رسالة إلى أحلام مستغانمي

بقلم : إبراهيم المحجوب - كاتب عراقي

كل ما تكتبينه هو نضوج القلم للواقع العربي المعاصر بعيداً عن مغامرات العاطفة الشبابية التي ذهبت في مهبات الريح.. نتذكرها دائماً فنشعر بطعم مرارتها لأننا كنا دوما في تلك المعركة من الخاسرين.. هي أقدار وإرادة ربانية ربما فيها الصلاح لأنفسنا ولكننا نسير أحياناً مع هوى القلوب.
تكتبين كل يوم وكأنك تمتلكين خزانة من الكنوز تظهرين لنا بعض الوان حاجياتها الجميلة…

تقرأين أفكارنا رغم المسافات البعيدة في عالم الجغرافية والقريبة في عالم الأفكار.. اقرأ لك أحياناً وكأنك ابنة الموصل العراقية وفي كلمات أخرى أرى فيك بدوية الخليج ثم سرعان ما تعيديننا الى قضية العرب الأولى فانظر لك بأنك تلك المرأة الفلسطينية الثائرة. ثم تكتبين عن نجيب محفوظ ومهرجانات القاهرة فترتبطين بالنيل وعظمته…

ثم أعيد الكَرَةُ مع نفسي وأنا اشاهد قداسة الزي العربي المغربي في الجلابية والعباءة العربية التقليدية التي لبستها جداتنا وأمهاتنا واليوم نشاهدك تتفاخرين بها لأنك يبدو من العاشقين لعبق الماضي وعطر الحاضر ..
أقف حائراً أحياناً أمام كل هذا التنوع فنتلعثم الكلمات من قلمي وأعيد نفس السؤال.. من أنت يا أحلام مستغانمي..
كيف استطعت أن تكوني ابنةًّ صالحة ونافعة لكل من ينطقون لغة الضاد. كيف استطاع قلمك أن يكسب محبة الملايين وهو يخترق قلوبهم بكلماتك الساحرة..
هل حقاً أن التعلق بالقراءة وبمفردات الكلمات مع المتعة والمغامرة في عالم خيالي آخر هو نوع من أنواع العشق اللاإرادي…

ربما ينتقدنا البعض عن ما نقوم بكتابته تجاه شخصك الكريم لانهم يجهلون قراءة المفردات للكلمات والمعنى الدقيق لها في الوقت الذي نعتبر أن كل مانكتبه من تعليق أو مقالة هو قطرة في ماء البحر بالنسبة لنا ولأقلامنا التي عشقت الكتابة عنكم وعن أعمالكم الأدبية…

لقد قمت بنشر بعض الكلمات على صفحتي الشخصية لأحدى مقالاتك القصيرة رغم أنني أنشر دوما ما يكتبه قلمي المتواضع والبسيط من مقالة عامة ولقد وجدت فيها من الحكمة والموعظة وربطها الواقع الحقيقي بالواقع الذي يعيشه أصحاب المصالح الضيقة وقد شاهدت الاعجاب والحماس لتلك المفردات التي تعتبر من الدرر المنشورة عن واقعنا الحالي…

وأخيراً وليس آخراً ، لايفوتني أن أذكر انتقائك للنغمة الموسيقية المرادفة لكلماتك فمن الطرب العراقي وبياع الورد الى أغاني الطرب المصري الأصيل وأغاني السودان الخفيفة الهادئة الى نغمات الموسيقى التراثية المغربية الممزوجة بالأغاني الأمازيغية أغاني الشاويه أبناء جبال الأوراس..والى أغاني الصيادين في البحر في خليج العرب.. وأحياناً تطربين مسامعنا بأغنية فيروزية صباحية جميلة…

نتمنى لك العمر المديد لكي نستمر أن ننهل من بحر كلمات رواياتك ومقالاتك العامة ، ونتمنى أن تصل كل تعليقاتنا ومقالاتنا لك لنستفيد من تعقيب قلمكم الذهبي عليها..
وفقكم الله يا أحلام العرب أحلام المحيط الى الخليج…