مرئيات

غبة سلامة.. أو سلامه وبناتها

الجزر الرابضة في البحر وما دار حولها من حوادث الهلاك والغرق

أعـلام وسـير

تراثنا الماضي، غني بالقصص والروايات، البعض منها فيها عِبر وحِكم، والبعض الآخر فيها مآس وفواجع، والبعض الثالث يحكي عن قـصـص البطـولة والانــتــصــارات والـتـجـارة الـرابحـة والعود الحميـد مـن بعد غياب طويل.

الزمن الذي عاش فيه الأجداد ومن هم قبلهم، وسائل السفر براً بقوافل الجمال والخيول والحمير، وبحراً بواسطة السفن الخشبية الشراعية التي تسير بقوة الرياح، وهي طاقة متجددة لا تنتهي.

هناك روايات شعبية كثيرة عن غبة سلامة التي تقع قرب مضيق هرمز بين  السواحل الايرانية  والسواحل العمانية  

لمحافظة مسندم  في أقصى الشرق 

من الخليج  العربي.

– قصة سفينة شيوخ قطر:

وقبل 50 عاماً حدثت قصة  سفينة الشيوخ التي غرقت وطبعت في غبة سلامة وهي للشيخ أحمد بن علي آل ثاني حاكم قطر الأسبق والتي كانت محملة بأعداد كبيرة من الناس والسيارات والمعدات المجهزة لرحلة القنص

في إيران وهلك في تلك الحادثة الكثير من البشر والمعدات ولم ينجو منهم الا القليل. والغريب انه لم يتم العثور على حطام السفينة ولا حتى على المعدات ولا جثث الغرقى .

– سلامة وبناتها:

وفي  الموروثات الشعبية سميت هذه المنطقة الجبلية في البحر بسلامة وبناتها، والتي تقول الرواية الشعبية إن جنية كبيرة لها مجموعة من البنات، موجودة في قعر البحر في منطقة مضيق هرمز، وهذه الجنية هي وبناتها يعترضن السفن التي تمر في المضيق . فمتى دارت السفينة حول نفسها كالدوامة، شكلت دائرة هائلة من الأمواج المتلاطمة، فابتلعت السفينة، وكانوا يعتقدون بأن الجنية هي التي تقوم بإغراق السفينة .

– لذلك ابتدعوا فكرة أن يحملوا معهم عدداً من المواشي، فمتى صادفتهم تلك الدوامة تصارخوا: جاءت سلامة وبناتها، فيلقون عندئذ ما معهم من المواشي، فتبتلعها بدلاً من السفينة .

– قصة السفينة الهندية:

وهناك  قصة تقول إن سفينة هندية مرت من خلال هذا المضيق في يوم من الأيام، فخاف عليها ربانها من الغرق، ففكر في أن يخفف حمولة السفينة، لكن كيف يقنع الركاب؟

– فقال للركاب: إن جنية تسكن في هذا المضيق، وهي لن تسمح لهم بالعبور إلا إذا ألقوا إليها شيئاً من أمتعتهم، فألقوا بالفعل جزءاً من أمتعتهم، واعتقدوا أنها تلتهمها، ونجح ربان السفينة بذلك في تخفيف حمولة السفينة، وعندئذ سهلت حركة السفينة ودفعتها الرياح عبر الأمواج، فعبرت السفينة بسلام .

وهذه بعضاً من الموروثات الشعرية عن غبة سلامة وأخطارها وماتشكله من أحداث مأساوية على السفن والصيادين بذاك الزمان .

*******

البــوم في الغبــه

 ومنشّـر علامـة وبعيني ظهر

يهناه لي عــدّى من غبـه

 سلامـه قد حاز الظفـر

يوم الخن مليان ما يدخل

 الغبه إلا من معـــه ربان

البار عالربان متمســـك 

بزامـــــه بعلمه مشتهر

مرقّــم الديــره والكوكــب

أمامـه يعبر في خطر

لو عاكر وطوفان ما يدخل

الغبه إلا من معــه ربان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة عشر − اثنا عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى