أكد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة أن التحديات غير المسبوقة التي يواجهها عالم اليوم غير مستدامة، ويمكن حلها عبر إيجاد المجتمع الدولي لآليات قادرة على حل المشاكل الدولية الراهنة.
جاء ذلك خلال الخطاب الذي أدلى بها غوتيريش اليوم قبيل الجلسة الافتتاحية للجزء رفيع المستوى للمناقشة العامة للدورة الـ 79 للجمعية العامة في مقر المنظمة الدولية في نيويورك.
ووصف الأمين العام خلال خطابه أمام العشرات من رؤساء الدول والحكومات، المشاركين في قاعة الجمعية عالم اليوم بالدوامة وعصر التحولات، لما يواجهه المجتمع الدولي من تحديات لم يشهدها من قبل تخللتها انقسامات جيوسياسية أكثر تعمقا واستمرار للحروب والتهديدات بما فيها تهديدات تغير المناخ والفوضى التكنولوجية، مشددا على أن كل هذه التحديات تتطلب حلولا دولية.
واعتبر قـمة المستقبل بمثابة الخطوة الأولى لطريق لا يزال طويلا، مؤكدا أن الوصول إلى النتيجة المرجوة يتطلب معالجة ثلاثة عوامل كبرى تؤدي إلى عدم الاستدامة وهي، أولا عالم الإفلات من العقاب لاسيما وأن الانتهاكات تهدد أساس القانون الدولي ومـيثاق الأمم المتحدة وثانيا، عالم عدم المساواة وفيه يهدد الظلم والمظالم بتقويض الدول أو حتى بدفعها إلى حافة الهاوية وثالثا، عالم عدم اليقين، حيث تهدد المخاطر الدولية غير المُدارة بشكل جيد المستقبل بأشكال غير معروفة.
واستعرض الأمين العام موقف الأمم المتحدة بشأن هذه العوامل الثلاثة مؤكدا أن مستوى الإفلات من العقاب في العالم لا يمكن الدفاع عنه من الناحية السياسية أو قبوله من الناحية الأخلاقية.
وأدان بهذا الصدد الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي وحقوق الإنسان، التي أصبحت في عالم اليوم أكثر شيوعا وحث الدول على إعادة تأكيد التزامها بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني.
وأشار إلى أن الإفلات من العقاب موجود في كل مكان وضرب أمثلة على ذلك الوضع في غزة بوصفه “كابوسا متواصلا يهدد بأن يعم المنطقة بأكملها”، وحذر من أن يصبح لبنان غزة أخرى” .
وشدد على ضرورة أن يحشد المجتمع الدولي جهوده للوقف الفوري لإطلاق النار والإفراج الفوري وبدون شروط عن جميع الرهائن، وبدء عملية لا رجعة فيها على مسار حل الدولتين.
وقال :”لمن يواصلون تقويض هذا الهدف بإنشاء مزيد من المستوطنات والاستيلاء على الأراضي وبالمزيد من التحريض أسألهم.. ما البديل؟ كيف يمكن للعالم أن يقبل دولة واحدة تضم مثل هذا العدد الكبير من الفلسطينيين بدون أن يتمتعوا بأي حرية أو حقوق أو كرامة”.
وتطرق الأمين العام للامم المتحدة إلى مسألة انعدام المساواة، مؤكدا أن العالم لم يتعاف من تفاقم انعدام المساواة الناجم عن الجائحة، حيث أن ثلث أفقر 75 بلدا في العالم، في وضع أسوأ اليوم مما كانت عليه قبل 5 سنوات وخلال الفترة نفسها ثروات أغنى 5 رجال في العالم زادت بأكثر من الضعف.
ودعا إلى إدخال إصلاحات منهجية على المؤسسات المالية، لتتمكن من دعم الدول النامية بشكل أفضل وشدد على ضرورة ضمان المساواة الجنسانية.
وحذر غوتيريش من التهديد الوجودي لتغير المناخ وحث الدول الأعضاء على اعتماد خطط عمل مناخية طموحة تتوافق مع هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض كي لا يزيد عن 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.
وشدد على ضرورة أن يكون التحول إلى الطاقة المتجددة، عادلا وجامعا، يتم خلاله دعم وتمويل الدول المتقدمة للدول النامية وطالب بوضع إطار عمل دولي تعاوني في مجال التكنولوجيا لمعالجة تفاقم الانقسامات وعدم المساواة.
ودعا غوتيريش في ختام خطابه إلى إفلات أقل من العقاب ومساءلة أكبر، وتقليص انعدام المساواة وتعزيز العدالة، والحد من عدم اليقين وتعزيز الفرص.
المصدر: وكالة أنباء الإمارات