تحديات المجتمع الحديث في العولمة تحليل اجتماعي ورؤية مستقبلية

بقلم د./لولوه البورشيد

يشكّل المجتمع الحديث تحديات في ظل العولمة التي يشهدها العالم، حيث تنتج هذه الحركة العالمية الحديثة تحولات كبرى على جميع الجوانب الاجتماعية، الثقافية، الاقتصادية والتكنولوجية، ممّا يثير الكثير من التساؤلات والتحديات التي تواجه المجتمع الحديث، خصوصا على صعيد العولمة.

يترتّب على تلك التحولات تغييرات كثيرة في السلوكيات والأنماط التي تسود في المجتمع الحديث، ولذلك نرى الكثير من النماذج الاجتماعية المختلفة التي تتبع هذه العولمة، والتي قد تؤدي إلى تحويل بنى المجتمع بشكل جزئي أو كلي.

من بين التحديات الرئيسية التي يواجهها المجتمع الحديث في عصر العولمة، اتجاه الشباب والجيل الصاعد للاستهلاك، فالعولمة رفعت من مستوى الإنتاج والاستهلاك بشكل عام، وتعدّ الشركات المصنعة والمنتجة في مدينة أو بلد تستهدف العالم كله، وبالتالي فإن الأفراد لا يمكن أن يعيشوا فقط بما ينتجونه داخل بلادهم أو مناطقهم، فالأشياء التي يفتقرون إليها تأتي من أدنى مستويات الإنتاج العالمية، مما يؤدي إلى اتباع نهج للاستهلاك، وبالتالي يؤدي إلى تراكم النفايات والتلوث الناجم عن الإنتاج والاستهلاك.

أيضاً، يعاني المجتمع الحديث من مشكلات البطالة وارتفاع معدلات الفقر وعدم المساواة، مما يؤثر على المجتمعات السائدة فيها الفوارق الاقتصادية والاجتماعية. ويشكل التواصل الممكن بين البشر عبر الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي تحديات أخرى، حيث تتزايد الوسائل التقنية التي يمكن استخدامها لنشر الأفكار والرسائل عبر العالم، ممّا يمثل بوابة رائعة لنشر الأخبار الزائفة ولدى كل نقل إلكتروني للمعلومات، تتباين جودة المعلومات وصدقيتها، مما يعيق حرية الرأي والتصديق على معلومات غير صحيحة.

إنّ تحديات المجتمع الحديث في عولمة العالم لها حلول ممكنة تؤدي إلى تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي في المجتمعات المعاصرة، ومن بين هذه الحلول، تطوير مناهج التعليم وتوجيه الأشخاص إلى التكنولوجيا والإنتاج المستدام، وزيادة فرص العمل، كما نرى المحددات الفاعلة للإنتاج المستدام ممكنة وأساسية لتحقيق ازدهار المجتمعات المعاصرة.