يُشارك صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة أحد مُبادرات نادي صقّاري الإمارات في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية لتسليط الضوء على المشاريع والمبادرات التي ينفذها للحفاظ على الطيور الجارحة على مستوى العالم سيما مع وجود واحد من كل خمسة أنواع من الطيور الجارحة مهددة بالانقراض.
ويستعرض الصندوق ضمن مُشاركته في جناح نادي صقاري الإمارات بالمعرض مُبادرة الحدّ من صعق الطيور الجارحة بالكهرباء التي انطلقت في منغوليا باستخدام الصقر الحر المهدد بالانقراض نموذجا لجهود الحفظ الرائدة.
ويُسلّط نادي صقاري الإمارات الضوء على أبرز مشاريعه مُمثّلة في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية ومدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء المشروع التعليمي الرائد للنادي ومهرجان الصداقة الدولي للبيزرة ومركز السلوقي العربي بأبوظبي إضافة لمجلة “الصقّار.
ويمكن لزائر المعرض التعرّف على مُبادرات تراثية وبيئية مُهمّة تشمل صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة وأرشيف الصقارة في الشرق الأوسط والاتحاد العالمي للصقارة والمُحافظة على الطيور الجارحة.
وأكد الدكتور منير فيراني الرئيس التنفيذي للعمليات في صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة أهمية مشاركة الصندوق ضمن جناح نادي صقاري الإمارات في المعرض الدولي للصيد والفروسية الذي يُعد أحد أكبر المعارض وأكثرها شهرة في دولة الإمارات سيّما وأنه يجمع بين المتحمسين والمحترفين والمنظمات من جميع أنحاء العالم لعرض منتجاتهم وتبادل المعرفة والمشاركة في المناقشات المتعلقة بالصيد وأنشطة الفروسية والحفاظ على الحياة البرية.
وقال فيراني :”تتمثل مهمتنا في ضمان حماية أنواع الطيور الجارحة في جميع أنحاء العالم وازدهارها في مواطنها الطبيعية ومن خلال العمل مع شركائنا العالميين فإننا نغير مسار هذه الطيور الرائعة”.. وأوضح أنّ الصندوق يعمل على أربع ركائز أساسية للحفاظ على البيئة وهي الحفاظ على الأنواع، والبحث العلمي، والشراكات العالمية، وتطوير القيادة في مجال الحفاظ على البيئة.
من جانبه أكد الدكتور أندرو ديسكون مدير العلوم والحفظ في صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة أهمية مشاركة الصندوق في المعرض ضمن المؤسسات المشاركة تحت مظلة نادي صقاري الإمارات، لما يُتيحه ذلك للصندوق من استهداف شريحة أوسع من زوار المعرض سيّما وأن جناح نادي صقاري الإمارات يحظى بأكبر زيارة من قبل زوار المعرض.
وأوضح ديكسون أنّ الصندوق يهدف من خلال مشاركته في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية إلى تسليط الضوء على النتائج المؤثرة لجهود الصندوق، وإلهام الزوار والضيوف والعارضين بمختلف مستوياتهم ودفعهم للمساهمة في مبادرات مماثلة لإنقاذ الطيور الجارحة من الصعق بالكهرباء.
وقال إنّه مع تزايد الطلب العالمي على الطاقة، أصبحت الحاجة إلى ضمان الاستثمارات الإيجابية في الطبيعة أكبر من أي وقت مضى، خاصة أنّ العديد من قارات العالم ذات التنوّع الغني بالطيور الجارحة تسير بخُطى سريعة نحو توسيع شبكات وخطوط الكهرباء الضرورية لحماية الطيور الجارحة.
وأوضح أنّ مشاريع الصندوق الدولية للمحافظة على الطيور الجارحة بدأت بمعالجة قضية ملحة هي مشكلة الصعق الكهربائي لملايين الطيور سنوياً على خطوط توزيع الكهرباء ذات الجهد المنخفض.. منوها إلى أنّ هذه الحوادث لا تُؤدّي فقط إلى نُفوق أعداد كبيرة من الطيور فحسب، بل تتسبب أيضاً في انقطاع التيار الكهربائي وتلف المُعدّات والحرائق المُحتملة ما يتسبب في خسائر مالية وأضرار بيئية كبيرة.
وأشار إلى أنه على مدى السنوات الماضية نجح الصندوق في عزل 30 ألف عمود لتُصبح آمنة للطيور الجارحة والطيور الأخرى في جميع أنحاء منغوليا.. موضحا أنّ المبادرة التي تقودها أبوظبي تُعدّ من أكبر الجهود العالمية للتخفيف من آثار الصعق الكهربائي في جميع أنحاء العالم، والتي ساعدت في حماية 25000 طائر جارح من التعرّض للصعقات التي كانت تؤدي إلى هلاك ما يقرب من 4000 صقر حر سنوياً.
ولفت إلى البرامج الأخرى التي يُنفّذها الصندوق في منغوليا ومنها إنشاء أعشاش اصطناعية للصقور في الأماكن التي يتوفر فيها الغذاء لها، ومنها القوارض الصغيرة بما يحُقق الحماية للمراعي والمحاصيل الزراعية من القوارض من خلال الانقضاض عليها من قبل الصقور.
وبناء على النجاحات التي حققها صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة في التصدّي لخطر الصعق بالكهرباء في منغوليا، فإن خطواته التالية تتمثل في استخدام مشروع منغوليا نموذجا إرشاديا، والدفع من أجل وضع مواصفات آمنة للطيور عند بناء خطوط الكهرباء وجذب انتباه الممولين والجهات المعنية لمعالجة مشكلة الصعق بالكهرباء على نطاق عالمي.
ويأمل الصندوق في أن يتمكن من إلهام الزوار والجمهور النوعي لمعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية من الدول والهيئات والصقّارين وأفراد المجتمع للمساعدة في تنفيذ خطط حماية طموحة في مناطق تكاثر الطيور الجارحة وعبر مسارات هجرتها .
وإضافة إلى مواصلة جهوده في منغوليا وبلغاريا، فإنّ الصندوق يعمل حالياً مع شركاء في مختلف أنحاء العالم لتطوير مشاريع جديدة للحفاظ على الطيور الجارحة لتحقيق نتائج استراتيجية شاملة لحماية الطيور الجارحة مع تطوير القدرات المحلية في أبحاثها وطرق الحفاظ عليها.