خاطرةٌّ بعجالة

بقلم : إبراهيم المحجوب - كاتب عراقي

اليوم ومع تلبد الغيوم في السماء وتساقط قطرات الماء من السماء. مع رائحه المطر وهي تمتزج بتراب الأرض لينبعث منها رائحة طيبة تشرح الصدور وأنا أرمي بخطواتي في حديقة منزل أحد أبنائي في منطقة جنوب الموصل وبقربي ذلك النبات من النعناع الأخضر ليكمل بعطره رائحة الأرض..
ما أجمل الطبيعة وما أجمل خيراتها وما أجمل أجوائها عندما تريد اسعادنا بظروفِها الجوية…

ما أجمل متغيرات المناخ عندما ينتهي الصيف وهو يودعنا برايته الحمراء الملتهبة والمستمدة قوتها من شعاع الشمس ومع انخفاض درجات الحرارة وانتقالنا الى فصل الخريف الذي زادت من جماليته قطرات المطر وتلبد الغيوم في السماء…

لقد جاء فصل الخريف ويعتبر هذا الفصل من الفصول المعتدلة الجميلة الذي تعودنا فيه على تساقط أوراق الأشجار لتنتظر حلتها الجديدة ومنه تعلمنا بعد أن سارت بنا سنين العمر وعرفنا أن الخريف هو مرحلة في حياتنا وفيه تتساقط أوراقنا نحن بني البشر أيضاً بعد أن كنا أشجاراً نضرة بشباب العمر.. وكذلك عرفنا منه مرحلة تساقط بعض الاصدقاء وابتعادهم منا مثل أوراق الأشجار التي تتساقط من أغصانها وفروعها بعد أن رحل عنا الكثيرين منهم قسمٌّ غيبته الحياة ومنهم من غاب بسبب متغيرات الحياة…

أيامٌّ أصبحنا نشعر بتغييراتها الجوية وننتظرها بلهفة وكأننا لم نرى من قبلها شتاء أو صيف أو خريف أو ربيع.
لانعرف هل الحياة اصبحت قاسية علينا أكثر من قبل أم أننا وصلنا الى مرحلة الانكفاء الشخصي على أنفسنا وأصبح كل شيء يزعجنا فلا يعجبنا برد الشتاء ولا حرارة الصيف…

أنني أسال نفسي أحيانا كيف كنا نعيش في سنوات الطفولة بعيدا عن خدمات العصرنة الحديثة وبعيداً عن كل وسائل الراحة الموجودة في وقتنا الحاضر فلا أجد الا جواب واحد أن كل إنسان يستطيع التكيف مع أجواء الطبيعة التي يعيشها…

نعم مثلما نتكيف مع صفاتنا التي منحنا الله لبني البشر ومثلما تعودنا أن نعيش مع أشخاص معينين في هذه الحياة ومع أنواع من الطعام الذي نتناوله في وجباتنا الغذائية فإننا اليوم تعودنا على أن نعيش مع كل فصل يفرضه علينا المناخ الجوي رغم الاختلاف الموجود بينهما من ناحية تغيير الطقس المناخي والأحوال الجوية المتقلبة…

وختاما أُرحب بكل رحابة صدر وكلي بهجة وسرور بفصل الخريف وأشكو له حرارة فصل الصيف القاسية وأتمنى أن يكون فصل الشتاء مكمل لفصل الخريف بعيداً..