يسبب مضاعفات خطيرة إذا لم يتم علاجها على الفور. تتشابه الأعراض غالباً مع مشاكل الجهاز الهضمي الأخرى، مما يؤخر التشخيص المبكر، ولكن يمكن تحقيق الشفاء الكامل إذا تم التدخل في الوقت المناسب، كما هو موضح في حالة الطفلة ديفنا.
تسلط هذه الحالة الضوء على أهمية التقييم الطبي الشامل في حالات الألم الشديد في البطن، خاصة عند الأطفال، حيث يمكن أن تشكل الحالات النادرة مثل التفاف الأعور تهديدًا للحياة إذا لم يتم تشخيصها وعلاجها على الفور.