مرئيات

عتاب شديد اللهجة والمعنى!!!

بقلم : إبراهيم المحجوب - كاتب عراقي

ماذا تريد منا أيها الوطن قضينا أيام وأيام ندافع عن ترابك الذين قال عنه السياسيين أنه مقدس ولكننا لم نراهم يقوموا هم وعوائلهم بأي تضحية لهذا المقدس…

ما زالت أحاسيسنا تقتلنا ونحن نراك بين الحين والآخر مصاب بوعكه سياسيه تتناهش بلحمك عوادي الزمن…. ما هو ذنبنا يا عراق الخير ونحن نبكي ونتألم لكل ما يجري بك من فرقةً ومن خصومات بين أبناء شعبك الواحد.. لقد قتلتنا أحاسيسنا يا وطني العزيز فمع كل أزمة جديدة ندخل فيها الى غرفه الانعاش لنتلقى صعقه من الكهرباء تعيد لنا ذلك القلب المتعب…

يا وطني الغالي أتعَبٌتَني وأنا أكتب عنك منذ نعومه اظافري واتعبتني وأنا أكتب عنك خلف القضبان في ذلك السجن المظلم وأتعبتني وأنا اكتب عنك اليوم في زمن الديمقراطية المبهمة ولم أحصل على جزء بسيط من حقوقي كمواطن من كل هذه الخيرات التي وجدتها على أرضك…

ها أنا أعيش فوق ترابك وكأنني إنسان غريب وأنا أشاهد كل الحكومات التي تعاقبت على قيادتك وتسلطت علينا وعلى رقابنا نحن أبناء الشعب تمنح وتهب ما تشاء للغير ونحن نعيش على فتات ما يقررون…أين العدالة فيك يا أيها الوطن .. ياوطن الفقراء ألم تنطلق منك كل القوانين التي تعلمتها البشرية وتحكم بها اليوم أغلب دول العالم.. وما زلت أنت لم تتعلم مفاهيم ما كتبه علماءك بأياديهم الكريمة…

ما زال فيك العلماء والمفكرين والمبدعين يموتون بحسرة سببها الإحساس المفرط وما زلت تقتل أبناءك بمعيشة الغربة في الداخل وفي الخارج… لقد أتعبتني يا عراق وها أنا أكتب لك هذه الأسطر وفيها لهجة العتاب الشديد لماذا يحاربنا الزمن على أراضيك ولماذا تريد أن تموت أحاسيسنا ولماذا ولماذا ولماذا ؟؟؟؟…

يا وطن المفقودين والمغيبين يا وطن الجياع والمحرومين يا وطن الاغنياء السارقين الناهبين ورجال الدولة المتسلطين والعراة المستورين يا وطن ضاعت فيك العدالة… فلقد تجاوزنا سنين الستين من العمر ولم نرى فيك شيء بسيط من العدالة.. نتساءل دوما لماذا كتب حمورابي مسلته فيك ولماذا قامت كل الحضارات القديمة على أراضيك ، ولماذا نعيش معك حروب وحصار وشعب يركض خلف لقمة العيش حائراً ومحتاراً، ولماذا ولماذا ولماذا؟؟؟؟؟ …

لقد افنينا العمر فيك يا عراق ولم نجد آذانٌّ صاغيه تسمع لنا القول ولا تقرأ ما نكتب وما زلنا نعيش بذلك الامل الذي اصبح شيء من المجهول وأي مجهول إنه مجهول الماضي وليس المستقبل فهل سوف نبقى ننتظر القادم ونحن نعرف ان القادم هو اسوء من الحاضر وإن الحاضر هو اسوأ من الماضي ولكننا نعشقه لأننا نتذكر منه بعض المواقف التي ربما كانت بالنسبة لنا جزء من الخير يخرج من ركام الفقر في الماضي…

يا عراق أَجبني بلغتك السومرية أو الأشورية أو البابلية أو العربية فانا لا يعنيني تعدد اللغات أكثر مما يعنيني الاستقرار في بلدي وأكثر ما يعنيني أن أشعر أنا وغيري بروح المواطنة بعيداً عن مبدأ قوي وضعيف وبعيداً عن مبدأ سياسي ومواطن وبعيدا عن مبدا حاكم ومحكوم وبعيداً عن مبدأ ظالما ومظلوم وقريبا من مبدأ العدل أساس الملك.. ولماذا لا تستطيع كل هذه الأقوام أن تقيم العدل فوق أرضك ولماذا ولماذا ولماذا؟؟ أختمها بأسئلة مبهمة لم أجد لها حلول ولم يبقى الا أن نطلب الفرج من صاحب الفرج فقد نفذ الصبر وإذا نفذ الصبر فأين سيجد المواطن مفتاح الفرج…