إطلاق نصف مليون طائر لاستدامة بقاء الحبارى في البرية

الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى يواصل عروضه الثقافية والعلمية في أبوظبي

 

القبيسي: نجاحنا مستمد من توجيهات رئيس الدولة بمواصلة رؤية الوالد المؤسس وصون الإرث البيئي لأجيال المستقبل

أبوظبي – الوحدة:
بوصفه الجهة الرائدة عالمياً في التدخل الاستباقي للمحافظة على الأنواع البرية، يفخر الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى بوصول إنتاجه الكلي منذ بداية البرامج إلى 888,256 حبارى في مراكز الإكثار والأبحاث في أبوظبي والمغرب وكازاخستان، مع إطلاق 534,122 حبارى لاستعادة توازن أعداد الحبارى البرية على امتداد نطاق انتشارها الدولي في آسيا وشمال إفريقيا.
وفي تعليقه على المشاركة المتميزة للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في المعرض الدولي للصيد والفروسية (أبوظبي 2024)، أكد سعادة عبد الله غرير القبيسي المدير العام للصندوق “إن نجاحنا مستمد من توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان (رئيس الدولة، حفظه الله) لصون الإرث البيئي والثقافي لأجيال المستقبل من خلال مواصلة رؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والذي فطن منذ وقت مبكر لتناقص عدد هذا الطائر، فبادر بإنشاء برنامج أبوظبي للمحافظة على الحبارى وفق نهج عالمي شامل يجمع بين الإكثار في الأسر وحماية الأنواع داخل مواطنها الطبيعية. وعلى مدىً يقارب الخمسة عقود ، نجح هذا البرنامج في جمع حصيلة معرفية واسعة عن الطائر وبيئته وأصوله الوراثية وسلوكه البيئي ومناطق انتشاره وتكاثره وطرق هجرته. وتمكن البرنامج من تطوير التقنيات والبروتوكولات القياسية للإكثار في الأسر باستخدام التلقيح والحضانة الاصطناعية وتربية طيور التكاثر بمعزل عن الطيور المخصصة للإطلاق بهدف تعزيز المجموعات البرية.”
وقال القبيسي “الحبارى ليس مجرد طائر استطاعت أبوظبي حمايته واستعادة ازدهاره في البرية كغيره من الأنواع المهددة التي ساهمنا في إنقاذها من حافة الانقراض مثل المها والطهر العربي وأبقار البحر والسلاحف البحرية، بل هو أيضاً مؤشر لحماية نظام بيئي متكامل في الصحراء والمناطق النائية، حيث تعيش مجتمعات محلية بموارد طبيعية قليلة، ولكن بثقافات وتقاليد غنية وعريقة.”
وأكد المدير العام للصندوق “إن النجاحات التي حققها البرنامج تتلخص في الحفاظ على الحبارى عن طريق الحماية والإدارة المستدامة والإكثار في الأسر والإطلاق إلى البرية. واستند البرنامج إلى قاعدة علمية مستمدة من الأبحاث والدراسات الميدانية والتطوير التقني لطرق العمل في تربية الطيور في الأسر وإعدادها للإطلاق في البرية ومراقبتها بعد الإطلاق وتوسيع الشراكات الدولية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في مناطق الحبارى”.
ويدير الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى واحداً من أكبر برامج المحافظة على الطبيعة في العالم، استناداً إلى إرث يمتد لما يقترب من الخمسين عاماً ، بعد أن شهدت حديقة حيوان العين وضع أول لبنة لبرنامج تربية الحبارى وإكثارها في الأسر بغرض الحفاظ عليها في البرية في عام 1977. وفي 1982 نجح البرنامج في إنتاج أول فرخ حبارى آسيوي بحديقة العين للحيوانات، ومن ثم حدث التطور الأبرز بإنشاء المركز الوطني لبحوث الطيور كأول منشأة متخصصة للإكثار في الأسر والبحث العلمي حول الحبارى الآسيوية في عام 1989. وتم دعم هذه الخطوة المتقدمة بافتتاح مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية في ميسور بالمملكة المغربية كمركز رئيسي لتربية حبارى شمال إفريقيا وإكثارها في الأسر. وتوالت النجاحات بتطور متصاعد في أعداد الحبارى التي يتم إنتاجها وإطلاقها في الإمارات ودول الانتشار الأخرى وخاصة بعد إنشاء مراكز الشيخ خليفة لإكثار الحبارى في أبوظبي وكازاخستان والنجاح الكبير في تربية الطيور وزيادة توحشها لتكون قادرة على البقاء في الطبيعة، وتخفيف الضغوط على الحبارى البرية وحمايتها بالتعاون مع دول الانتشار.