يمثل الاستثمار الرياضي، أبرز المستهدفات الأساسية في الاستراتيجية الوطنية للرياضة2031،التي تنص على ضرورة مساهمة القطاع الرياضي بـ 0.5 % من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للإمارات بما يعادل 8 أضعاف الموجود حالياً.
وتحولت دبي، إلى مركز رياضي عالمي، يوفر فرصاً لا مثيل لها في الاستثمار والنمو، ويساهم في زيادة الناتج المحلي المستهدف، وقد عزز هذا التوجه مجموعة من المبادرات الحكومية الاستراتيجية في قطاع الرياضة، ووفرة مشروعات القطاع الخاص، والابتكارات التكنولوجية في مجال الرياضة.
وتستضيف دبي سنوياً عدداً كبيراً من الفعاليات والبطولات الرياضية العالمية والقارية والدولية ذات التأثير الترويجي والعائد الاقتصادي الكبير، ومن بينها بطولات دولية نشأت في دبي وبات اقتران اسم دبي بها علامة تجارية مميزة.
ويأتي في مقدمة هذه القائمة، كأس دبي العالمي، أحد أغنى سباقات الخيول في العالم الذي يقام بشكل سنوي منذ عام 1996، واكتسب مكانة عالية مميزة، وزادت شهرته بعدما انتقل إلى “ميدان” منذ عام 2010.
ويستقطب هذا الحدث الآلاف من عشاق هذه الرياضة حول العالم، وهو ما يمكن أن يجسده ذلك من تأثير على الاقتصاد المحلي من خلال السياحة، والإقامة، والتنقلات والتسوق.
كما تضم قائمة البطولات والفعاليات الكبرى ذات التأثير السياحي والاقتصادي الواضح، بطولات موانئ دبي ودبي ديزرت كلاسيك للجولف، والتي يشارك فيها نخبة أبطال العالم، وتستقطب عشاقها من محبي هذه اللعبة، الذين يحضرون خصيصاً إلى دبي من كل بقاع العالم.
والأمر نفسه بالنسبة لبطولات التنس، وعلى رأسها بطولتا سوق دبي الحرة للتنس للرجال والسيدات، التي تعد واحدة من أهم الأحداث السنوية على أجندة رابطتي محترفي ومحترفات اللعبة، وتستقطب المصنفين والمصنفات الأوائل على العالم.
وتضم القائمة أيضاً بطولات للرياضات الجوية في “سكاي دايف”، والرجبي والكريكيت، والرياضات الشتوية، والسباحة، وسباقات الدراجات في المضمار وعلى الطرق، وبطولة دبي الدولية للجواد العربي، وسباعيات دبي للرجبي، وماراثون دبي للجري.
كما تشمل القائمة مجموعة من بطولات العالم والبطولات الدولية التي نالت فيها دبي ثقة الاتحادات الدولية والقارية والإقليمية لتنظيم فعاليتها، مثل كرة القدم الشاطئية في بطولة القارات الشاطئية ومونديال الشاطئية، وكرة السلة والكاراتيه والمبارزة والبادل، ورالي دبي الصحراوي والبادل تنس والريشة الطائرة العالمية، وغيرها، وجميعهم اقترن باسم دبي.
وساهم في نجاح هذه الفعاليات وجود قاعدة ضخمة من المنشآت والمرافق الرياضية والبنية الأساسية العملاقة المقامة وفق أحداث المواصفات العالمية.
ويبرز الدور الحكومي في تطوير البنية التحتية، بوجود مدن رياضية متكاملة مثل مدينة دبي الرياضية، التي تعد واحدة من أهم مدن المجتمعات العمرانية الذكية ذات الهوية الرياضية متكاملة المرافق والمنشآت، والتي تضم فنادق ومرافق رياضية متنوعة، وكذلك وجود منشآت رياضية متكاملة تغطي دبي بالكامل، تم تأسيسها وفق أحدث المواصفات العالمية مثل “مضمار ميدان” و”مجمع حمدان الرياضي” أكبر مركز للرياضات المائية في العالم.
وتضم دبي مجموعة من الملاعب والصالات والمضامير فائقة الجودة، مثل استادات آل مكتوم، وراشد، وزعبيل، ومكتوم بن راشد، وملعب سوق دبي الحرة بالقرهود والذي تقام عليه منافسات التنس والبادل، وملاعب “ذا سيفنز”، ومجمع ند الشبا الرياضي وحوض ديف دبي ومضمار دبي للدراجات الهوائية، وميدان “المرموم” لسباقات الهجن.
كما اهتمت المدينة بالمنشآت الرياضية لأصحاب الهمم، وحصلت على لقب مدينة صديقة لأصحاب الهمم، في ظل اهتمامها بالأندية الخاصة لهذه الفئة، ويأتي نادي دبي لأصحاب الهمم على رأس هذه المنشآت.
وانضمت إلى كوكبة المنشآت الرياضية في المدينة مؤخراً، قاعة “كوكا كولا أرينا”، وجهة الفعاليات الترفيهية والرياضية المتميزة في دبي، التي باتت مقراً لمجموعة من الفعاليات والبطولات الرياضية الكبرى.
وامتد التأثير الإيجابي لهذه البطولات والمنشآت إلى القطاعات المرتبطة بها مثل الفنادق والمطاعم ومنافذ البيع والتجزئة وخدمات النقل ومراكز الترفيه والتسلية وغيرها التي باتت تشهد زيادة في الأعمال خلال فترات إقامة هذه الفعاليات.
ويلعب مجلس دبي الرياضي، دوراً محورياً في تنظيم الفعاليات الرياضية المحلية الدولية، وتحفيز الاقتصاد المحلي، وجذب الاهتمام والترويج الدولي، حيث يمتد النهج إلى شراكات متعددة مع الكيانات الخاصة، وتشجيع الاستثمارات في الأكاديميات الرياضية ومراكز التدريب وشركات إدارة الفعاليات.
المصدر: وكالة انباء الامارات