مرئيات

السياسة والرياضة أمراض لا نشعر بها…

بقلم : إبراهيم المحجوب – كاتب عراقي

رغم الأزمات التي يعيشها الإنسان سواء كانت الشخصية منها والتي تخص حالته الصحية أو العائلية أو الأزمات العامة التي يعيشها ضمن حدود البلد الذي يسكنه.. ونخص بالذكر هنا أبناء الشعب العراقي الذين تعودوا على موضوع تلك الأزمات وأصبحوا عندما يمرون بكل أزمة ينظرون لها وكأنها قد مرت عليهم في السابق بحالة مماثلة لها ليأتي الفرج وتنتهي ولكنهم يبقون يعيشون مع القلق متوجسين من حكوماتهم المتعاقبة ومن الظروف الدولية المحيطة بهم من حدوث أزمات جديدة أخرى.وخاصة أننا نعيش في بلدان الشرق الأوسط التي تعتبر من المناطق الساخنة دوماً…

اليوم ومن خلال ما نشاهده أو نسمعه من أخبار السياسة نرى أن أغلب شعوب دول العالم يفكر ويمر ويشد من أعصابه بالمواضيع التي تدور من حوله من حروب وقتل ودمار تحدث سواء في الساحة العربية أو العالمية. ولكننا لو عدنا الى الخلف قليلاً لوجدنا أن ما حصل للشعب العراقي اكثر بكثير جداً مما يحصل اليوم لبعض الشعوب العربية مع تحفظنا بموقفنا الثابت تجاه القضية الفلسطينية والمطالبة بإيجاد حلول دولية فورية لها بعيداً عن مفهوم لغة السلاح وبعيداً عن لغة القوي والضعيف على اعتبار أن هذه القضية هي احتلال لدولة عربية بأكملها وفق مواثيق وأعراف القوانين الدولية… وما زالت تعاني منها شعوب كاملة وما زالت معلقة لا تجد لها حلول ولكن الملفت للنظر أن أبناء الشعوب العربية أصبحوا مقسومين اليوم على انفسهم بين مؤيد ومعارض وبين متحمس وبين هادئ وبين متشدد وبين مسالم وأنا أرى في النتيجة أن هناك خارطة واضحة يتحكم به السياسيون في كل دول المنطقة لا يستطيعون أن يفصحوا عنها علنا خوفا على كراسيهم من الزوال والا فهل من المعقول أن الحكومات لا تعرف من يقاتلها وما هو سبب القتال ومن يفجر داخل أراضيها ومن يقتل ومن يخطط ولا تعرف الاسباب فهذا شيء من ضرب الخيال لأننا جميعا نعرف أن الحكومات اصبحت تهتم بكرسي السلطة أكثر باهتمامها من الشعب وأكثر باهتمامها بما يدور من حولها من أحداث…

أن الملفت للنظر اليوم عندما أرى قسم من الأشخاص وربما داخل العائلة نفسها وهم يسمعون الأخبار من على شاشات التلفزيون أجد أن هناك اختلاف بين الجميع فمنهم المتعصب ويبدي رأيه عكس من يجلس قربه وفي النهاية يحدث خلاف داخل تلك العائلة بسبب هذه الأحداث والمفروض من الجميع تجنبه خاصة مع كبار السن الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم أو السكر وأن هذا الانفعال سوف يؤذي صحتهم وسوف تنعكس بالتأكيد هذا التدهور الصحي على العائلة بأجمعها…

أن المطلوب منا جميعا اليوم أن نعيش ضبط الأعصاب لأننا قد مررنا سابقا بحروب وحصار وأزمات كثيرة ذهب ضحيتها الملايين من أبناء الشعب العراقي وعندما راينا النتيجة تبين لنا أن رئيس الحكومة يستطيع حلحلتها بتوقيع بسيط عندها فهمنا بأن الشعوب مغفلة ولا تفهم شيئاً بالسياسات التي تدور حولها وأن الحكومات تتعمد أحياناً بإشغال الشعب بأمور تافهة لا تخصه…

هذا من جانب السياسة أما من الجانب الآخر وهو جانب الرياضة فرغم أنها هواية وربما هواية ممتعه للكثير من الأشخاص سواء كانوا من الشباب أو من كبار السن رجالاً أو نساء ولكنني أيضاً أرى أنها تدخل أحياناً في موضوع نقاش عقيم وموضوع يصل الى الخصام بين الأخوة والأصدقاء بسبب تشجيع فلان إلى الفريق الفلاني وتشجيع الآخر الى الفريق المعاكس فهل يعقل يا أصحاب العقول أن تصل بنا الحال الى هكذا أمور ونختلف من أجل فوز أو خسارة فريق لكرة القدم لا يعنينا بشيء لا من بعيد أو قريب…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى