مرئيات

عندما تغيب الشمس ويموت النهار

بقلم / إبراهيم المحجوب - كاتب عراقي

يعيش الإنسان كل حياته وفق حسابات دقيقة في السنين والشهور والأيام وحتى اللحظات.. يفرح في قسم منها ويحزن في قسم آخر ولكن الأحزان عادة ما تكون سريعة النسيان مهما كانت قوتها وتاثيرها في لحظات وقوعها لان الله قد أعطى مع كل مصيبة صفة الصبر ومنح للإنسان نعمة فضيلة هي نعمة النسيان…..
أما الأفراح فحتى وإذا تم نسيانها فانها سوف تبقى معلقة تعيش معنا في زاوية الذكريات على طوال السنين التي يعيشها البشر في عمره المحدود…
نجلس يومياً في الصباح لنحدد ماذا نريد ولكن أغلبنا لا يعرف ماذا يريد. تشرق الشمس ويولد نهار جديد وتبدأ الحياة ببداية جديدة مختلفة الألوان والأطوار من إنسان إلى آخر فطالب المدرسة يتهيا منذ الصباح لطلب العلم والجلوس على الرحلة المدرسية وهو يستمع لمعلمه ليتلقى محاضرة جديدة والموظف يذهب إلى دائرته ليؤدي عمله الروتيني اليومي اما المتقاعد فانه يبقى في فراشه أحياناً إلى ساعات طويلة في سباته وخاصه إذا لم يكن لديه عمل آخر ومع بداية كل يوم جديد تولد حياة جديدة لأننا نرى فيها أشياء ومناظر مختلفة عن الأمس وإلا فالشمس هي نفس الشمس الموجودة قبل سنوات والنهار أيضاً هو نفس النهار مع اختلاف ساعاته ما بين فصل وآخر..
وتختلف الفصول أيضاً سنوياً وحسب التغييرات المناخية والظروف الجوية المتغيرة بين الحين والآخر فتجد احيانا شتاء ممطر وتتساقط فيه الثلوج أو ربيعاً لبست فيه الأرض الثوب الأخضر أو صيفاً معتدل الأجواء وربما خريفاً يشبه في اجواءه فصل الربيع أو ربما نعيش أحياناً مع هذه الفصول عكس ماقلناه أعلاه….
وبين هذا وذاك يتأقلم الإنسان على حياته ويعيش مع الطبيعة بصورة اعتيادية رغم أحاسيسه التي تتأثر بهذه التقلبات الجوية وخاصة عندما نعيش مع البرد القارص الذي يرافق فصل الشتاء أو ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف والتي تصل إلى معدلات مرتفعة جداً وخاصة في بعض دولنا العربية التي تستخرج الثروات الطبيعية من باطن الارض وبصورة مستمرة طيلة أيام السنة…
ولكن الحياة تستمر وعجلاتها لن يوقفها شيء لأن استمراريتها هو تحديد أعمار لكل المخلوقات الموجودة على سطح الأرض فلكل بداية نهاية…
إن الإنسان العاقل في وقتنا الحاضر هو الشخص الذي يستطيع العيش بسلام ولا يعطي اهتماماً لما يدور حوله من التقلبات الجوية أو التقلبات البشرية والتي تختلف من شخص لآخر وحسب الصفات التي يحملها هذا الإنسان فهناك من يحمل برودةً في الأعصاب وهذا أشبه بفصل الشتاء وهناك من ينفعل وبصورة عصبية ويكون مزاجه دوماً متعكر وهذا هو الأقرب إلى فصل الصيف وهنالك الإنسان المعتدل بكل أوقاته وهذا ما نشبهه بفصلي الربيع والخريف.. وكل هذه التقلبات لاتستطيع أن توقف عجلة الزمن لأننا نعيش يومياً مع شروق الشمس وولادة نهار جديد ولحظات غروبها وولادة الليل وموت النهار…….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة عشر − 13 =

زر الذهاب إلى الأعلى