صحة وتغذية

الزيودي يؤكد على أهمية التسامح مع البيئة في تعزيز جهود العمل من أجل المناخ

مدريد- وام / حدد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة السبيل الأهم لإيجاد مستقبل أفضل مستدام للأجيال الحالية والمقبلة، بتطبيق ونشر معاني ومبادئ التسامح مع مكونات الحياة كافة، وأهمها التسامح مع البيئة والعمل من أجل حمايتها وضمان استدامة مواردها الطبيعية وتنوعها البيولوجي.

وأشار معاليه أن هذا النموذج من التسامح مع مكونات الحياة كافة يمثل أحد أهم دعائم النهج الذي تأسست عليها دولة الإمارات، وبفضل توجيهات ورؤى قيادتها الرشيدة باتت حاضنة عالمية لملايين من البشر ينتمون لأكثر من 200 جنسية والعديد من الأعراق والثقافات، وموئلاً مستداماً لتنوع بيولوجي غني بمكوناته البرية والبحرية.

جاء ذلك خلال مشاركة معاليه مع سفارة دولة الإمارات في إسبانيا في فعالية لزراعة شجرة الغاف في الحديقة الملكية الإسبانية بالتعاون مع المجلس الإسباني للبحث العلمي والحديقة النباتية الملكية في مدريد، على هامش ترؤس معاليه للوفد الرسمي لدولة الإمارات المشارك في المؤتمر الـ 25 لدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ “كوب 25” في المملكة الإسبانية.

وقال معاليه ” إن الغاف هي الشجرة الوطنية لدولة الإمارات، وترتبط بشكل مباشر بالوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – حيث زرع ضمن جهوده للعمل من أجل البيئة الألاف منها وأصدر التشريعات التي لحمايتها وتجريم قطعها والإضرار بها.” وأضاف: ” القيادة الرشيدة انطلاقا من هذا الارتباط الوثيق بتاريخ الدولة اختارت شجرة الغاف لتكون شعاراً لعام التسامح 2019، والذي استهدفت خلاله الدولة نشر رسائل التسامح بكافة اشكاله وسلوكياته مع مختلف مكونات الحياة /بشر وبيئة/ للعالم أجمع.” وأوضح معاليه أن شجرة الغاف إضافة لكونها رمزاً لتسامح دولة الإمارات، تمتلك فوائد عدة حيث توفر الغذاء للعديد من الحيوانات ويستفاد منها في إنتاج نحل العسل وصناعة الأدوية العشبية.

وأضاف: ” نظراً للأهمية التاريخية والبيئة والثقافية التي تتمتع بها شجرة الغاف للمجتمع الإماراتي أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة مبادرات عدة لزراعتها وزيادة أعدادها على مستوى الدولة.” ومن جهته قال سعادة ماجد حسن السويدي سفير الدولة لدى المملكة الاسبانية “إن النهج الذي تأسست واستمرت عليه دولة الإمارات يقوم في أحد أهم دعائمه على المشاركة الطوعية في جهود مواجهة كافة التحديات التي يواجهها المجتمع الدولي لإيجاد مستقبل أفضل للبشرية، ويعد العمل من أجل المناخ أحد أهم التحديات التي تلعب الدولة دوراً بارزا في جهوده العالمية، وتمثل مشاركة وفد الدولة الرسمي برئاسة معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة في فعاليات مؤتمر “كوب 25” تعزيزاً قوياً لهذه الجهود في ظل نجاح الدولة في تطبيق نموذجاً فعالاً في مواجهة تحديات التغير المناخي وتداعياته عبر التعامل معها بكونها فرص سانحة لتحقيق النمو في كافة القطاعات.

وأشار سعادته إلى أن الوفد تمكن خلال مشاركته في الفعاليات الرئيسة والهامشية للمؤتمر من توضيح أسس النجاح المطلوبة في العمل من أجل المناخ والمستمدة من النموذج الإماراتي في هذا المجال، وأطلق عددا من الرسائل العالمية المؤكدة على أهمية تسريع وتعزيز وتكثيف الجهود وتوفير الدعم اللازم للدول النامية، وتأكيد ضرورة التوسع في إجراءات وتدابير التكيف.

وأضاف سعادته: “تمكن الوفد عبر مشاركة معالي الدكتور الزيودي في فعالية زراعة شجرة الغاف من توضيح منظومة التنوع البيولوجي التي تتمتع بها الدولة، إضافة إلى معاني ومبادئ التسامح التي تأسست عليها الدولة ونشرتها للعالم لتصبح حاضنة لتنوع غني لما يزد عن 200 جنسية والعديد من الثقافات والأعراق والأديان انطلاقا من كون شجرة الغاف شعاراً لعام التسامح.” وضمن جدول أعماله خلال مشاركته في فعاليات “كوب 25” شارك معالي الدكتور الزيودي في فعالية الجلسات الحوارية “المحصلة الإيجابية للطاقة: التعلم من التجارب الدولية في مجال تشريعات المناخ”.

واستعرض خلالها معاليه تفاصيل الخطة الوطنية لدولة الإمارات لتغير المناخ 2050، واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050، كما تحدث حول انتهاء وزارة التغير المناخي والبيئة من إعداد القانون الوطني للتغير المناخي – الأول من نوعه في المنطقة – والذي سيمثل عند اعتماده الإطار والمظلة القانونية العامة لجهود العمل من أجل المناخ والتكيف مع تداعياته كافة.

وأشار معاليه في كلمته خلال الجلسات إلى جهود ومشاريع نشر واستخدام حلول الطاقة المتجددة والنظيفة، واعتماد الدولة لمنظومة تبريد المناطق التي تخفض استهلاك الطاقة بنسبة 50%.

كما تطرق معاليه إلى الدراسات التقييمية التي أجرتها وزارة التغير المناخي والبيئة على تأثيرات التغير المناخي على القطاعات الحيوية في دولة الإمارات /قطاع الطاقة، والصحة، والبنية التحتية، والبيئة/ وتحديد متطلبات التكيف معها.

كما شمل جدول أعمال ومشاركات معالي الدكتور الزيودي ووفد الدولة في “كوب 25” المشاركة في الفعالية الرسمية لمؤتمر “كوب 25” حيث طالب معاليه في كلمة “بيان دولة الإمارات” بضرورة مراعاة مبدأ الإنصاف في العمل من أجل المناخ عبر إعطاء مزيد من الاهتمام لجهود وتدابير التكيف مع تداعيات تغير المناخ لما لها من أولوية لدى الدول النامية، وأهمية قصوى في الحفاظ على حياة ملايين البشر ممن تتعرض دولهم لتداعيات التغير.

وكان معاليه قد لفت في كلمته خلال مشاركته في فعالية المنتدى – رفيع المستوى – لاستراتيجيات تمويل المناخ وتنفيذ المساهمات الوطنية المحددة، إلى أهمية دعم وتعزيز حركة الاستثمار والتمويل لتحقيق الاستدامة والتحول نحو منظومة الاقتصاد الأخضر لدفع جهود العمل من أجل المناخ وحماية مستقبل البشرية من التحدي الأهم الذي يواجهها حالياً، وضمان مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة، مشيراً إلى ان السنوات القليلة الماضية شهدت تحركا فعالا في دولة الإمارات على مستوى تعزيز الاستثمار والتمويل لمشاريع وتوجهات الاستدامة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى