بيروت / تل أبيب-(د ب أ):
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاجاري، اليوم الجمعة، إن إبراهيم عقيل، أحد الأعضاء المؤسسين لحزب الله ، قُتل في غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية فى بيروت، بينما تبادلت إسرائيل وحزب الله الهجمات على مدار اليوم.
وكان عقيل مسؤولا رفيع المستوى في الجناح العسكري لحزب الله الموالي لإيران. ولم يؤكد حزب الله مقتل عقيل.
وأفادت التقارير أن أعضاء آخرين من قوة الرضوان، التي تمثل وحدات النخبة في حزب الله، قُتلوا في الغارة الإسرائيلية. ولم يتطرق هاجاري إلى أي تفاصيل أخرى. ولم يصدر تعليق من جانب حزب الله في بداية الأمر.
قالت وزارة الصحة اللبنانية إن 12 شخصا على الأقل قتلوا، وإن كانت حصيلة القتلى استمرت في الارتفاع على مدار اليوم، كما أصيب 66 شخصا على الأقل، تسعة منهم في حالة خطيرة.
وأفادت تقاريرأن عقيل كان القائد العسكري لحزب الله، وبالتالي خلف فؤاد شكر. وكانت إسرائيل قد قتلت فؤاد شكر في 30 آب / أغسطس.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت عن مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن إبراهيم عقيل. وحاولت إسرائيل، منذ تسعينيات القرن الماضي، اغتيال عقيل.
وبحسب المعلومات الواردة من بيروت، فإن عقيل خرج من المستشفى اليوم الجمعة فقط، بعد علاجه من إصابة لحقت به في هجوم على أجهزة تقنية تابعة لحزب الله، وهو الهجوم الذي يُنسب على نطاق واسع لإسرائيل.
وقال سكان في منطقة الجاموس حيث يقع المبنى الذي تعرض للقصف، إنه من المرجح أن اجتماعا كان يُعقد داخل المبنى.
وذكرت بعض التقارير أن عقيل أصيب بجروح جراء انفجار أجهزة النداء / بيجر / يوم الثلاثاء ولكنه خرج من المستشفي اليوم الجمعة وتم تعقبه.
ورفض المكتب الإعلامي لحزب الله التعليق على الحادث، لكن قناة تليفزيون المنار التابعة لحزب الله قالت إن الغارة أصابت مبنى سكنيا وأن مدنيين ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض.
وتسود حالة من الفوضى في المنطقة، حيث يبحث أشخاص عن أقاربهم. وما زالت الجرافات تعمل في البحث عن الضحايا.
وتم منع مراسلي الشبكات التلفزيونية والصحفيين الأجانب من الاقتراب من المبنى وتم إبعاد بعضهم عن المناطق القريبة من المبنى.
وجاءت الغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت في الوقت الذي كانت فيه الحكومة اللبنانية مجتمعة وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إن استهداف منطقة سكنية مأهولة يثبت مرة أخرى أن العدو الإسرائيلي لا يراعى أي اعتبارات إنسانية أو قانونية أو أخلاقية.
وأضاف “إن إسرائيل بدلا من ذلك تشرع في ما يشبه الإبادة الجماعية، وقد شهدنا أبشع أشكالها في العدوان. وما حدث يومي الثلاثاء والأربعاء أوقع عشرات الشهداء وآلاف الجرحى”، في إشارة إلى الهجمات التي استخدمت فيها أجهزة النداء واللاسلكي.
وانتقد ميقاتي المجتمع الدولي “الذي يلتزم الصمت إزاء انتهاك حقوق الإنسان والعدالة والقوانين”.
قال مستشار الاتصالات لمجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، اليوم الجمعة، إن الإدارة الأمريكية ترى أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني يمكن تجنبها، برغم الهجمات المتبادلة التى جرت مؤخرا.
وأوضح كيربي قائلا: “ما زلنا نعتقد أن هناك وقتا ومجالا للتوصل إلى حل دبلوماسي. ونعتقد أن هذا هو أفضل طريق للمضي قدما.”
وأضاف أن اندلاع حرب على الحدود بين إسرائيل ولبنان “ليست حتميا”، وسنواصل بذل كل ما في وسعنا لمحاولة منعها.”
ولم يتطرق كيربي إلى التفاصيل المتعلقة بالغارة الإسرائيلية الأخيرة على العاصمة اللبنانية بيروت، واكتفي بالقول إن الجيش الإسرائيلي هو المنوط به التعليق على عملياته.
وقال كيربي إنه لا يعلم ما إذا كان قد تم إبلاغ الإدارة الأمريكية مسبقا بالغارة.
وفيما يتعلق بالحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، قال كيربي إن واشنطن لم تفقد الأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.
واستطرد كيربي قائلا: “لا أحد يفقد الأمل. ولن يتوقف أحد عن العمل من أجل تحقيق هذا الهدف.”