المؤتمر العالمي للتأهيل يختتم أعماله في “أبوظبي”
أبوظبي – الوحدة:
اختتم المؤتمر العالمي للتأهيل 2024 والذي أقيم تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، فعالياته باعتماد “إعلان أبوظبي لأصحاب الهمم” الذي ينص على وضع خطة واضحة لزيادة نسبة التوظيف لأصحاب الهمم، وليكون أحد أبرز إنجازات المؤتمر الذي يعقد للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط.
جاء ذلك خلال الحفل الختامي للمؤتمر الذي أقيم بحضور سعادة عبد الله الحميدان، الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم نائب الرئيس التنفيذي بالإنابة لمنظمة التأهيل الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكريستوف جوتنبرونر، الرئيس المنتخب لمنظمة التأهيل الدولية.
وفي كلمته الختامية، قال كريستوف جوتنبرونر، الرئيس المنتخب لمنظمة التأهيل الدولية: “يأتي إعلان أبوظبي الصادر عن المؤتمر في إطار جهودنا المستمرة لوضع آليات فعالة لتعزيز التعاون بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص، وذلك لتأسيس بيئة تجمع بين المسؤولية المشتركة والعمل الجماعي، وتعتمد على نهج موحد يهدف إلى الاستفادة من الموارد المتاحة في مختلف القطاعات. إذ تهدف بشكلٍ رئيسي إلى فتح آفاق جديدة لفرص التوظيف لأصحاب الهمم، ودفع عجلة التغيير نحو مجتمع أكثر شمولية.”
وشهد الحفل الختامي الإعلان عن خطة لتشكيل فريق عمل متخصص ليتولى مسؤولية مراجعة تنفيذ خطة العمل سنوياً، بما يضمن الشفافية والمساءلة في تحقيق الأهداف.
من جانبه، قال سعادة عبدالله الحميدان، الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم: “يجسد هذا المؤتمر التزامنا الراسخ بالشمولية، حيث أن ما تحقق من إنجازات خلال الحدث يُعد خطوة أساسية نحو مستقبل مليء بالفرص الواعدة لأصحاب الهمم، والتي ستسهم في تمكينهم والاحتفاء بدورهم الحيوي في المجتمع. ونحن حريصون على مواصلة جهودنا الرامية إلى تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس.”
وشهدت فعاليات اليوم الأخير من المؤتمر تنظيم سلسلة من الجلسات الحوارية، من بينها جلسة قدمتها ليزيل ييرسلي الرئيس التنفيذي لشركة آكين إيه آي، تحت عنوان ” ملامح مستقبل التكنولوجيا الناشئة والذكاء الاصطناعي في دعم تأهيل أصحاب الهمم”، حيث تناولت أهمية التكنولوجيا ودور الذكاء الاصطناعي في تمكين أصحاب الهمم من القيام بالمهام اليومية البسيطة، مما يمنحهم شعوراً بالاستقلالية دون الحاجة الدائمة إلى وجود مقدمي الرعاية.
كما جرى تنظيم ورش عمل متزامنة تحت إشراف كل من بيا القصيفي، لمناقشة موضوع “العلاج النفسي الحركي لاضطراب طيف التوحد”، وسيلينا موراي” حول موضوع “العلاج النفسي الحركي والشلل الدماغي”، وإيتان تشارنوف، لتسليط الضوء على “الاستعداد لحالات الطوارئ لمقدمي الرعاية الصحية وعائلات أصحاب الهمم”.
وشهد الجلسات مشاركة عدد من المتخصصين في مجالات متنوعة مثل علم النفس والتأهيل وإطفاء الحرائق ورعاية أصحاب الهمم، حيث ألقى المتحدثون عروضاً عملية باستخدام أدوات العلاج النفسي الحركي، مما جعل الجلسات تفاعلية.
وسلط المشاركون الضوء على التحديات التي تواجه مجالات التأهيل، حيث استعرض الدكتور محمد أمين الساعاتي، المدير الأول للاستراتيجية في M42 البحرين، المبادرات الصحية المصممة لدعم توظيف أصحاب الهمم. كما تناولت ليزيل ييرسلي، الرئيسة التنفيذية لشركة آكين إيه آي، إمكانات التكنولوجيا الناشئة في دعم مجال التأهيل، مشيرة إلى أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في الممارسات التأهيلية لتعزيز الفعالية والكفاءة.
وقال مارك سوبراين، الرئيس التنفيذي للمعهد العالي للعلاج النفسي الحركي والتأهيل: “يعد هذا الحدث مصدر إلهام حقيقي، إذ يعكس بوضوح ريادة دولة الإمارات على المستوى الدولي والتزامها الراسخ بتلبية احتياجات وحقوق أصحاب الهمم، حيث ركز الحدث على الجلسات العملية التي ساهمت في تزويد المشاركين بالمعارف والمهارات، ولذلك نود أن نهنئ المنظمين على هذا النجاح الباهر.”
وأعربت جيسيكا سميث أوم بلي، اللاعبة البارالمبية والمتحدثة والمؤلفة، والتي شاركت في رئاسة جلسة “الوظائف الشمولية في الإمارات العربية المتحدة”، عن سعادتها بالمشاركة، قائلة: “يشرفني أن أكون جزءاً من المؤتمر العالمي للتأهيل، الذي يعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، حيث شكل منصة جمعت أبرز العقول للتعاون في هذه المبادرة المحورية تحت شعار ‘العمل والتوظيف لأصحاب الهمم.'”
ونجح المؤتمر العالمي للتأهيل في ختام أعماله باتخاذ خطوات عملية ملموسة تسهم في وضع معيار متميز تنص على توحيد جهود أبرز المؤتمرات الدولية، كما ساهم في وضع الأسس للإصدارات المستقبلية من هذا الحدث المتميز.